إن ظاهرة العنف والشغب والاعتداء على الأرواح والمنشآت و كتابة العبارات المسيئة على الجدران كانت السمة الأساسية التى شهدها الكثير من الجامعات الحكومية طيلة العام الدراسى الماضى. وأكد الدكتور السيد عبدالخالق وزير التعليم العالى والعديد من رؤساء الجامعات أن العام الجامعى المقبل لن يشهد مثل هذه التجاوزات وان العام الجديد سيكون عاما مستقرا وهادئا.. ولكن يتساءل الجميع عن الدور المفقود لأعضاء هيئات التدريس فى هذا الشأن وتحاورهم مع الطلاب لتوضيح الأمور والذى من الممكن أن يلعبه أستاذ الجامعة أيضا للمساعدة فى الحد من هذه الظواهر الخطيرة خلال هذا العام. فى البداية قال الدكتور وليد فتح الله الأستاذ بقسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة إن مواجهة عنف وشغب الطلاب بالإجراءات الأمنية والعقابية لا تكفى بمفردها ولكن لابد من التواصل والحوار مع هؤلاء الطلاب وتصحيح المفاهيم الخاطئة لديهم ومدهم بالمعلومات التى بها قدر من الموضوعية. وأضاف أنه لابد من انتقاء الشخص الذى سيقوم بالتواصل والتحاور مع الطلاب وليس بالضرورة أن يكون هذا الشخص عضو هيئة تدريس أو شخصية قيادية بالجامعة ولكن لابد أن يكون لديه قدرة جيدة على العرض والمصداقية والإقناع والجدل ومقابلة الحجة بالحجة ويمكن أن يكون من خارج الجامعة أو من داخلها. وأوضح أنه فى حالة الاعتداء على الأرواح أو المنشأت الجامعية أو تخريب مبانى المدن الجامعية لابد من اتخاذ الإجراءات القانونية معهم ومن يثبت مشاركته فى مثل هذه الأعمال يتم فصله فصلا نهائيا من الجامعات المصرية كلها. وقال الدكتور محمد كمال أستاذ فلسفة الأخلاق بكلية الآداب جامعة بنى سويف وخبير التنمية البشرية إن ظاهرة عنف وشغب الطلاب ظاهرة سياسية تم نقلها إلى الجامعة بعد أن فشل «الإخوان المسلمين» طيلة العام الماضى فى اجتذاب الشارع إليهم فلجأوا إلى العنف داخل الجامعات وأكد أن مواجهة تلك الظاهرة يتعلق بمحاور عديدة بعضها يتعلق بالإدارات الجامعية والبعض على عضو هيئة التدريس وجانب آخر على الطلاب. وأضاف أنه لابد من تطبيق القانون بشكل حاسم منذ اليوم الأول من بداية الدراسة على كل من يخرب أو يثير العنف أو الشغب داخل الجامعة كما يجب تنظيم ندوات تثقيفية واجتماعية وسياسية و دينية وأخلاقية وقانونية للطلاب بشكل مستمر من قبل أساتذة الجامعة تحت إشراف إدارة الجامعة والكلية وذلك لتنمية الوعى والحس الوطنى لدى الطلاب. وأشار إلى ضرورة تفعيل الأنشطة الطلابية المختلفة الخالية من المضمون الحزبى أو السياسى وذلك لتنمية الوعى الطلابى بما يحقق فى النهاية الارتقاء بمستوى الطالب وتوسيع مداركه دون ترك مجال للجماعات المتطرفة والأفكار الشاذة للتأثير عليهم. وفى حالة قيام بعض الطلاب بإثارة الشغب داخل الجامعة ومحاولة الاعتداء على الأرواح والمنشآت الجامعية لابد أولا من القيام بمحاولة إجراء حوار معهم لبيان ضعف موقفهم وإقناعهم بأن العنف لن ينتج عنه إلا العنف المضاد. وقال الدكتور وائل بهجت رئيس النقابة المستقلة لأعضاء هيئة التدريس وأستاذ الطب البيطرى بجامعة الإسكندرية انه لابد من التواصل مع الطلاب حتى لا يتركوا فريسة لأى تيارات متطرفة و ضرورة الحوار مع الطلاب مثيرى الشغب والعنف بالجامعة وتوعيتهم بالقضايا الوطنية المهمة عن طريق تنظيم الندوات وحملات التوعية وذلك لتوضيح الحقائق للطلاب و تعريفهم بأن الجامعة ليست ساحة لممارسة العمل السياسى ولكنها حرم لتلقى العلم فقط. وأضاف أنه فى حالة إثارة أحد الطلاب شغبا داخل المحاضرة يعتذر عضو هيئة التدريس عن استكمال المحاضرة و يتوجه مباشرة إلى إدارة الكلية للإبلاغ عن واقعة الطالب لكى تتخذ إدارة الكلية معه السلوك المناسب لفعلته و تحويله للتحقيق ليكون عبرة لغيره من الطلاب .