بعث المصريون برسالة للعالم اجمع مفادها ان مصر للمصريين وان بناة الأهرامات وأحفاد الفراعنة يعشقون تراب هذا الوطن وانهم على استعداد للتضحية بكل ما يملكون من اجل الوطن . الرسالة التى أذهلت العالم للمرة الثالثة على التوالى بعد رسالتي 25يناير ، 30يونيو هى تدافع المصريين للاكتتاب في مشروع قناة السويس بأقل ما يملكون واصطفافهم في الطوابير بالساعات أظهرت الملحمة الوطنية التى لايجيد صنعها سوى المصريين بعدما أعلنوها صراحة مع رئيسهم نحن دولة مستقلة ذات سيادة ولسنا في احتياج للمساعدات من احد وأننا سنبنى بدمائنا مشروعاتنا الوطنية لتكون القناة الجديدة ذات سيادة وطنية مستقلة بأموال فقراء ومحدودي ومتوسطي الدخل بعد ان بخل اغنياء هذا الوطن من وابتعدوا عن المشاركة. رغم أن مصر صاحبة الفضل عليهم في ملايينهم وملياراتهم وقف رجال الأعمال والمستثمرون ورجال الفن والرياضة .. الخ موقف المتفرج لكن ملحمة شعب مصر الحقيقي تكمن في فقرائه ومن هم فوق خط الفقر من محدودى الدخل ومتوسطه ولا عزاء لأغنياء البلد .. عندما تصل حصيلة الاكتتاب في شهادات استثمار قناة السويس الجديدة الى 64 مليار جنيه فى ثمانية أيام متجاوزة الرقم المستهدف بأربعة مليارات جنيه .. وعندما تشهد البنوك هذا الإقبال غير المسبوق على الاكتتاب فى الشهادات الجديدة .. هنا لابد ان نتوقف لنرصد معنى ومغزى هذا الحدث غير المسبوق والرسالة التى أراد المصريون ان يبعثوا بها الى العالم . المعنى والغزى أن العجلة دارت ولن تعود للوراء .. مصر الجديدة سيبنيها أبناؤها بأموالهم وسواعدهم بدليل ان قطاع الأفراد والعائلات استحوذ على 90% من حصيلة بيع الشهادات فيما استحوذ قطاع الشركات والمؤسسات على 10% فقط .. أفراد الشعب البسطاء كانت لهم الغلبة مما يؤكد إصرارهم على تمويل المشروعات القومية بدمائهم. أما رسالة المصريين للعالم فهي.. إنهم بهذا الإقبال التاريخى على شراء الشهادات يؤكدون ثقتهم في الرئيس السيسي وفي القوات المسلحة ... 64 مليار جنيه عائدات بيع شهادات استثمار قناة السويس الجديدةفي8 أيام .. حقا إنهم فراعنة – أحفاد بناة الأهرامات .. الملحمة التى سطرها الشعب أمام البنوك خلال الايام الماضية ، تاريخ جديد ، وثورة ثالثة ونموذج رائع للتحدى والصمود . .. لقد ضرب الشعب مثلا رائعا في التضحية .. مثلا عمليا فى حب البلد .. فإن هذا العطاء والتلاحم الشعبى أعادا الى المصريين الثقة بأنفسهم .. وجعلا من الشعب قائدا اذا توافرت العدالة الاجتماعية التى ينشدها وفعل الشعب ما عليه وبقى على الرئيس وحكومته ان يردا له الجميل فعلا لا قولا بتحقيق العدالة الاجتماعية الغائبة وانتهاء المحسوبية والوساطة فى الوظائف الصغرى والكبرى.