كل التحركات العربية والعالمية تشير إلي أن الأزمة السورية مع تزايد أعداد القتلي والجرحي والمشردين يوميا تمثل مأزقا لجميع الأطراف. خاصة في ظل الانقسامات العربية والدولية حول أساليب ومبادرات حل الأزمة سابقا والتي وصفها الأمير سعود الفيصل بأنصاف الحلول مطالبا باتخاذ إجراءات حاسمة خرج بها الاجتماع العربي الوزاري الأخير بالقاهرة في مقدمتها التوجه من جديد للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي لتقديم الدعم الدولي لتشكيل قوات عربية أممية لحفظ السلام وبالتحديد العمل علي وقف إطلاق النار وحماية أرواح المدنيين من الشعب السوري الذين يتساقطون يوميا بين قتلي وجرحي ولكن للأسف من المنتظر أن تستقبل بالفيتو الروسي الصيني لتلقي مصير مبادرة الرحيل. إلي جانب الرفض الأوروبي لمشاركة قواته بالإضافة إلي رفض عدد من الدول العربية للتدخل الأجنبي في سوريا التي رفضت أساسا جميع المبادرات العربية وتشترط موافقتها لدخول قوات حفظ السلام لأراضيها. مع توالي الإخفاقات العربية في إنقاذ دماء الشعب السوري يتجدد الأمل في مؤتمر أصدقاء الشعب السوري مع المعارضة والذي تستضيفه تونس الجمعة القادم في الرابع والعشرين من الشهر الحالي لتنفيذ البند التاسع من قرارات الجامعة العربية لتقديم الدعم السياسي والمادي والعسكري أيضا للمعارضة علي أمل تحقيق ما تدعو إليه المعارضة من الإعتراف العربي والدولي بالمجلس الوطني الإنتقالي رغم عدم توحيد صفوف المعارضة السورية إلي الآن. علي الجانب الآخر كشفت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن كل السيناريوهات مطروحة لتوصيل المساعدات الإنسانية وذلك بعد فقدان الأمل في رحيل الرئيس السوري ووضعته مؤخرا أمام الاختيار بين صنع السلام والديمقراطية من خلال المفاوضات المباشرة مع المعارضة و إجراء الإصلاحات المطلوبة, أو الفوضي و إشتعال الحرب الأهلية وهو الخطر الذي يتخوف منه الجميع خاصة وأن جميع عوامل إشتعالها موجودة من خلافات دينية وطائفية ومذهبية وعرقية وسياسية إلي جانب دخول تنظيم القاعدة والشبيحة وحزب الله وإيران... إلخ في الصراع الدائر علي الأراضي السورية ومع فشل الضغوط العربية والدولية علي النظام السوري دعت مفوضة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة إلي تحويل الملف السوري إلي محكمة الجنايات الدولية في لاهاي ولكن واشنطن تؤكد أن رحيل الأسد أهم من ذهابه ونظامه للمحاكمة في لاهاي. الوجه الأخر للأزمة السورية كشف عنه الدكتور علي الغتيت أستاذ القانون الدولي في حوار مع مجلة الأهرام العربي محذرا من حرب شاملة ستنشب في المنطقة إذا تم القضاء علي سوريا مطالبا بتقديم كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق إلي المحكمة الدولية لتصريحاته التي دعا فيها لإبادة العرب بأسلحة تضرب عن بعد مثل الفيديو جيم. المزيد من أعمدة أمين محمد أمين