استبعد بنيامين نيتانياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي أمس أي تغيير في السياسة حيال القدس قبل اجتماع لحكومته المصغرة التي يفترض أن تعد رد علي الضغوط الامريكية بشأن الاستيطان. وقال مكتب رئيس الوزراء- في بيان أصدره غداة عودة نيتانياهو من زيارته للولايات المتحدةالامريكية التقي خلالها مع الرئيس الامريكي باراك أوباما وكبار المسئولين بالادارة الامريكية- ان نيتانياهو سيقدم خلال حكومة الوزراء السبعة المصغرة سلسلة من الملفات علي أساس الاتصالات التي أجراها في الولاياتالمتحدة لتحريك مفاوضات السلام مع الفلسطينيين.الا ان نيتانياهو اكد مجددا انه لن يكون هناك اي تغيير في سياسة اسرائيل فيما يتعلق بالقدس. ومن غير المرجح أن يؤدي اجتماع الوزراء السبعة الرئيسيين- الذين يشكلون الحكومة الامنية- الي تسوية سريعة للازمة مع واشنطن, بينما تستعد اسرائيل أيضا للاحتفال بعيد الفصح اليهودي. وأبلغت الادارة الامريكية مساء أمس الاول الرئيس الفلسطيني محمود عباس- أبومازن- بفشل لقاء الرئيس باراك أوباما مع نيتانياهو في التوصل الي اتفاق لوقف عمليات الاستيطان. ويشكل الخلاف حول المستوطنات اليهودية في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية العقبة الرئيسية أمام تحريك عملية السلام في الشرق الاوسط. ويشترط الفلسطينيون وقفا كاملا للنشاط الاستيطاني للعودة الي مائدة المفاوضات. يأتي ذلك في الوقت الذي ذكرت فيه صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أمس أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما سيطرح خطة سلام أمريكية إذا لم يقدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو ردودا مرضية للادارة الأمريكية من شأنها أن تشكل أساسا لإطلاق المفاوضات مع الفلسطينيين. واضافت الصحيفة إن من بين بنود الخطة الأمريكية إقامة دولة فلسطينية في حدود عام76 مع إدخال بعض التعديلات التي تمكن إسرائيل من ضم الكتل الاستيطانية الكبيرة وذلك مقابل نقل أراض بديلة إلي الدولة الفلسطينية. كما تنص الخطة علي ممارسة الضغوط علي حركة حماس للاستجابة لشروط الرباعية الدولية ولتصبح الحركة جزءا من العملية في المنطقة بعد ان تعترف بإسرائيل وتنبذ العنف. ونسبت الصحيفة نفسها الي مصدر مسئول في الادارة الامريكية قوله ان أوباما قد بلور خطته السلمية غير انه قرر عدم طرحها في مرحلة مبكرة لكيلا يعطي الانطباع بأنه يفرض خطة علي الطرفين. و من جانبه, قال أفيجدور ليبرمان وزير الخارجية الإسرائيلي إنه لا يمكن لإسرائيل التنازل عن البناء في شرقي القدس علي اعتبار المدينة عاصمة لإسرائيل وليست مستوطنة- علي حد قوله. وأضاف ليبرمان في حديث للقناة الثانية بالتليفزيون الإسرائيلي الليلة قبل الماضية أن إسرائيل لا تريد خوض أي مواجهة مع الإدارة الأمريكية.. لكنها لن تتنازل عن ما أسماه بحقها الأساسي في تطوير العاصمة. وتابع مزاعمه قائلا ان جوهر المشكلة يعود إلي الوهم السائد في الغرب بأن انسحاب إسرائيل إلي حدود عام7691 سيحقق السلام.. في حين ستزيد خطوة كهذه في حقيقة الأمر من حدة الصراع.