وسط أجواء من التفاؤل الحذر، استأنف وزراء مياه مصر والسودان وإثيوبيا مباحثاتهم أمس فى الخرطوم، للوصول إلى حل لمشكلة سد النهضة الإثيوبي، وثمن الوزراء لقاءى الرئيس عبدالفتاح السيسى بالرئيس السودانى عمر البشير فى الخرطوم، ورئيس الوزراء الإثيوبى فى مالابو يونيو الماضي. وأكد الدكتور حسام مغازى وزير الموارد المائية والري، فى كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، أن مصر تأمل فى أن تكون نتائج هذه المفاوضات أرضية مشتركة، لبدء حقبة جديدة من التعاون والتنسيق، لإنجاز الأهداف الإنمائية فى إقليم حوض النيل، وتحقيق المنافع المشتركة لشعوبه، وتجنب الآثار الضارة للجميع، ليكون مشروع سد النهضة نواة للتعاون الاستراتيجي، لا مصدرا للصراع بين الدول الثلاث، مشددا على ضرورة وضع عامل الوقت (الضاغط) فى الاعتبار، والبناء على ما بدأناه من مفاوضات طيلة العامين الماضيين. وعقب الجلسة المغلقة قال مغازى إن المفاوضات «مرضية» و«مبشرة»، بينما أعرب وزير الموارد المائية والطاقة الإثيوبى اليماهو تيجنو عن استعداد بلاده للاستخدام المتساوى لمياه النيل، دون إلحاق ضرر بأى طرف، خاصة مصر والسودان، والعمل بشفافية وصدق لإنجاح المفاوضات وإنهاء الخلافات العالقة، مشيرا إلى أهمية تشكيل لجنة للخبراء الوطنيين لتنفيذ «خارطة طريق» تقرها الدول الثلاث، طبقا لمواعيد محددة وتجهيز إطار عمل لاستكمال تنفيذ توصيات اللجنة الثلاثية للسد. ومن ناحيته، أوضح معتز موسى وزير الموارد المائية والكهرباء السوداني، أن التفاوض هو الطريق الوحيد لحل الخلافات وتقاسم الفوائد من النيل، من خلال الاحترام المتبادل، مبينا أن مصر وإثيوبيا لهما الحق فى بعض التحفظات ومراجعتها، للتوصل إلى تفاهمات مشتركة لتجاوز الخلافات العالقة بين القاهرة وأديس أبابا، وأن الخرطوم حريصة على نجاح المفاوضات الحالية، وستتواصل المباحثات بين المسئولين والخبراء من الدول الثلاث اليوم بالخرطوم.