قررت مصر والنرويج، وبدعم من الرئيس الفلسطينى محمود عباس استضافة القاهرة مؤتمرا حول فلسطين يركز على إعادة إعمار قطاع غزة وذلك فى إطار الدعم المتواصل للقضية الفلسطينية. وذكرت وزارة الخارجية فى بيان لها أمس أنه سيتم توجيه الدعوات لحضور هذا المؤتمر بمجرد التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى كنتيجة للمفاوضات الجارية فى القاهرة. وتوجه الرئيس الفلسطينى محمود عباس أمس الى قطر لمقابلة خالد مشعل رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، بحسب ما قال مسئولون فلسطينيون متواجدون فى القاهرة للتفاوض حول هدنة فى قطاع غزة. وواصل الجانبان الفلسطينى والإسرئيلى أمس بالقاهرة المفاوضات غير المباشرة، والتى تعقد برعاية مصرية من أجل التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار فى غزة، وقالت مصادر فلسطينية مطلعة إن مصر تبذل جهودا كبيرة من أجل التوصل إلى اتفاق خلال الساعات المقبلة، خاصة وأن هدنة الأيام الخمسة انتهت منتصف الليلة الماضية، وقال جميل شحادة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إن الوفد الفلسطينى قدم مقترحات وملاحظات على المبادرة المصرية لوقف اطلاق النار فى غزة وتتضمن عدم تكرار العدوان الاسرائيلى مرة أخرى على غزة. وكانت المفاوضات غير المباشرة قد استؤنفت أمس الأول وسلم الجانبان الفلسطينى والإسرائيلى ردودهما على الورقة المصرية للجانب المصري، فى حين تجرى الآن مفاوضات ماراثونية غير مباشرة من أجل إنجاز اتفاق لوقف إطلاق النار. وقال مصدر فلسطينى مطلع إن الوفد الاسرائيلى عقد مع الجانب المصرى جلسة مباحثات سلمه خلالها ملاحظاته على الورقة المصرية ثم عاد الى تل أبيب للتشاور. وأضاف المصدر أن اجتماعا فلسطينيا مصريا عقد صباح أمس الاول بمقر المخابرات أطلع فيه الجانب المصرى الوفد الفلسطينى على الموقف الاسرائيلى بشكل غير رسمى بسبب تأخر وصول أعضاء وفد حركة حماس من غزة والدوحة. وقال المصدر إن الوفد الاسرائيلى عاد الى القاهرة، وفور وصوله اجتمع مع مسئولى المخابرات المصرية للتمهيد لمفاوضات غير مباشرة ستعقد اليوم من أجل إنجاز إتفاق لوقف إطلاق النار. وأشار المصدر إلى أنه بعد وصول أعضاء وفد حماس من غزة والدوحة مساء أمس الاول عقد مسئولو المخابرات المصرية اجتماعا مع الوفد الفلسطينى بكامل أعضائه بمقر إقامته وسلموه رسميا ردودهم على الورقة المصرية. ووصف مسئول فلسطينى هذه الردود بأنها تعتبر تراجعا عما تم إنجازه حتى الآن وعودة الى نقطة الصفر مرة أخرى. وقال إننا مصرون على تحقيق مطالب شعبنا وفى مقدمتها وقف العدوان، والبدء بعملية إعمار قطاع غزة، وفك الحصار الاسرائيلى بشكل شامل. ومن جانبه، ربط يوفال شتاينتس وزير الشئون الاستراتيجية الإسرائيلى بين الموافقة على طلب حماس بالحصول على ميناء بحرى ومطار فى غزة بموافقة فصائل المقاومة فى غزة على نزع السلاح الذى بحوزتها. وعلى صعيد آخر، شنت قوات الاحتلال الاسرائيلى أمس حملات مداهمة واعتقالات فى عدد من مدن الضفة الغربيةالمحتلة, كما هدمت ثلاثة منازل فى القدس والخليل. وذكرت مصادر محلية، أن عشرات الآليات العسكرية داهمت مدينة جنين ومخيمها وعدد من بلداتها واعتقلت أربعة شبان فى حين سلمت آخرين بلاغات لمراجعة مخابراتها. كما اعتقلت قوات الاحتلال شابين بالقرب من الحرم الإبراهيمى فى مدينة الخليل (جنوب الضفة) وشابا آخر من مدينة بيت لحم بعد مداهمة منزله . وطالت الاعتقالات الفتى عمر حسن الفيراوى 16 عاما من حى الجالية الأفريقية الملاصق لجدار المسجد الأقصى المبارك من جهة باب الناظر فى القدس القديمة. وذكرت مصادر مقدسية أن جرافات تابعة لبلدية الاحتلال فى القدس هدمت أمس مبنى بحى الطور فى جبل الزيتون المطل على القدس القديمة بحجة عدم الترخيص. ودمرت قوات الاحتلال أيضا فجر أمس منزلى عائلة عامر أبوعيشة المطارد للاحتلال ومنزل الاسير حسام على القواسمى فى الخليل فى حين أغلقت منزل المواطن مروان القواسمى بالباطون بحجة مسئوليتهم عن خطف وقتل ثلاثة مستوطنين قبل شهرين. وأعلنت إسرائيل أنه سيتم تعليق حركة سير القطارات على خط السكك الحديدية بين عسقلان وسديروت خوفا من الهجوم على القطارات باستخدام الصواريخ المضادة للدبابات فى مناطق بالقرب من الحدود مع قطاع غزة وذلك بناء على أوامر أصدرتها وزارة الدفاع الإسرائيلية لشركة السكك الحديدية الإسرائيلية حتى تحصن الشركة قطاراتها. وأوردت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية على موقعها الالكترونى أن هناك قلقا يساور المؤسسة الأمنية فى إسرائيل من أن المنظمات المسلحة فى غزة سوف تستهدف خدمة القطارات سديروت بصواريخ مضادة للدبابات