مع بداية العام الدراسي الجديد من كل عام تتجدد الأحزان وتتذكر الأذهان الحادث الأليم الذي راح ضحيته أكثر من 50 طفلا وطفلة في عمر الزهور بعد أن دهسهم قطار الموت في مزلقان المندرة بمركز منفلوط بأسيوط، بسبب إهمال عمال المزلقان. وكذلك الحالة السيئة التي كانت عليها المزلقانات في ذلك الوقت وعقب الحادث انقلبت الأوضاع رأسا علي عقب وتم حصر مزلقانات السكة الحديد بأسيوط تمهيدا لتطويرها، وبالفعل بدأت عمليات التطوير التي شملت عددا من تلك المزلقانات التي أجبرت المواطنين وقائدي السيارات علي الالتزام إجباريا بعد أن أصبحت عمليات فتح وغلق المزلقان آليا من خلال البوابات الالكترونية، ولكن المخيف في الأمر هذا العام أن تلك المشكلة بدأت في الظهور مرة أخري ولكن بشكل أكثر خطورة يتمثل في المزلقانات العشوائية التي لا تعرف عنها الحكومة شيئا والتي قام الأهالي بفتحها لتسهيل مرورهم بدلا من السير لمسافات طويلة لعبور المزلقانات الرئيسية. يقول أحمد عمار سيد من القوصية لجأ العديد من الأهالي إلي عمل فتحات في السور الذي يمر من أمام المناطق السكنية وكذلك في الجهة المقابلة له لتسهيل عبور المشاة من التلاميذ والكبار وذلك لتوفير مشقة السير لمسافات طويلة للوصول للمزلقان الرئيسي الذي يتبع القرية وهو ما يعرض حياة التلاميذ للخطر ومن تلك الفتحات التي تربط بين قرية نزال جنوب ومدينة القوصية وهي مفتوحة ليل نهار دون رقيب رغم مرور المئات من طلاب المدارس خصوصا الابتدائي عليها وهو ما يتطلب سرعة وجود حل لها قبل الدراسة. وشاركه الرأي مصطفي محمد خليفة موظف - قائلا إن الكارثة الحقيقية تكمن في أن هيئة السكة الحديد تغض الطرف عن تلك المزلقانات العشوائية وبعضها لا تعرف السكة الحديد عنه شيئا من الاساس ، حيث يفاجأ قائد القطار في أثناء سيره بسرعة عالية خصوصا القطارات السريعة :محافظات وأماكن ممتازة بمرور بعض التلاميذ والأشخاص من أمامه ولا يجد حلا سوي استكمال طريقة بذات السرعة حتي لا يقف بشكل مفاجئ ومن ثم ينقلب وكثيرا ما يصطدم القطار ببعض الحيوانات والدواب التي تعبر الطريق بدون وعي، لذا يجب علي المسئولين التحرك بشكل عاجل حتي لا تتكرر كارثة المندرة مرة أخري. ويضيف مهندس أشرف السبع المشرف علي نادي العلوم بثقافة أسيوط أنه بعد حادثة قطار أسيوط جاء التفكير في تصميم «مشروع بوابات الكترونية لمزلقانات السكة الحديدية» من خلال مجموعة من طلبة المدارس حيث يمكن التحكم في غلق وفتح البوابات من خلال حساس ضوئي «سنسور» يفتح ويغلق الدائرة الكهربائية اليكترونيا، حيث يستشعر الحساس الضوئي ظل القطار فتغلق البوابات وعند استشعار الضوء يفتح الدائرة ومن ثم تفتح البوابات، ومن خلال هذا المشروع يمكن تجنب الأخطاء البشرية والحوادث التي تقع علي مزلقانات وبوابات السكك الحديدية، من خلال وضع أكثر من حساس علي مسافة محسوبة قبل البوابات حيث إذا حدث عطل في أي حساس يعمل الآخر وهناك فرق بين البوابات الالكترونية الحالية وهذا المشروع، لأنه يعمل ضوئيا وغير مكلف في تنفيذه ونتمني أن يري النور ويجد من يتبناه. وفي تعقيب للمهندس فرج محمود فرج - رئيس الإدارة المركزية للبنية الأساسية بالسكة الحديد بالوجه القبلي، أكد أن مشكلة المزلقانات العشوائية هي مشكلة تؤرق الجميع وتخضع للسلوك البشري السيئ، حيث يتم اكتشافها بصفة دورية ويتم إرسال خطابات للجهات المعنية لاتخاذ الإجراءات لغلق تلك المعابر وما إن يتم غلقها حتي يقوم الأهالي بفتحها مرة أخري وعن عمليات التطوير لمزلقانات أسيوط قال إن الهيئة انتهت من عمل حصر شامل لجميع مزلقانات السكة الحديد المواجهة لمداخل القري بأسيوط وبلغ عددها 31 مزلقانا منها 25 مزلقانا تم ربطها بالبلوك مباشرة وهي آمنة تماما بحيث يتوقف القطار تلقائيا قبل المزلقان في حالة عدم استجابة عامل البلوك أما المزلقانات الستة المتبقية فقد تم تطوير خمسة مزلقانات إلكترونيا وهي المندرة، قرقارص، نجع سبع، الجرف، فزارة، حيث تعمل آليا بحيث تتم عمليات غلق وفتح البوابات بشكل تلقائي دون تدخل عمال المزلقانات بحيث تضغط عجلات القطار علي إشارة تسبق المزلقان الذي سيمر عليه بعدة كيلو مترات لإتاحة الفرصة لغلق البوابات إلكترونيا وفي حالة غلق البوابات علي إحدي السيارات يتدخل عامل المزلقان بفتح البوابة المواجهة للسيارة يدويا هذا فضلا عن تزويدها بكاميرات مراقبة تعمل علي مدي اليوم لمراقبة سير المزلقان وحركة سير العامل، بينما يتبقي مزلقان وحيد بقرية بني زيد وسوف يتم العمل به قريبا.