دخلت تهدئة هشة فى قطاع غزة يومها الثانى أمس فيما يستعد وفدان اسرائيلى وفلسطينى لاجراء محادثات مهمة فى القاهرة فى محاولة لتمديد التهدئة المعلنة لمدة 72 ساعة والتى دخلت حيز التنفيذ أمس الأول. وقد بدأ العمل بالتهدئة فى اليوم التاسع والعشرين لبدء الهجوم الاسرائيلى على قطاع غزة والذى أسفر منذ 8 يوليو عن مقتل 1875 فلسطينيا على الاقل معظمهم من المدنيين، فيما قتل من الجانب الاسرائيلى 64 جنديا وثلاثة مدنيين بينهم اسرائيليان. وفى اليوم الاول من التهدئة فى غزة، خرج عدد من الاطفال الى الشوارع للعب فيما أعادت بعض المتاجر فتح أبوابها للمرة الاولى منذ أيام، وقال خيرى حسن المصرى رب الاسرة الذى عاد الى منزله المدمر فى بيت حانون فى شمال غزة بعد مغادرته بسبب الهجوم البرى الاسرائيلى فى 17يوليو: ماذا سأقول لزوجتى واولادي؟! لا اريدهم ان يروا هذا الامر، سيصابون بصدمة. وواصل موظفو الإغاثة أمس أعمالهم فى إزالة آثار الدمار فى غزة خلال سريان الهدنة الإنسانية، وكانوا قدعثروا على عدد من الجثث تحت الأنقاض مع بداية وقف إطلاق النار أمس الأول. وقال أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية إن من بين القتلى 430 طفلا و243 امرأة و79 مسنا، ويوجد رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بيتر ماورر، حاليا فى قطاع غزة لتكوين صورة عن حجم الدمار فى القطاع ووضع المصابين. وقبل بدء المفاوضات غير المباشرة بين وفدى اسرائيل والفصائل الفلسطينية بوساطة مصرية، أكدت حماس مساء أمس الأول من القاهرة رفضها مجرد الاستماع لطرح «نزع سلاح المقاومة» الذى تطالب به اسرائيل كشرط لتهدئة دائمة فى القطاع. وأكد رئيس الوفد الفلسطينى إلى مفاوضات القاهرة، عزام الأحمد ضرورة الاتفاق بأن يتحول وقف إطلاق النار فى غزة إلى وقف شامل لكل الهجمات، قائلا الهدنة يجب أن تكون دائمة، وقال الأحمد فى تصريحات صحفية أمس إنه على الولاياتالمتحدة مسؤولية فى تحمل التزام الجميع بوقف إطلاق النار والعمل على تحويله إلى وقف شامل. ومن جانبه، بحث المجلس الوزارى الإسرائيلى المصغر للشئون الامنية والسياسية خلال جلسة مطولة عقدها الليلة قبل الماضية الاتصالات الجارية مع مصر حول وقف اطلاق النار فى قطاع غزة. وأشار راديو «صوت إسرائيل» صباح أمس إلى أن المجلس بحث أيضا مسألة إعادة تمركز قوات الجيش الاسرائيلى فى محيط القطاع . وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن الجيش قرر نشر مجموعات خاصة للتدخل السريع على امتداد حدود غزة إلى حين التوصل إلى اتفاق بتثبيت التهدئة ليتسنى لها التحرك سريعاً فى حال اقتضت الظروف التوغل الميدانى فى القطاع أو عند اكتشاف نفق جديد، وقالت إنه يستدل من معطيات إجمالية حول عملية «الجرف الصامد» فى قطاع غزة نشرها الجيش الليلة قبل الماضية أن حوالى نصف القتلى الفلسطينيين كانوا من المسلحين. وفى المواقف الدولية، دعا وزير الخارجية الامريكى جون كيرى فى مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية إلى وقف دائم لاطلاق النار لكنه شدد على ضرورة معالجة القضايا الاساسية الاشمل، وأشار فى هذا الصدد خصوصا إلى كيفية صنع السلام ووقف اطلاق الصواريخ ونزع الاسلحة والمضى نحو مستقبل مختلف«. وردا على سؤال عما اذا كانت واشنطن تؤيد المطلب الفلسطينى برفع الحصار عن قطاع غزة، أكد كيرى أنه على اسرائيل بدورها ان تقدم تنازلات، وقال كيرى : »نحن نؤيده طبعا كجزء من حل شامل. على الطرفين أن يقوما ببادرة بشأن هذه المسائل.