قبل اكثر من ثلاثين عاما دخل فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق معارك وصدامات مع الأزهر الشريف عندما راح يدافع عن رواية «وليمة لأعشاب البحر» ، ورفض ان يبدي الأزهر رأيا في هذه القضية وعدم تدخله لتقييم الروايات والأعمال الإبداعية. الي جانب ما قاله عن الحجاب بانه موضة قديمة كانت ترتديه السيدات للتفريق بينهن وبين الإماء الامر الذي دفع وكيل الأزهر في حينها الي مطالبة الوزير بعدم التحدث في علوم الدين. لم ينجح «حسنى» في صياغة مشروع وطني ينشر ويرسخ ثقافة التنوير والتنوع المعرفي وقبول الآخر وتعميق مبدأ المواطنة والتسامح والمساواة ضد الأفكار الرجعية والتعصب والاستقطاب، الذي أصاب المجتمع بالشروخ والتصدع، وما نجنيه الآن ما هو الا محصلة الحصاد المر لتلك المرحلة. والتاريخ يعيد نفسه مع الوزير الحالي الدكتور جابر عصفور الذي عرفناه واحدا من اهم رواد التنوير، فهو علي مدى تاريخه، موقفه لم يتغير في الدفاع عن العقل والمنطق والتفكير العلمي الذي يدفع البلاد الي ركاب المجتمعات الحديثة، الا انه بدأ عهده بالصدام مع الأزهر حول ظهور الأنبياء في الاعمال الفنية والموافقة علي عرض فيلم «حلاوة روح» وعلينا ان نسأله ما هي القيمة الثقافية لظهور الأنبياء والرسل في الأفلام السينمائية ؟ ولماذا لا نترك هذه القضايا الحساسة للأزهر؟ ولماذا لا تبشرنا بمشروع ثقافي تنويري يتجاوز حدود القاهرة ليصل الي ربوع الوطن وينتشل البلاد من الكبوة التي نعيشها حاليا. فاصل قصير وزير الري يعلن ان الجانب الإثيوبي وافق علي التفاوض حول سد النهضة ولم يقل لنا ما هي الملفات المطروحة علي الطاولة ؟ وهل من بينها موافقة إثيوبيا علي تعديل المواصفات الهندسية للمشروع بما لا يضر بحصة مصر المائية ؟ أو وقف البناء لحين الوصول الي توافق بين الجانبين ؟ لمزيد من مقالات هانى عمارة