كتب - عماد غنيم : وارين بافيت ملياردير العقارات الأمريكي قلب الدنيا منذ شهور ولم يقعدها حتي الآن عندما اكتشف انه يدفع ضرائب اقل من سكرتيرته بالنسبة والتناسب ا. بافيت قرر بعد هذا الاكتشاف التنازل عن نصف ثروته للاعمال الخيرية ثم راح بعد ذلك يدعو الاثرياء و اصحاب الاعمال الأمريكيين الي التنازل عن جانب من ثرواتهم للاسهام في حل الأزمة المالية التي يواجهها الاقتصاد االامريكي, وقد استجاب له120 ثريا امريكيا.. حتي الآن. الأهم ان بافيت اطلق دعوة بالغة الاهمية تستهدف اعادة النظر في النظام الضريبي تطالب في جوهرها بفصل المليونيرات واصحاب الدخل المرتفع في المعاملة الضريبية عن بقية شرائح المجتمع, وان تكف الحكومة عن منح مزايا للمستثمرين ومديري الاعمال تجعلهم في النهاية يدفعون نسب ضريبية تقل عن تلك التي يدفعها بقية الموظفين واصحاب الاعمال الصغيرة. الدعوي التي لاقت قبولا عاما, وبعض الاعتراضات, نجحت في النهاية في بلورة نفسها عند اعداد الموازنة الامريكيةالجديدة, حيث تضمنت الميزانية في باب الايرادات الضريبية ماسمي بمبدأ بافيت والذي ينص علي فرض شريحة ضريبية بنسبة30% علي كل اسرة يتجاوز دخلها الشهري مليون دولارلزيادة الحصيلة من جانب, وتدعيما لمفهوم العدالة الاجتماعية, وهو اصل وظيفة الضرائب, من جانب آخر. هذه السلوكيات الضريبية نجدها موجودة بصورة اكثر صرامة في الدول الأوروبية بتنويعات مختلفة ويجري تحديثها باستمرارلتحقيق الهدفين.. العدالة الاجتماعية وزيادة ايرادات الدولة. في بلادنا التي تعيش أجواء ثورة وتعاني من نقص حاد في الموارد العامة يتعين علي مخططي السياسات المالية في الحكومة والاحزاب الاطلاع علي مايطرأ من تغييرات في مفاهيم الضرائب حول العالم علي غرار مبدأ بافيت لبحث امكان تطبيقه محليا. وخلال العقد الاخير اسفرت التطورات الاقتصادية عن ارتفاع دخول عدد لايستهان به من المديرين والموظفين الي مستويات لم تكن معروفة من قبل, وفي قطاعات مثل البنوك والشركات المالية والمعلومات والاتصالات والمقاولات وكثير من المنشآت الصناعية, اضافة الي بعض الوظائف الحكومية, فإن بعض الدخول اصبحت تتجاوز عدة ملايين من الجنيهات سنويا وهنا يمكن فرض ضرائب اضافية عن كل من يتقاضي أجرا يزيد علي100 الف جنيه شهريا بصورة متصاعدة بحيث تزداد النسبة كلما ارتفع الدخل. وسوف يندهش المسئولون عن المالية العامة من حجم مايمكن ان يوفره مبدأ بافيت من حصيلة اضافية لو تم استعارته من النظام الامريكي, بدلا من استعارة المفاهيم الامريكية الممولة لنشر الديمقراطية علي غرار ما نراه الآن.