مازالت مشكلة ارتفاع أسعار الملابس فى مصر هى أزمة كل عيد للأسرة المصرية، وذلك يرجع لعدة أسباب منها ارتفاع أسعار الخامات والغزل والنسيج وأيضا زيادة التكلفة على أصحاب المصانع مما يؤدى الى تحمل المواطن البسيط كل أعباء هذا الارتفاع ، ومن هنا كانت جولة « تحقيقات الاهرام « فى سوق ومحلات الملابس فى منطقة الجيزة. وفى البداية كان لقاؤنا مع احدى الأسر المصرية فيشكو سيف عطية 45 عاما موظف فى هيئة حكومية قائلا لدى ثلاثة أطفال، وبالتالى يجب على أن أشترى ثلاثة أطقم ملابس بالكامل جديدة لهم بداية من الملابس الداخلية الى الأحذية ، وطبعا فى الوقت الحالى اصبح كل شئ مكلفا للغاية حتى للطفل الواحد لأن ثمن الطقم الواحد للاسرة متوسطة الحال يتراوح ما بين 300 و500 جنيه بسبب ارتفاع أسعار الغزل والنسيج وانتاج الملابس أو استيرادها، ولكن حتى المشكلة التى تواجهنا عندما نلجأ لشراء الملابس من اسواق الجملة المستعملة لا تكون ذات جودة عالية ، فهى بوابة واردات بعض الدول ، ومنها الصين ، واحيانا تكون مجهولة المصدر مما يتسبب فى بعض الاحيان بقلق وخوف الزبون وتردده فى شرائها لأبنائه مما يضطره الى اللجوء لمحلات الملابس تحت ضغط ارتفاع الأسعار فهى مشكلة مزمنة مهما كانت هناك تصريحات بضبط الأسعار ولكنها دون جدوى . واثناء الجولة توقفنا عند احد محلات الملابس المتوسطة وسألنا البائعة: هل هناك اقبال من المواطنين على شراء الملابس ونحن مقبلون على موسم عيد ؟ ترد سميحة فاروق 20 عاما وقد ارتسمت على وجهها علامات غير محددة قائلة للأسف الإقبال ضعيف جداً مختلف عن ذى قبل فأكثر الأسر المصرية تمر بضائقة مالية نظرا للظروف الاقتصادية للدولة كما انهم يهتمون بشراء الزى الدراسى للعام الجديد اكثر من ملابس العيد فهناك من يحاول شراء قميص أو بنطلون أو حذاء من المحلات وباقى الملابس من على الأرصفة لانها ارخص فى الأسعار ، اما عن ارتفاع اسعار الملابس فى المحلات فيرجع الى زيادة الانتاج والكهرباء والعمالة وإيجار المحل كل هذا يتحمله صاحب المحل . ارتفاع متوقع وعلى الجانب الآخر يوضح المهندس محمد أنور الأمين العام لمؤسسة خبراء التنمية العرب ان ارتفاع اسعار الملابس والمنسوجات عامة شيء متوقع نتيجة لما تمر به صناعة الغزل والنسيج من نزيف متكرر من الأزمات التى تستنزف موارد الدولة كما صناعة الغزل والنسيج بنوع من عشوائية القرارات، فتارة يتم الاعلان عن دعم هذه الصناعة وتارة أخرى يتم الاعلان عن دعم تصدير المنسوجات والملابس للخارج، وبالتالى يوجه كامل الإنتاج المصانع إلى التصدير للخارج، ويتم إغراق السوق المحلية ببواقى التصدير المرتفعة السعر مما احدث طفرة فى ارتفاع الأسعار ، ويرى المهندس محمد أنور من وجهة نظره أن دعم صناعة الغزل والنسيج والملابس فى مصر لا يتم بصورة مرضية الا بالمشاركة مع كبرى الدول المتفوقة فى هذه الصناعات مثل الصين واندونيسيا وسنغافورة عملاق الصناعة ويطلق عليهم مجموعة النمور الآسيوية، وذلك عن طريق إنشاء مناطق صناعية متخصصة لهذه الدول فى المناطق الصناعية المنتشرة فى جميع المحافظات على مستوى الجمهورية، وبالتالى نساعد فى حل مشكلتين فى آن واحد وهما تشغيل الشباب كعمالة، والقضاء على نسبة كبيرة من البطالة ومن ناحية اخرى توفير الملابس والمنسوجات بكميات وفيرة وبأسعار رخيصة للمستهلك المصري، وتصدير الفائض من الانتاج إلى الخارج، وبذلك نساهم فى توفير عملة صعبة خارج البلاد.