بعد أن شهدت ساحات بعض الجامعات أحداث العنف والشغب خلال العام الدراسى المنصرم وألقت بظلالها على المجتمع فى ظل مشهد سياسى تسوده فوضى عارمة واحتقان وكراهية مع ظهور أسلحة بيضاء وخرطوش ومولوتوف وشماريخ وألعاب نارية وما شابه ذلك، وتحولت الجامعات إلى ساحات عنف وتخريب وكتابة عبارات مشينة على جدرانها وممارسات عنيفة جاءت هذه الأحداث بدءا بالاعتراض على الضبطية القضائية ثم انتقلت إلى انقسام واختلاف حاد بين طرفى المعادلة السياسية المؤيدة لخريطة المستقبل والمعارضين لها، ثم امتدت أحداث الشغب والاحتجاجات بشأن المطالبة بالإفراج عن الطلاب المسجونين الذين تم القبض عليهم فى أحداث رابعة وأحداث الميادين الأخرى على مستوى الجمهورية.. بعد ذلك كله ينبغى وضع حد قاطع ونهاية لهذا العنف والاحتقان بين طلاب الجامعات ووضع حلول جذرية وواقعية وعملية لاحتواء هؤلاء الطلاب وكبح جماح هذا العنف مع بدء العام الدراسى القادم، وإننى على يقين بأن الحل الوحيد لإيقاف هذا التخريب والعنف داخل الجامعات هو نشر ثقافة الحوار فى المجتمع الجامعى وعقد لقاءات دورية بين القيادات وأعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة مع الطلاب وتوجيههم التوجيه الأمثل نحو نبذ العنف والتخريب والتدمير وتعريفهم بجميع الخدمات وأوجه الدعم التى تقدمها الجامعات للطلاب فى سبيل تحصيل العلم وصقل شخصياتهم، وكيف أن هناك أنشطة طلابية مهمة ينبغى الالتحاق بها وفق مقومات وملكات كل طالب لتوظيف قدراته الجسمانية والذهنية نحو الاستفادة العظمى منها لخدمة نفسه أولا ثم خدمة المجتمع الذى يعيش فيه ثانيا، وأن هناك وسائل وأساليب عديدة بديلة عن الاحتجاجات والمظاهرات غير السلمية وتخريب منشآت الجامعة، كما ينبغى أيضا تفعيل دور أعضاء هيئة التدريس كدعاة للتنوير والتثقيف الهادف من خلال الساعات الريادية والمكتبية المخصصة للحوار مع الطلاب. أيضا دعوة رموز السياسة والدين وأهل الخبرة لإجراء حوار مع الطلاب وتثقيفهم وتوعيتهم التوعية السياسية السلمية فمن الضروى تنشئة الطالب تنشئة سياسية سليمة وإشباع حاجته إلى المزيد المعرفى والوعى بالقضايا السياسية العامة مع التأكيد على تحصين الطلاب ضد عمليات الغزو الفكرى والسياسى وتعريفهم بالمفاهيم الصحيحة وتوضيح الأحوال السياسية التى تمر بها البلاد وكيفية المضى فى الإصلاح وما هى الركائز السياسية التى ينبغى أن تقوم عليها الأوضاع فى البلاد، مع ضرورة عقد ندوات تثقيفية عن حق المواطنة ومناقشة مواد الدستور والتعريف بحقوق المرأة والتحذير من الغزو الفكرى ونشوب فتنة طائفية.. وما شابه ذلك، كما ينبغى تنمية ثقافة الحوار بإنشاء برلمان الشباب لدى الجامعات الذى يحاكى البرلمان المصرى لتعريف الطالب بنشأة البرلمان وقوامه ورسالته وأهدافه وآليات الانتخابات. إن الحوار مع الطلاب يعد أساسا متينا ومقوما رئيسيا نحو تأمين الجامعات من الممارسات المعوجة وأحسب أن هناك علاقة طردية بين رسوخ ثقافة الحوار فى أروقة الجامعات وبين خلق بيئة آمنة وانتشار الأمن والأمان بين الطلاب وجميع العاملين بها. د. حسن على عتمان رئيس جامعة المنصورة