هو عامر بن عبد الله بن الجراح القرشي، صحابي جليل وأمين الأمة الإسلامية وأحد العشرة المبشرين بالجنة. (42 ق.ه/582م - 18 ه/639م ) . أسلم على يد أبي بكر الصديق في الأيام الأولى للإسلام. هاجر إلى الحبشة في الهجرة الثانية. وقال عنه رسول الله: إن لكل أمة أمينا وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح . وكان من أحب الناس إلى الرسول عليه الصلاة والسلام, ولما جاء وفد نجران من اليمن إلى رسول الله ، طلبوا منه أن يرسل معهم رجلا أمينا يعلمهم، فقال لهم: «لأبعثن معكم رجلا أمينا، حق أمين»، فتمنى كل واحد من الصحابة أن يكون هو، ولكن النبي اختار أبا عبيدة، فقال: «قم يا أبا عبيدة». وقد هاجر إلى المدينة، وفي المدينة آخى الرسول بينه وبين سعد بن معاذ. وكان أبو عبيدة على خبرة كبيرة بفنون الحرب، وحيل القتال لذا جعله الرسول قائدًا على كثير من السرايا، ولما كان عَمْرِو بنِ العَاصِ فى غزوة ذَاتِ السَّلاَسِلِ، بالشَّامِ، ، فطلب المدد من رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَانْتَدَبَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ ومجموعة مِنَ المُهَاجِرِيْنَ، وجعلَ نَبِيُّ اللهِ أَبَا عُبَيْدَةَأميراُ عليهم. لم يتخلف أبو عبيدة عن غزوة غزاها النبي ، وكانت له مواقف عظيمة في البطولة والتضحية، في أثناء قيادة خالد معركة اليرموك التي هزمت فيها الإمبراطورية الرومانية توفي أبو بكر الصديق ، وتولى الخلافة بعده عمر بن الخطاب، وقد ولى عمر قيادة جيش اليرموك لأبي عبيدة بن الجراح وعزل خالد ، وصل الخطاب الى أبى عبيدة فأخفاه حتى انتهت المعركة ، ثم أخبر خالدا بالأمر ، فسأله خالد :( يرحمك الله أبا عبيدة ، ما منعك أن تخبرني حين جاءك الكتاب ؟) ، فأجاب أبو عبيدة :( إني كرهت أن أكسر عليك حربك، وما سلطان الدنيا نريد، ولا للدنيا نعمل ، كلنا في الله أخوة ), وبعد فتح بلاد الشام وأصبح أبو عبيدة أمير الأمراء بالشام. وكان من القادة الذين يستشيرون رجالهم في كل خطوة يخطونها، وعندما احتشد الروم لاستعادة أرض الشام استشار أصحابه، فأشار عليه الأكثرية بقبول الحصار في حمص، أما خالد فأشار عليه بالهجوم على جموع الروم، ولكن أبا عبيدة أخذ برأي الأكثرية كان عمر بن الخطاب يقول: «لم أكن مغيرا أمرا قضاه أبو عبيدة». وقال عنه عمر أيضا إِنْ أَدْرَكَنِي أَجَلِي، وَأَبُو عُبَيْدَةَ حَيٌّ، اسْتَخْلَفْتُهُ فإن سألني ربي عنه قلت: استخلفت أمين الله، وأمين رسوله». وقال عمر عنه أيضا: «لو كنت متمنيا ما تمنيت إلا بيتا مملوءا برجال من أمثال أبي عبيدة». وكان عمر يعرف قدره، فجعله من الستة الذين استخلفهم، كي يختار منهم أمير المؤمنين بعد موته. كان أبو عبيدة رضي الله عنه - كثير العبادة يعيش حياة القناعة والزهد، وقد دخل عليه عمر بن الخطاب وهو أمير على الشام، فلم يجد في بيته إلا سيفه وترسه ورحله. توفي وعمره (58) سنة، وصلى عليه معاذ بن جبل، ودفن ببيسان بالشام. وقد روي أبو عبيدة أربعة عشر حديثًا عن الرسول عليه الصلاة والسلام.