للتعرف على تأثير الصيام على مرضى التخاطب يعرف لنا أولا الدكتور محمد بركة أستاذ أمراض التخاطب فى كلية طب عين شمس: التخاطب أو الاتصال اللفظى بأنه عملية نقل وتبادل المفاهيم والأفكار بين الأفراد والجماعات وأهم وسائل التخاطب هو التخاطب اللفظى، وبالرغم من أن هذا التخاطب اللفظى رغم أن قمته هى اللغة فإنه يمكن تحليله إلى المظاهر الأساسية التى تدخل فى تشكيله حتى يصل متكاملا إلى السامع هذه المظاهر هى: 1 الصوت: وهو المادة الصوتية التى تحدث نتيجة الاهتزازات فى الثنايا الصولية بالحنجرة وهذه تمثل الصوت الأول الذى سيحمل الرسالة الشفهية فى النهاية. 2 الكلام: وهو مجموعة الأصوات اللغوية من سواكن ومتحركات التى نتجت من تحوير وتشكيل المادة الصوتية الحنجرية الأولية أو من أحداث أصوات مختلفة فى جهاز النطق أى البلعوم والفم واللسان والشفاه والأنف والجيوب الأنفية. 3 اللغة: وهى الجهاز الرمزى الذى يقرن الصوت بالمعنى وهذه الوظائف البشرية العليا التى يتحكم فيها الدماغ. إن الصوم فى شهر رمضان وغير رمضان من الممكن أن يكون له تأثير سلبى على بعض مرضى التخاطب كمرضى الصوت والحبسة الكلامية. والعى. مرضى الصوت: الصوت هو الموجة الحاملة لإشارات الكلام ويمكن تعريفه على أنه الصوت المسموع والصادر من المجرى الصوتى. متطلبات إخراج الصوت الجيد: لكى يتم إصدار صوت سليم نحتاج إلى وجود عدة متطلبات، وإذا غاب أحدها اختل إصدار الصوت وهى تشمل: 1 وجود مدى طبيعى لحركة الثنايا الصوتية. 2 حركة الغشاء المخاطى للثنايا الصوتية على الطبقات الداخلية المكونة للثنايا الصوتية على أن تتم هذه الحركة فى صورة طبيعية تشكل فى أثنائها موجات بالغشاء المخاطى. 3 تقابل تام لحافى الثنايا الصوتية وعدم وجود فجوة هوائية بينهما فى أثناء إصدار الصوت. 4 توافق تقابل الثنايا الصوتية مع بداية إخراج هواء الزفير فى توقيت سليم. 5 وجود قوى عضلية حركية مثلى مدعمة على مستوى الرئتين (أى هواء الزفير). 6 توفير تحكم أمثل فى إخراج هواء الزفير وهو الذى يعطى الطاقة اللازمة لتحريك واهتزاز الثنايا الصوتية. 7 توافق أمثل لعضلات الثنايا الصوتية (الداخلية والخارجية) ليهتم التحكم فى طول وكتلة وشد الثنايا الصوتية لما يتطلبه القيام بالوظيفة الصوتية. ومن السابق يتضح أن العوامل الثلاثة الأولى تتعلق بسلامة الحنجرة (وهى مصدر الصوت) بينما يتعلق باقى العوامل باستخدام الشخص للحنجرة (العامل الوظيفى أى اضطراب لوظائف الصوت الطبيعية ينتج عنه بحة صوتية. وقد يشتكى مريض الصوت من أحد أو بعض الأعراض التالية: 1 بحة الصوت. 2 احتباس الصوت. 3 وهن الصوت. 4 تغير الصوت الغنائى. إن التغيرات الصوتية المصاحبة أو المسببة لبحة الصوت قد تشمل ما يلى: 1 تغير فى كتلة الثنايا الصوتية. 2 تغير فى درجة التقاء الثنيتين الصوتيتين فى المنتصف. 3 تغير فى درجة شد وتيبس الثنايا الصوتية. وقد تحدث هذه التغيرات لأسباب عديدة منها سوء استخدام الصوت أو الالتهابات المتكررة للثنايا الصوتية، من العوامل التى قد تساعد على إظهار المشكلة بشكل أكبر هى قلة الترطيب حول الثنايا الصوتية إذ أن المياه هى ما يساعد الثنايا الصوتية على الانزلاق بسهولة فى أثناء الحركة لتسهيل إصدار الصوت دون احتكاك. ويساعد الماء أيضا على تنشيط حركة الأهداب فى الغشاء المخاطى. هذه الحركة التى تطرد الإفزازات الطيارة بالصوت والجهاز التنفسى أيضا. وعدم وجود ترطيب كاف يتسبب فى صعوبة فى حركة واهتزاز الثنايا الصوتية مما يسبب جروحا طفيفة تحت سطحيه مما يسبب العديد من المشكلات مثل الجفاف حول الثنايا الصوتية. هذا الجفاف يؤلم المريض وبخاصة إذا كان عمله يحتاج إلى الصوت مثل المدرس والمحامى والمقرئ والمغنى، أى زيادة أعراض الوهن الصوتى، ولمساعدة هؤلاء من تقتضى حياتهم استخدام الصوت ففى رمضان عليهم إعطاء دعم للحنجرة بزيادة طاقة الزفير أو تغير ساعات عملهم إلى الليل .