جاء رمضان هذا العام في الصيف, حيث الحرارة المرتفعة وزيادة نسبة الرطوبة بالجو مما يترتب علي ذلك زيادة الإحساس بالعطش لفقد الكثير من السوائل بالجسم أثناء فترة الصيام التي تتراوح بين21 و41 ساعة تقريبا يوميا. يقول الدكتور محمد بركة استاذ ورئيس وحدة أمراض التخاطب بطب عين شمس ان فقد الجسم للسوائل وخاصة الماء ينعكس في علم التخاطب علي الكثير من وظائف الحنجرة والتي هي المسئولة عن اصدار الصوت المستخدم في الكلام. فمن هبة الله علي البشر انه خلق بالحنجرة جيوبا تحتوي علي003 غدة تفرز سوائل الهدف منها العمل علي ترطيب الثنايا الصوتية حتي تتم عملية إصدار الصوت بنعومة ويسر. وتحكم كمية السوائل بالجسم إفرازات هذه الغدد فعندما يكون الجسم مشبعا بالسوائل دون مشاكل. وبالتالي فالصائم الذي يمتنع عن السوائل طوال فترة الصيام وأيضا المعرض لفقد الكثير منها( نتيجة لحرارة الجو وارتفاع درجة بيئة العمل المحيطة بالمرض) يكون اكثر عرضة لجفاف الحنجرة وظهور بعض الاضطرابات بها بدءا بالوهن الصوتي حتي حدوث بعض أنواع البحة الصوتية سواء الوظيفية منها( الحنجرة السليمة عضويا) أو تلك المصاحبة لبعض الآفات البسيطة( كحبيبات الحنجرة ولحمية الحنجرة وأكياس الثنايا الصوتية).. ويخص د. محمد بركة بالذكر هنا أيضا بعض محترفي استخدام الصوت كالمدرسين, المحامين, المقرئين, الممثلين, والمطربين, البائعين المتجولين, حيث إن هؤلاء يحتاجون إلي السوائل( وبخاصة الماء) في الظروف العادية أكثر من غيرهم. وأيضا فقدان الجسم لكثير من السوائل الذي هو زيادة كثافة( لزوجة) الدم في الشرايين والأوردة والشعيرات الدموية ويتأثر بهذه العملية كبار السن وخاصة مرضي السكر, ومرضي ارتفاع ضغط الدم, والمرضي المصابون بتصلب الشرايين وكذلك المرضي الذين يعانون بطء سريان الدورة الدموية( مرضي القلب المزمنين). وكل هذه الأمراض تزيد من نسبة حدوث جلطات المخ والتي بالتالي تؤثر علي مراكز اللغة لدي المريض وتؤدي به إلي ما يعرف بالعي( فقد المريض للغة التي اكتسبها) أو إلي مرض الحبسة الكلامية( عدم قدرة المريض علي التخاطب مع الآخرين), وذلك نتيجة إضطرابات في أعضاء النطق.