تنتظر قائد المنتخب البرازيلى لكرة القدم تياجو سيلفا احد ابرز الغائبين عن الهزيمة المذلة التى منى بها منتخب بلاده امام المانيا 1-7 فى الدور نصف النهائي، مهمة صعبة لتضميد جراح زملائه وشحذ همتهم ومعنوياتهم لخوض مباراة تحديد المركز الثالث التى ستخوضها البرازيل اليوم امام هولندا. فقد غاب سيلفا عن مباراة الدور نصف النهائى امام المانيا بسبب الايقاف لتلقيه البطاقة الصفراء الثانية فى مباراة كولومبيا، غير أنه اختار المواجهة والتضامن مع زملائه فى حالة كان يفضل لاعبون آخرون الاختباء وراء هذا الغياب للتنصل من المسئولية عن الهزيمة. فمنذ الصافرة النهائية على ملعب مينيراو فى بيلو هوريزونتى الذى كان مسرحا للهزيمة المدوية، نزل ارضية الملعب ليواسى زملاءه واحتضن لفترة طويلة اوسكار مهاجم تشيلسى الانجليزى الذى انهمر بالبكاء، كما عانق دافيد لويز زميله الجديد فى باريس سان جرمان الفرنسى ورفيقه فى قطب الدفاع ، والذى حمل شارة القائد فى غيابه الذى كان ينتحب. وبعد ذلك جمع زملاءه فى منتصف الملعب لتلقى صافرات الاستهجان، وشتائم واهانات الجماهير البرازيلية. هل كان الالمان سيسجلون الهدف الاول لو كان تياجو سيلفا موجودا؟ هل كان رفاقه سينهارون مثلما فعلوا فى اللقاء لو كان هناك؟ من المستحيل معرفة الجواب. ولكن فى المنطقة الخاصة للاعلاميين للقيام باحاديث صحفية مع اللاعبين، وافق تياجو سيلفا على الادلاء بتصريحات لوسائل الاعلام مستخدما كلمة «نحن» مضمنا نفسه بين المسئولين عن الخسارة، فى وقت كان من المفترض أن يتحدث بصيغة «هم» ليتنصل من مسئولية الهزيمة التاريخية ، وقال انه لا يجوز البحث عن متهم، مطالبا الصحفيين بعدم استهداف شخص ما. هذا التحول مثير الدهشة أكثر بالنظر إلى شخصية قائد باريس سان جيرمان الفرنسى المعروف بخجله ولا يحب التحدث كثيرا أمام العامة، لكن ينظر إليه على أنه كقائد فنى وتكتيكي، وليس كزعيم عصابة. وكان سيلفا، المتديّن جدا، فقد الكثير من سمعته فى دور ال16 عندما انعزل عن زملائه ليصلى وهو يبكى قبل مرحلة الركلات الترجيحية، رافضا تحمل مسئولية التسديد وطلب ان يكون المسدد رقم 11. وبرر سيلفا ذلك بعد التأهل بقوله: «أنا عاطفي، وأتأثر بسرعة وهذا أمر طبيعي، والعاطفة صفة فى البشر، ولكن ذلك لا يؤثر على فى أى وقت من الأوقات على أرضية الملعب ، و كل ما يقوله الناس غير صحيح، ولا يمكن أن يؤثر ذلك على الأداء بالنسبة إلى ، ورأيى هو أن ذلك ليس فقط لا يشكل مشكلة بالنسبة إلى على أرضية الملعب بل على العكس من ذلك فهو يساعدني». ولكن رد تياجو سيلفا لم يكن مجرد كلمات فقط، بل أنه رد بالأفعال وتحديدا فى مباراة كولومبيا عندما افتتح التسجيل، بالاضافة الى تقديمه اداء دفاعيا رائعا مع بعض التدخلات المذهلة ، وقتها أظهر سيلفا شخصية وروح القائد. يقول تياجو سيلفا انه استمد قوته فى الأوقات الصعبة، خصوصا خلال المرض الخطير الذى أصيب به خلال رحلته الاحترافية فى روسيا عام 2005، ووقتها أمضى أسابيع فى المستشفى، دون أن يقدم له الاطباء الضمانات على انه سيخرج سالما. واضاف: «عشت لحظات صعبة فى حياتي، أصبت بداء السل، كانت حياتى فى خطر. اليوم أستطيع أن أقول (أنا بطل، داخل وخارج الملعب). انضمامه لتشكيلة المنتخب البرازيلى لم يكن سهلا، فقد اضطر الى العودة الى بلاده بعد فشل تجربته الاحترافية الاوروبية الاولى قبل ان يفرض نفسه فى صفوف ميلان الايطالى وبعده باريس سان جرمان. يلقب تياجو سيلفا ب«الوحش»، ويعتبر من أفضل المدافعين فى العالم بسبب حسه التكتيكي، وتدخلاته وكذلك بسبب بنائه للهجمات. لعب تياجو سيلفا (30 عاما) 51 مباراة دولية حتى الان وسيكون أحد العناصر البارزة فى التشكيلة المستقبلية للمنتخب البرازيلى بقيادة المدرب الجديد الذى سيكون مطالبا بإعادة بناء منتخب السيليساو على أنقاض حطام كارثة مينيراو. اعادة البناء هذه تمر دون شك عبر تقديم اداء جيد امام هولندا اليوم فى مباراة تحديد المركز الثالث ، ففى هذه المباراة «المهمة جدا»، من المرجح أن يدفع به المدرب البرازيلى لويز فيليبى سكولارى أساسيا، لأن القائد الذى أبعدته الظروف عن التورط فى كارثة «تيتانيك « البرازيلية، سيكون مطالبا بلعب دور المنقذ لحفظ ماء الوجه.