أكد عدد كبير من خبراء قطاع السياحة ان ما يتم الدعوة له من عصيان مدني أو اضراب شامل غدا السبت.....ما هو الا مسمار اخير سيدق في نعش مصر . فالأمر لا يتعلق فقط بالجانب الاقتصادي وبالخسائر التي ستكون بالملايين....ولكن الأمر متعلق كذلك بتهديد استقرار مصر السياسي والأمني والاجتماعي. كل هذا يحدث في الوقت الذي تمر فيه مصر بمرحلة حرجة تحتاج فيها تكاتف كل ابنائها بزيادة معدلات العمل والإنتاج لوقف نزيف الخسائر الذي لا يتوقف ولتحسين صورة مصر أمام العالم الذي انبهر يوما بثورتها العظيمة....فبعد ان كنا نعاني من الفساد.. اصبحنا نعاني الأن من الخراب. لذا كان هذا التحقيق. في البداية أكد هشام زعزوع, مساعد اول وزير السياحة ان الصورة التي ستوخذ عنا بالخارج بسبب هذا العصيان المدني ستكون ان هناك عدم توافق ما بين القيادة والشعب وبالتالي فإن المعني المباشر الذي سيصل للعالم اجمع هو ان مصر اصبحت مقصدا سياحيا غير مستقر وغير آمن, مما سيقلل الطلب علينا كمقصد سياحي. واشار هشام زعزوع, إلي ان نسب الحجوزات بشكل عام قد وصلت الي مستوي سييء للغاية وتأثرت بشدة خلال الفترة الماضية نتيجة للأحداث المتلاحقة.. فنسب الاشغال بالقاهرة لا تتعدي30% وفي الأقصر21% وفي اسوان15% فقط لا غير.. في حين ان نسب الأشغال في البحر الأحمر افضل الي حد ما فبلغت في شرم الشيخ حوالي45% ووصلت في الغردقة لنحو47%. وبالتالي يتضح ان اداء المنتج الثقافي مترد للغاية في حين ان هناك سكينا مسلطا علي رقبة السياحة الشاطئية في نفس الوقت في حالة اللجوء لهذا الأضراب كوسيلة للضغط. واضاف هشام زعزوع ان السياحة قامت بإدرار5,12 مليار دولار أي حوالي72 مليارات جنيه في عام2010 كما تسهم بنسبة25% من حصيلة ضرائب مصر بما يعادل4 مليار جنيه(2009-2010). وحسب الدراسات الدولية هذه الصناعة تعتبر احد اهم اعمدة الاقتصاد المصري الحالية وفي المستقبل لأن تقدم منتج ليس فيه منافسة بتاريخه وحضارته وتفرده. كما ان1 من كل7 افراد يعمل في هذا القطاع الذي يضم نحو4 ملايين مصري بشكل مباشر وغير مباشر ولو لكل واحد منهم اسرة وعائلة فإن عدد المستفيدين من قطاع السياحة يصل الي حوالي16 مليون شخص. من ناحية أخري أوضح إلهامي الزيات, رئيس اتحاد الغرف السياحية ان الأحداث التي وقعت خلال الفترة الماضية منذ أحداث هويس إسنا الذي احتجز فيه84 فندقا عائما, مرورا بأحداث بورسعيد ثم احداث الداخلية واخيرا الدعوة للعصيان المدني جعلت مصر في منحني خطير حفز توجها من جانب السوق العالمية المصدرة للسياحة برفع مصر من برامجها السياحية. ولذا انخفضت نسب الاشغال بشكل مفجع خلال الفترة الماضية ولا يأتي الي مصر حاليا الا السائح الذي يستغل موجة انخفاض الأسعار غير المسبوقة والتي وصلت من75 و50 دولارا في الليلة شاملة الطعام الي حوالي15 دولارا فقط لاغير. وأضاف الهامي الزيات ان القطاع السياحي حاليا يمر بأصعب مرحلة في تاريخه ويواجة تحديات تهدد جميع الكيانات والاستثمارات السياحية والعاملين بهذا القطاع..كما ان منظمي الرحلات اعربوا عن قلقهم من هذا الاضراب مؤكدين انهم في حالة ترقب للأحداث خلال الفترة المقبلة لتحديد موقفهم تجاة حركة التدفق السياحي فيما بعد الي مصر في ظل هذا التصاعد المستمر للأحداث. وبالتالي انا كمصري ولست كمسئول في هذا القطاع اؤكد ان هذا العصيان مرفوض شكلا وموضوعا... لأننا بالفعل علي حافة الهاوية...فمصر الآن اشبهها بالمريض في غرفة العناية المركزة ونحن بهذا العصيان نريد رفع اجهزة التنفس الصناعي عنه...ويكفينا ما تكبدناه من خسائر حتي هذه اللحظة. وفي النهاية اشار سامح مكرم عبيد, النائب في البرلمان إلي ان العصيان المدني يعتبر أداة مهمة لتنفيذ المطالب فعلا ولكن ليس لة أي معني في الوقت الراهن, علينا ان نستخدمه في الوقت المناسب... فالذي يفصلنا عن فتح باب الترشح لمنصب رئيس الجمهورية هو ايام وبالتالي علينا ان ننتظر الي ان يتم اجراء الانتخابات وتسليم السلطة في30 يونيو بشكل حضاري جدا...وفي حالة ان لم يتم ذلك...نلجأ للاعتصام والاضراب. واضاف سامح مكرم عبيد, ان معدل خسائر قطاع السياحة منذ بداية الثورة وحتي الآن يصل الي حوالي4 مليارات دولار كخسائر مباشرة بالإضافة الي فقدان عدد كبير من العمالة لوظائفها وتأثر70 صناعة مرتبطة بصناعة السياحة ككل. وبسبب الأحداث المتلاحقة فقدنا ما كنا نطمح إليه في موسم الشتاء.. فدعونا نعمل لعلنا نستطيع تعويض ذلك في موسم الصيف....فمصر تمر بظروف عصيبة وتحتاج تكاتف الجهود وليس لمزيد من التصعيد.