عاش طوال عمره.. يعتقد أن الحب والود والحنيّة.. أهم مقومات وسمات العلاقات الإنسانية فى الحياة..! كنوز الدنيا بأسرها لا يمكن أن تؤثر فى تلك المشاعر والأحاسيس بين الناس بعضهم البعض.. فماذا إذا كان يجمع بينهم صلة الدم والرحم..! الأب الحنون الذى منح كل حبه وحنانه وعطائه لأبنائه.. لم يبخل يومًا على أحد منهم.. يعطى بلا حدود.. يمسك بزمام الأمور بين يديه.. الآمر الناهى.. القوى الذى لا تُرد له كلمة.. شديد الضعف أمام أوامر وطلبات والديه.. البار جدًا وإلى أقصى درجات البر بوالديه وأخوته وأسرته كلها.. كبير العائلة الذى يلجأ إليه الجميع لحل المشكلات.. بيته الجميل يسع الكل.. يجمع الصغير والكبير.. العطاء والحب والود والحنيّة هى أساس تعاملاته فى الحياة..! لم يتوقع الأب الحنون أن تصرفه فى جزء مما يخصه ليطمئن به على أحد أبنائه سوف يثير حفيظة الآخرين..ولم يتخيل يومًا أن الفلوس تعمى النفوس.. وأنه حين يصل إلى خريف العمر سوف يتمرد عليه أبناؤه.. يغلقون قلوبهم وعقولهم.. قسوة الكلمات كانت أصعب عليه من طلقات الرصاص..! الأب الذى كان شديد البر بوالديه لم يحصد من أبنائه فى خريف العمر سوى المرار.. أين ذهب الحب من قلب أبنائه؟! كيف تحول العطاء لمرار طافح؟! الأب يسأل: ما الأمر..؟! هل هؤلاء أبنائى؟!.. أين أبنائى؟! جلس يحدّث نفسه.. لم أفعل شيئًا.. الكل تزوّج.. بنات وبنين.. ساعدت الجميع.. وقفت بجانب كل منهم بدلاً من المرة ألف مرة.. ماذا حدث..؟! يراجع نفسه يكلمها.. لا.. لا.. مش ممكن.. وغير منطقى أو معقول أن يتحول الحب إلى كراهية.. الود إلى قسوة وغضب لمجرد أننى تصرفت عن قناعة فى بعض مما يخصنى..! آه.. يا أوجاع قلب على النفوس والفلوس التى تغير القلوب..! آه يا خوفى.. من داء صعب معه الدواء..! آه يا ربى رحماك من الفلوس وعمى النفوس.