أصبحت الدورات السنوية للمعرض العام للفنون التشكيلية مثارا للجدل والخلافات، رغم أنه من أهم المعارض التشكيلية فى مصر، يبدأ الجدل عادة بعد إعلان نتيجة الفرز مباشرة، وشعور العديد من الفنانين بعدم التقدير لأعمالهم، خاصة من لهم خبرة فى الحركة التشكيلية، امتد الاعتراض هذا العام إلى صفحات "الفيسبوك"، وتحولت لساحة حرب وهجوم ضد أعضاء لجنة اختيار الأعمال، ودعى بعض الفنانين المستبعدبن لاجتماع عاجل فى نقابة التشكيليين، فى حين تقدم آخرون بشكاوى ضد اللجنة، وهذا ما جعلنا نتساءل عن سبيل تدارك هذه الأزمة السنوية! فى البداية يقول الفنان هشام طه: حصلت على جائزتين من صالون الشباب عامى 1999 و2000 فى مجال الكمبيوتر جرافيك، وجائزة مقتنيات من المعرض العام 2002، إضافة لمشاركتى فى نحو 30 معرضا بالداخل والخارج، وتمثيل مصر فى عدد كبير من الورش والصالونات الدولية، هل كل تلك الخبرات ليست كفيله أمام لجنة الإختيار؟! هذه ليست المرة الأولي، فمنذ 3 سنوات رفضت أعمالي، وعندما سألت القومسيير وقتها الفنان طارق الكومى عن السبب، كانت الحجة كثرة الأعمال! فلماذا لاتوفر أماكن للمعرض السنوى الوحيد حتى لا يحرم فنان له تجربة مميزة ومتفردة. وعند الاستفسار عن سبب رفض عملى هذا العام، قيل أن قرارات اللجنة لا تناقش ولا يطعن عليها. مع ان معظم المستبعدين لهم مشاركات دولية ومقتنيات وجوائز داخلية وخارجية تشهد لهم. يقول الفنان محمد ثابت: تقدمت بعمل نحتى بوليستر عبارة عن تمثال للفنان عبدالحليم حافظ بإرتفاع 2متر، سبق أن كلفنى به وزير الثقافة الأسبق الفنان فاروق حسنى لوضعه فى ساحة دار الاوبرا، لكن لم استطع تنفيذه وقتها لقيام ثورة 25 يناير، ووجدت المعرض العام فرصة لعرضه، وبدأت تنفيذه منذ حوالى شهرين وفوجئت برفض اللجنة للعمل، ويضيف ثابت: الأعمال النحتية لا يجب ان تقيم من خلال الصور ولكن من خلال الرؤية العينية. وعن تجربة أحد الفنانين الذى رفضت أعماله فى عام 1996، يقول النحات محمد العلاوي: تعجبت وقتها من رفض اللجنة لأعمالي، وقرر النقيب الراحل د.حسين الجبالي، عمل معرض بالنقابة فى نفس وقت المعرض العام لعرض جميع الأعمال المرفوضة تحت عنوان "المرفوضون"، فالفنان مسئول عن نفسه ولا يجب ان يستثنى احد، وكان رئيس قطاع الفنون التشكيلية الأسبق محسن شعلان لا يضع شروطا لقبول الأعمال، وعلى الأقل لابد ان يشفع تاريخ الفنان له فى قبول عمله. ويعلق الدكتور صلاح المليجى رئيس قطاع الفنون التشكيلية على هذه المشاكل والاعتراضات بقوله: بعد ثورة 25 يناير أصبحنا نعانى التجاوزات الأخلاقية ويتلفظ الكثيرون بألفاظ غير لائقة، وهذا ما حدث من بعض الفنانين الذين رفضت أعمالهم ضد أعضاء اللجنة التى تضم عددا من أساتذة الجامعة وأهم فنانى مصر، وأنا كرئيس قطاع لا استطيع التدخل فى شئون اللجنة، وبخصوص اشتراك بعض الهواة من غير أعضاء النقابة فهذا معتاد ويتم من خلال الحصول على تصريح من نقابة التشكيليين، وهناك بعض معايير خاصة باللجنة لقبول الأعمال مثل المفهوم الفنى وحداثته وتفرده، وجميع الفنانين المشاركين قاموا بالتوقيع على استمارة التقدم للاشتراك والتى تنص على أن العمل سيخضع للجنة فرز واختيار، كما أن بعض الأعمال المقدمة رديئة المستوي. وعن دور النقابة، يقول الدكتور حمدى أبوالمعاطى نقيب التشكيليين: أرسلت مذكرة لوزير الثقافة وأخرى لرئيس القطاع للمطالبة بإعادة تقييم الأعمال التى رفضتها اللجنة، على الطبيعة بدلا من تقيمها من خلال صور مقدمة على سى دي، وهذا حق للفنانين، ويضيف أبوالمعاطي: ادعم الفنانين فى حدود اللوائح والقوانين المعمول بها ودون التدخل فى أعمال اللجنة. وفى النهاية نتساءل: هل قبول الأعمال المقدمة جميعها تضر بالحركة التشكيلية فى مصر؟ ولماذا لا يتمكن الفنان من معرفة أسباب رفض أعماله؟ وهل من الممكن الاكتفاء بعمل واحد لكل فنان لإتاحة اشتراك عدد أكبر من الفنانين؟