أنا فتاة في العشرين من عمري وسوف أتحدث اليك كوالدي... لا أعلم اذا كانت رسالتي ستعيرها انتباهك أم لا, ولكني سأبوح بما في داخلي. سيدي أنا متابعة بصفة مستمرة لبريد الجمعة منذ أن كنت في الصف الأول الثانوي أقرأ القصص والمشكلات بتمعن شديد علي استفيد من تجارب السابقين. سيدي منذ قراءتي لقصة بلا مقابل وأنا أبكي نعم أبكي وأتساءل لماذا؟ برغم صغر سني في ربيع العمر كما يقال ولكني أشعر انني أكبر من ذلك بكثير وبلغت من العمر أرذله ليس من التجارب أو الخبرة التي تكمن في عقول وقلوب من يكبرني في السن ولكني أشعر بذلك من كثير مما قرأت وما حدث حولي, لقد تولد بداخلي خوف لم أعهده من قبل خوف من القادم؟ لماذا يكون الانسان علي حال ويتبدل من حال الي حال عند العشرة؟ لماذا ياسيدي يحدث ذلك؟ لم يتعامل الناس بهذه القسوة؟.. أغلب الرجال يشعرون ان المرأة مجرد وسيلة لتحقيق غاية, نعم سيدي أنا أشعر بذلك بل في داخلي يقين. أشعر ان الحب يختفي بعد الحصول علي الغاية وينتهي كل شيء ويبدأ شيء آخر ويراها كأنها ليست الاداة التي تحقق له رغباته وتقوم بتربية أبنائه علي الخلق والفضيلة وهو لا يفعل شيئا سوي الإمارة. لماذا ياسيدي هذا المفهوم؟ لماذا لا يعلم ان الله تعالي كرم المرأة وجعلها راحته في الحياة, لماذا لا يعلم انه بمجرد الكلمة الطيبة سيكون ملكا وهي ملكته؟ أتوجه بكلامي لصاحب رسالة بلا مقابل وأود أن أقول هل تعلم ان الله سيحاسبك علي الهمسة التي تهمس بها وهل تعلم ان زوجتك أمانة بل نعمة أنعم الله عليك بها وإذا لم يحافظ المرء علي النعمة التي أنعم الله عليه بها فسوف تختفي من وجهه.. هل هذا ما تريده.. هل هذا ما تتمناه؟ لا أعلم لماذا يحدث ذلك مع العلم اننا لو فكرنا جيدا فيما يحدث فسنعلم أن بالرفق واللين وقليل من التفكير سنصل للحل. سيدي لن أطيل عليك ولكني أحببت أن أتحدث اليك عما يجول بخاطري وعما تولد بداخلي, وأخيرا أرجو من كل رجل أن يعلم أن زوجته أمانة ولن ترسو السفينة علي بر الأمان إلا بوجود ربان السفينة ومعاونه فإذا غاب احدهما فسوف تضل السفينة طريقها ولن ينجو من عليها.. والله المستعان.