حملة شرسة وانتقادات غير مبررة يتعرض لها اتحاد الإذاعة والتليفزيون عقب توقيع بروتوكول جديد مع «إم بى سى»، لتوثيق أواصر التعاون المشترك فى قطاع المحتوى الإعلامى منها الجانب البرامجى وصناعة المسلسلات والأفلام برعاية وحضور وزيرة الإعلام د.درية شرف الدين، ومثّل اتحاد الإذاعة والتليفزيون فيها عصام الأمير رئيس الاتحاد، ومثل إم بى سى على الحديثى. وتبدو الاتفاقية طبيعية ومنطقية كغيرها من الاتفاقيات والبروتوكولات العديدة التى يبرمها الإتحاد ولا يعقبها أى حملات لتشويهها، بينما فى هذه المرة بدأت بعض القنوات الخاصة تشعر بالقلق من محاولات التليفزيون الوطنى تحسين أوضاعه والتغلب على عثراته. وعلى الرغم من إيجابية الحدث إلا أن البعض يراه بعين أخرى فتتعالى الأصوات منتقدة التعاون مع قناة سعودية، وهو ما اعتبره الكثيرون هجوما غير مبرر على التليفزيون المصرى وأن الغيرة والمصالح الشخصية من أسبابه وأن الاتفاق أزعج بعض الأطراف التى شعرت أن هناك من يتجاوزها على الساحة خاصة فى المنافسة على الإعلانات. وفى استطلاع لآراء خبراء الإعلام قال د.فاروق أبوزيد: أدهشتنى هذه الحملة من جانب القنوات الخاصة وأتساءل لماذا كان مقبولا عقد بروتوكولات بين اتحاد الإذاعة والتليفزيون والبى بى سى مثلا، فما هذا الكم من التخلف الذى نشهده فى الحكم على الأحداث، وفى الأصل إن اتحاد الإذاعة والتليفزيون هو لاعب من ضمن اللاعبين ولابد أن تكون لديه حرية الحركة لعقد اتفاقيات وبروتوكولات بما يحقق مصلحته، وهو نظام معمول به فى كل دول العالم والجميع يشجعه، ولذلك فما قام به أمر طبيعى ولا يوجد أى مبرر منطقى لإنتقاده خاصة كونها قناة سعودية فالسعودية تجمعنا بها علاقات طيبة وقد وقفت مع مصر ولا تزال لها مواقف عظيمة ومن الطيب أن يتحالف الإعلام المصرى مع السعودى خاصة أن أهدافهما واحدة مع استقرارالمنطقة العربية وضد الإرهاب. وأضاف: أرحب بشدة بهذا البروتوكول خاصة فى هذه المرحلة التى استطاع خلالها أن يعيد التليفزيون المصرى الثقة مع المواطنين ويحاول أن يكون موضوعيا بشتى الطرق ويحسن من أدائه ومن حقه أن يستفيد من البروتوكولات التى تدعمه وتعيد له مكانته. وهو ما اتفق عليه أيضا د.حسن عماد مكاوى قائلا: أرحب بالاتفاقية وأرى أنها تصب إيجاباً لصالح التليفزيون المصرى و"إم بى سى"، فالإعلام دائماً ما يعتمد على التحالفات والكيانات الكبيرة وهو ما يحدث فى كل دول العالم، وأعتقد أن الإتفاق فيه مصلحة الطرفين، وهو ما يؤهله ليكون إتفاقاً جيدا وإيجابيا ويسهم فى تبادل الخبرات، وأضاف: إن القنوات الخاصة قد قامت بتحالف بل وتآمر لإقصاء التليفزيون المصرى وخنقه من الإعلانات وإبعاده من المشهد للاستحواذ على الإعلام المصرى فى حين أن ليس لديهم بنية أساسية فهم مستأجرون للإستوديوهات مثلا من مدينة الإنتاج الإعلامى التى تعتبر ممثلا عن إتحاد الإذاعة والتليفزيون كما أن حوالى 80٪ من العاملين بتلك القنوات الخاصة هم من أبناء ماسبيرو وأرى أن التليفزيون المصرى لابد أن يبسط قبضته القوية فى الفترة المقبلة. وأشار د.حسن عماد إلى أن التليفزيون المصرى صاحب الإمكانيات الضخمة يحتاج إلى تنشيط فى عملية التسويق التى يعانى منها منذ فترة طويلة وهذا الاتفاق سيحقق له مصالح كثيرة تستطيع أن تستنفر إمكانياته، أيضا "إم بى سى" تحتاج من التليفزيون المصرى إلى المحتوى والكوادر الكثيرة التى يمتلكها. وأضاف: أتوقع نجاح الاتفاق بين الجانبين والارتقاء بالصورة والمضمون فى الإعلام المصرى، خاصة إذا نجح الجانبان فى تسويق بعض البرامج الكبرى وجذب شرائح مُختلفة من الجمهور. وأكدت د.هويدا مصطفى أنها لا ترى مبررا لهذا الهجوم على اتحاد الإذاعة والتليفزيون بل على العكس فإنه لابد من دعم وتشجيع مثل هذه البروتوكولات، وقالت: لابد من مساندة أى خطوات تتخذ لتطوير التليفزيون المصرى وفتح مجالات جديدة له دائما ليستعيد قوته ومكانته وهو تعاون إيجابى فى رأيى يتيح للطرفين إنجاز خطوات سريعة للأمام خاصة فى مجال الإعلانات التى لابد أن يكون لها مكان مناسب على شاشة التليفزيون المصرى.