ترك كلية الهندسة والتحق بالحربية من أجل خوض الحرب ضد إسرائيل.. شارك فى الاستنزاف ثم حرب أكتوبر 1973 المجيدة، واستمر ضابطا بالقوات المسلحة إلى أن أنتقل للعمل بوزارة الخارجية فى أواخر السبعينيات، وتدرج فى السلك الدبلوماسى إلى أن وصل لدرجة «سفير». علاقة الصداقة التى ربطته به منذ 40 عاما كانت كفيلة بأن تجعله متحدثا رسميا ينطق باسمه ويعبر عن أفكاره.. انه السفير معصوم مرزوق المتحدث الرسمى باسم الحملة الانتخابية للمرشح الرئاسى حمدين صباحى. مرزوق قال فى حواره ل«الأهرام» ان الحملة قوامها الأساسى من الشباب، وإنه مجرد «متحدث رسمى»، وأن مديره فى الحملة شاب يدعى حسام مؤنس وعمره لا يتجاوز 32 عاما، يتلقى منه التعليمات وينفذها، وأوضح أن حملته غير معقمة ولكنها فى الوقت نفسة تتمتع بدرجة كبيرة من الاحتراف والدقة.. كيف يتم التواصل والترتيب بين أعضاء الحملة وما هو دور صباحى فى الحملة؟ صباحى لا يستطيع العمل إلا من خلال فريق، وهذا انعكس على أسلوب العمل وطريقة التشكيل فالقرار يتخذ بعد استطلاع الآراء بل فى أحيان كثيرة تتخذ آراء عكس رأى صباحى فالقرار يتم صناعته بشكل ديمقراطى أما الحملة فتتشكل من هيئة عليا ووحدات مركزية بكل محافظة تتولى الإشراف على أعمال الحملة فى كل محافظة عن طريق الاتصال الأفقى بين الهيئة العليا والمراكز الرئيسة فى المحافظات، بالإضافة للاتصال الرأسى الذى يتم على مستوى القرى بالمحافظات، والهيئة العليا ليست وحدها تعمل ولكن منبثقة منها لجان يتم الاتصال بهذه اللجان المتخصصة فى كل الأحوال ولابد أن تكون الهيئة العليا على بينة بما يتم تخطيطه داخل اللجان النوعية. كم عدد الأعضاء الرسميين بالحملة؟ عدد العاملين الرسميين فى الحملة يقدر بالمئات فى كل محافظة هذا بخلاف آلاف المتطوعين الذين يزداد عددهم يوما بعد الآخر، ولا يوجد أى مقابل مادى للعمل فى الحملة، هذا بخلاف أن إمكاناتنا المادية فقيرة جداً إلا أن قوامها الرئيسى من الشباب، وهذا ما يمنح الحيوية والنشاط فى الحملة فهؤلاء الكوادر من الشباب على مقدرة حقيقية من تشكيل جميع الوزرات ليس فى مصر فقط بل فى العالم العربى بكامله. وما الذى دفع حمدين صباحى للترشح لمنصب رئيس الجمهورية.. خاصة فى ظل ما يتردد عن ضعف فرصه فى الفوز؟ حمدين أول من أبدى رغبته فى دخول الانتخابات الرئاسية فى الوقت الذى كان مطروحا فيه السيسى كمرشح أيضاً، وكانت القضية فيها تذبذب ولكن وجدنا أنه لايصح ولا يجوز بعد ثورتين أن يبقى منصب الرئاسة معلقا والشعب منتظر ترشح شخص فلا يصح وطن بهذا التاريخ أن يبقى رهينة لرغبة شخص واحد فقط ، والشعب المصرى كان يتطلع لتحقيق أهداف ثورة 25 يناير. وحمدين صباحى مواقفه واضحة فهو أكثر من وقف فى وجه الفساد ويدافع عن حقوق العمال ومضابط مجلس الشعب خير شاهد على هذه المواقف التى لم تتبدل أو تتغير. وفوجئنا أن جزءا كبيرا لن يدخلوا الانتخابات أو بالأحرى ينتظرون موقف المشير عبد الفتاح السيسى وبناء عليه سيقررون الخوض فى الانتخابات أو عدم الخوض. وكان صباحى عازفا لفترة عن فكرة الترشح، وآخر اجتماع لمجلس الأمناء هو الذى حسم الموقف من الترشح بموافقة الجميع ورفض خالد يوسف فقط الذى أبدى تأييده الكامل للسيسى وذهابه للحملة وكانت الأجواء فى منتهى الاحترام. وساهم الجيل الكبير بتشجيع صباحى على اتخاذ القرار وليس الشباب وحدهم كانوا المتحمسين لهذا الترشح. هل يتعرض صباحى لحملات تشويه؟ حمدين صباحى وحملته يتعرضون لحملات تشويه ممنهجة من تحالف غير مقدس من أصحاب المصالح الذين يدركون تماماً أن وصوله للحكم سيقضى على نفوذهم وأن أنصار مبارك من نواب سابقين لمجلس الشعب دفعوا أنصارهم لتمزيق توكيلات حمدين صباحى، بالاضافة لاستعداء الإخوان وبالتالى نحن دائماً فى مرمى نيران التشويه المستمر، بالإضافة لحملات أخرى تصور أن مشاركة صباحى مجرد ديكور لاستكمال باقى المشهد ولكننا نشارك فى هذه الانتخابات ليكون حمدين صباحى رئيساً للجمهورية. وشعبنا ذكى ولن يخضع للطبالين والزمارين، وانتخابات الرئاسة المصرية ليست محسومة وصباحى يكتسب يوما بعد الآخر أرضية جديدة فى الشارع وبين الأحزاب السياسية، وإن هناك أحزابا سياسية تكويناتها القاعدية تناصر حمدين صباحى على خلاف قياداتها ومواردها الكبيرة. كيف تستقبل الحملة الاتهامات الموجهة لصباحى وعلاقته بأنظمة عربية مثل العراق وسوريا وليبيا وإيران وقطر؟ نستقبل مثل هذه الأخبار بالسخرية فى الاجتماعات داخل الحملة والتيار وفيما يتعلق بالأقوال فحمدين صباحى تقدم ضد نفسه ببلاغ للنائب العام للتحقيق فيما هو منسوب اليه من اتهامات وطالب بالتحقيق معه وتحدى أن يثبت أحد صحة الاتهامات التى تستخدم فى الدعاية السوداء التى تمارس ضده. وواجه حمدين قائداً من أعتى زعماء مصر هو الرئيس أنور السادات وعاش فى كنف دولة مبارك البوليسية وأتصور أن صباحى لو ارتكب أخطاء لاستغلها النظام بلا هوادة، ورفض أى صفقات أو مهادنة مع نظام مبارك، وعرض عليه صفوت الشريف صفقات مثيرة رفضها بالكامل كما أنه رفض أيضاً منصب نائب الرئيس الذى عرضه مرسى عليه لأنه لا يقبل إلا أن يكون منتخبا. ولم يناصر صباحى الأنظمة المستبدة ولكنه كان يناصر الفكرة القومية وهذا ما يفسر وقوفه بجوار الشعب العراقى فى محنته، والشعوب العربية وليست الأنظمة المستبدة. ما رأيك فى أن الأحزاب السياسية التى تساند حمدين صباحى ضعيفة؟ الأحزاب السياسية فى مصر بحكم تكوينها هى جزء من التاريخ المصرى العريض ومن واجباتنا تشجيع الأحزاب السياسية والعمل على إيجاد دور فاعل لها فى الشارع المصرى واستيعاب حجم وقوى الشباب النواة الحقيقية لهذه الأحزاب وبالتالى التسليم بفكرة أن هذه الأحزاب ضعيفة هى فكرة خاطئة. صباحى متهم بعدم قدرته على تشكيل معارضة قوية وأنه لم يقدم شيئا فى صفوف المعارضة؟ صباحى هاجم محمد مرسى فى حين أن أحد رموز الإنقاذ عمرو موسى صرح بأنهم لا يرغبون فى عزل محمد مرسى الذى أكد أيضا أن صباحى يسعى لانتخابات مبكرة، فكيف فى هذه الحالة الاتهامات لصباحى بأنه ليس معارضا بالشكل الكافى وهو الوحيد الذى كشف عن رغبته فى انتخابات مبكرة وعزل مرسى بينما قيادات الإنقاذ مثل الدكتور محمد البرادعى وعمرو موسى كان لهم رأى آخر، وفكرة أنه لم يبد معارضة حقيقية من الأكاذيب التى يروجها البعض من رموز مبارك فى الوقت الذى لعب فيه صباحى دورا مهما بالتيار الشعبى فى تحريك مظاهرات الاتحادية. المواقف الحقيقية لحمدين لا يوجد فيها تخاذل سياسي، بل كان وطنيا بامتياز، وممثلا للطبقات الفقيرة ولا يوجد مرشح يعبر عن المصريين إلا حمدين صباحي. انتقادات كثيرة توجه للبرنامج من بينها أنه إنشائى وغير قابل للتطبيق.. ما رأيك؟ البرنامج وضعه خبراء وهو مزيج بين البرنامج السابق والمؤتمر الاقتصادى الذى عقده التيار الشعبى وحضره خبراء على مستوى كبير فى الاقتصاد ووضعوا روشتة عملية لحل المشكلات المزمنة. وتلقينا مقترحات فى هذا البرنامج من جهات مختلفة وأشخاص قمنا بدراستها واعدادها لدرجة أننا قمنا باعداد ملحق للبرنامج نظرا لضخامته. من يقرأ برنامجنا فسيجد أنه يعتمد على الموارد الذاتية ولا يوجد مشروع تم كتابته فى البرنامج إلا وله موارد للتمويل. ويعتمد البرنامج على مقاومة الفساد فى المؤسسات، وأنه بدون مقاومة الفساد السياسى والأخلاقى لن نستطيع أن نحارب الفقر وبدون القضاء على الفساد لن نتحرك اقتصاديا، والشكوى من المستثمرين مستديمة من الرشوة والفساد فلابد من استعادة ما تم نهبه على مدار 40 عاما فلدينا مليارات تمكنا من بناء نهضة فى وقت أقل مما فعله مخاتير بماليزيا. هل تتوقع أن تتعاون مؤسسات الدولة مع حمدين صباحى حال وصوله للحكم؟ بالتأكيد ستعمل مؤسسات الدولة معه، ولا تعنى محاربة الفساد أن المؤسسات لن تعمل معه، ومهما ارتفعت نسبة الفساد فى مؤسسات الدولة يمكن مواجهتها، وهناك مؤسسات نسبة الفساد فيها محصورة فى قنوات معينة وليست فى الشرايين الرئيسية بها. وماذا عن موقف الكنيسة غير المساند لحمدين؟ لسنا مع دخول المؤسسات الدينية فى السياسة وخلط ما هو مطلق ومقدس بما هو نسبى وغير مقدس، نحن لسنا مع النظرة الطائفية ودخولها فى لعبة الانتخابات. ونعمل لكل المصريين بنظرة واحدة، وندعو الجميع إلى عدم إقحام الدين فى السياسة. هل ترى أن فوز السيسى سيجعل الحكم على ما حدث فى 30 يونيو انقلابا؟ لا نوافق على هذا الاستنتاج، وحتى إذا فاز السيسى فى الانتخابات فإن ماحدث فى 30 يونيو ثورة شعبية، ولولاها ما كانت 3 يوليو فالشعب تحرك والجيش استجاب.