أثار تراجع العديد من المرشحين البارزين من خوض السباق الرئاسي بمصر، جدلا بشان الانتخابات المقبلة، حول ما إذا كانت ستشهد منافسة حقيقية أم أنها محسومة مقدما، حيث لم يتقدم للترشح أمام وزير الدفاع المستقيل عبد الفتاح السيسي الذي يحظى بشعبية كبيرة، سوى مؤسس التيار الشعبي حمدين صباحي، وذلك قبل فتح باب الترشح رسميا. وقد تراجع مرشحون عسكريون رهنوا موقفهم من الترشح للانتخابات الرئاسية بموقف المشير السيسي، من بينهم المرشح الرئاسي السابق أحمد شفيق، ورئيس الأركان الأسبق سامى عنان، و رئيس المخابرات الأسبق مراد موافي، كما امتنع القيادي الإخواني المنشق عبد المنعم أبو الفتوح عن خوض الانتخابات، و وصفها المرشح السابق خالد على بالتمثيلية السياسية. وبينما تعتزم اللجنة العليا للانتخابات تحديد موعد فتح باب الترشح غدا الأحد، فان احتجاجات أنصار جماعة الإخوان المسلمين، والرئيس السابق محمد مرسي مازالت مستمرة، علي الرغم من اعتقال الآلاف منهم، وازدياد وتيرة العنف بينهم وقوات الأمن في الشارع المصري. وقالت هبة ياسين المتحدثة باسم التيار الشعبي إن "نتيجة الانتخابات ليست محسومة لصالح السيسي، حيث لم نكن لنستمر فى السباق، موضحة أن مؤسس التيار حمدين صباحي اتخذ قراره بالترشح من أجل منافسة ومعركة حقيقية لترسيخ قيم الديمقراطية، إلا أنها شددت على أهمية تكافؤ الفرص وحياد أجهزة الدولة في هذه الانتخابات". وأضافت المتحدثة باسم الحملة الانتخابية لحمدين صباحي في تصريحات خاصة لCNN بالعربية: "لن نكون جزءا من مسلسل أو مجرد لتجميل صورة الانتخابات الرئاسية، موضحة أن الانتخابات لها حسابات أخري، وأن فرصة مرشح التيار كبيرة، حيث كان قد حصل على نسبة كبيرة من الأصوات في الجولة الأولى بانتخابات الرئاسة عام 2012". وقالت هبة ياسين إن "صباحي يستهدف أصوات جموع الشعب المصري وليس فئات بعينها، ولكننا لن نضع أيدينا في يد كل من يدعي أن ثورة 25 يناير نكسة و 30 يونية انقلاب، أو الإخوان المسلمين، وإن الحديث عن الاعتماد علي أصوات هذه الجماعة هو مجرد شائعات الغرض منها تشويه حمدين صباحي الذي كان أول من عارض مرسي ورفض أن يكون نائبا له." من جهته قال خالد داوود المتحدث باسم حزب الدستور" إن حمدين صباحي لا يمكنه المشاركة بالانتخابات الرئاسية لتجميل الصورة، حيث كان قد حصد أصوات كبيرة بالانتخابات الرئاسية السابقة، ولكن المشكلة تتعلق بفرص التنافس بين المرشحين حيث كان حزب الدستور قد عبّر عن قلقه بهذا الشأن من خوض وزير الدفاع السابق للانتخابات الرئاسية. وأضاف داوود فى تصريحات للموقع: "لا يوجد عائق قانوني في أن يمارس حقه في التنافس بالانتخابات الرئاسية المقبلة، ولكننا نطالب بفرص متساوية لجميع المرشحين، وعدم إساءة استخدام أجهزة الدولة في هذا الاتجاه، حيث تصور وسائل الإعلام للرأي العام منذ عدة أشهر السيسي بأنه هو المنقذ للبلاد وأنه الرئيس القادم لا محالة فضلا عن مهاجمة وتشويه من يفكر أن يخوض الانتخابات ضده". وأشار لمهاجمة بعض أنصار السيسي لعرض فيلم تسجيلي لحمدين صباحي على التليفزيون المصري، على الرغم من ظهور وزير الدفاع بزيه العسكري ليدلي بيان ترشحه. ورجّح داوود بأن لا يُقدم أى مرشح بارز على خوض الانتخابات إلا من بعض الوجوه غير المؤثرة ، حيث يرى البعض أن أغلب وسائل الإعلام سواء الخاصة أو المملوكة للدولة تقف خلف مرشح بعينه في إشارة إلى وزير الدفاع السابق.