نوبات من الاهتمام والقلق تتجدد مع ظهور حالات جديدة من الإصابة بمتلازمة الشرق الاوسط التنفسية أو مايعرف بأنفلونزا الكورونا. والتى لم تحسم الدراسات الدولية حتى اليوم كيفية انتقالها للبشرإلا من خلال مخالطة المريض. صفحة علوم وتكنولوجيا استطلعت آراء الخبراء للتعرف على طبيعة المرض والسيناريوهات المتوقعة خاصة خلال الفترة القادمة مع زيادة الوافدين خلال إجازاتهم الصيفية ومواسم العمرة، والاستعدادات الوقائية فى مصر لمنع ظهور الفيروس وانتقاله. أخر المستجدات وفقا للدكتورعوض تاج الدين وزير الصحة الأسبق وعضو اللجنة العليا للأنفلونزا بوزارة الصحة، يسود عليها التعامل الحذر والأستباقى للترصد الوقائى للعدوى ومنع انتشارها. خاصة وان مصر ليست بمعزل عن دول الخليج وبخاصة السعودية التى يزداد عليها الوافدون فى مواسم العمرة والحج والاجازات. مؤكدا ان التعامل الحذر واليقظ لايعنى التهويل أوالهلع غير المبرر. موضحا ان فيروس كورونا مثل أى نوع أخر من فيروسات الأنفلونزا المختلفة لديه القدرة على التحور الجينى كل عدة سنوات مطورا سلالة جديدة. ضاربا مثالا بما حدث عام 2003 عندما ظهرت الاصابة فى بلاد جنوب شرق اسيا بمتلازمة الالتهاب الرئوى الحاد والمتعارف عليها باسم "سارس". ومجددا عام 2012 ظهر فيروس الكورونا بعد اكتسابه تحورا جينيا ليحدث اصابات فى السعودية وقطر وعدد من الدول العربية فيما يعرف بمتلازمة الشرق الاوسط. ويتدرج المرض فى شدته من البسيطة حيث تظهر اعراضه كأى انفلونزا عادية من الرشح والسعال والعطس والصداع وتكسير الجسم. وقد تطور الحالة نزولا الى القصبة الهوائية مسببة الاحساس بشرخ فى الحلق والكحة الجافة. وقد تنتقل إلى الشعب الرئوية أو الرئة مسببة إلتهابا رئويا. وهى حالات معتادة مع الانفلونزا المعتادة وتستجيب للأدوية والعلاجات المساندة كالماء والراحة والسوائل. إلا ان التخوف هو من تسببها فى حالة إلتهاب رئوى حاد قد يؤدى إلى فشل تنفسي. ويعتبر الحوامل والمرضعات أو كبار السن أومن يعانون أمراض تنفسية مزمنة أو أمراض القلب أو الكلى أومن يتناولون أدوية مثبطة للمناعة هم الفئات الأكثر تعرضا لسوء الحالة إذ أصيبوا وأهملوا العلاج فى الوقت المناسب. ومن هنا كانت دعوة اللجنة العليا للأنفلونزا لهؤلاء الفئات بعدم السفر إلى السعودية طالما لم تتواجد الضرورة. وبالنسبة للسيناريو المحتمل فى الفترة القادمة مع عودة الوافدين خلال فترة الاجازات المدرسية والمواسم، أكد الدكتور تاج الدين على عددا من الإجراءات الاحتياطية المتخذة لتأمين منافذ الدخول إلى مصر واحكام مراقبتها جيدا بواسطة الحجر الصحى لتقديم العلاج للمصابين فور اكتشافهم وكذلك كخط وقائى ضد انتقال العدوى الى داخل البلاد خاصة وان هذا الفيروس ليس له تطيعم او دواء محدد. ولايزال العالم لايعرف على وجه التحديد مصدر انتقال العدوى بمتلازمة الشرق الاوسط التنفسية والمعروف باسم "كورونا فيروس" إلى البشر.فيما تشير تقديرات الى نسبة الوفيات بها ربما تصل الى 30% وهو مايجعل انفلونزا الكورونا واحدة من هجمات الأنفلونزا الأكثر فتكا بين البشر. وحتى الان تم فقط توثيق انتقال الفيروس من إنسان إلى إنسان أى بين المرضى ومن هم على اتصال وثيق مثل أفراد الأسرة اومحيط العمل او افراد الطاقم الطبى المعالج. وتدور بعض الفرضيات العلمية ان بعض الاصابات قد انتقلت من أصل حيوانى كالخفافيش والجمال العربية ومنها الى الانسان سواء بشكل مباشر او غير مباشر. وكانت أولى محاولات التفسيرفحص علماء من السعودية وجامعة كولومبيا لفحص سبعة أنواع من الخفافيش بالقرب من منازل وأماكن عمل الحالات المصابة. باعتبار ان الخفافيش هى خزانات العديد من الفيروسات التى يمكن أن تسبب الأمراض التى تصيب البشر نقل عبر الأنواع من الخفافيش إلى البشر ويمكن أن يكون مباشرا من خلال الاتصال مع الخفافيش المصابة أو الفضلات. وعلى جانب اخر أجريت دراسات رصد الانتشار المصلى "seroprevalance" على انواع من الماشية والجمال فى بعض من الدول العربية كالأردن والسعودية وقطر والإمارات ومصر. وخلصت إلى تحديد الاجسام المضادة للفيروس فى 3.6% من إجمالى 110 عينات مسحة أنفية اتحذت من الإبل وحيدة السنام. فى حين خلت عينات الماشية كالاغنام والابقار من أى ايجابية لهذه الاجسام المناعية. وكان اللافت هو سلبية العينات بالنسبة ل 179 من العاملين فى المسالخ والمخالطين لهذه الجمال مما يؤكد عدم انتقال العدوى من الجمال المصابة الى البشر المخالطين. وإلى ذلك لم تستطع نتائج الدراسات السابقة الجزم بكون هذه الحيوانات مصدرا لنقل العدوى للبشر. نتائج هذه الدراسات كما يفسرها الدكتور عادل عبد العظيم أستاذ الأمراض المعدية والوبائيات بكلية الطب البيطرى جامعة القاهرة، أن العينات التى أخذت من جمال فى مناطق متفرقة من السعودية والامارات وقطر لم تكشف عن وجود الفيروس ذاته داخل الجمال، ولكن وجدت بها أجسام مناعية للفيروس مما يعنى تعرضها للعدوى ولذلك تكونت بها الأجسام المضادة ضد الفيروس ولكن ذلك لايعنى إنها مصدرا لنقل العدوى للبشر. وبالنسبة للعينات المأخوذة من الجمال فى مصر فهى ليست محلية وانما كانت مستوردة من السودان وإثيوبيا. وتشير بعض الفرضيات إلى ربط أنواع من الخفافيش فى المناطق الشرقية من السعودية وظهور الاصابات هناك بكثافة، حيث تم عزل الفيروس فى انواع مختلفة من الخفافيش بالقرب من بيت حالات الاصابة المكتشفة بالكورونا بين السعوديين. إلى أنه إلى الآن لم يثبت بالدليل القاطع انتقال المرض من أيا من الحيوانات إلى الإنسان، لافتا إلى أن كل حالات الإصابة البشرية التى وجدت فى الدول العربية او الاوروبية منذ أول ظهورها فى 2012 كانت بسبب الاتصال المباشر بمرضي. ويؤكد الدكتور عبد العظيم أن فيروس الكورونا لم يثبت وجوده حتى الآن فى مصر حيث ان ظهور الاصابات نتيجة عودة الوافدين من السعودية حاملين المرض. والخوف من عدم اتخاذ الاحتياطات اللازمة فى التعامل مع المرضى وكذلك عند مخالطة العائدين من السعودية أن أهم طرق الوقاية من المرض وانتشاره فى المزارع المصرية هو وجود عملية متابعة للجمال المصرية، ومراقبة الجمال الوافدة وأخذ عينة منها ويتم حجزها فى الحجز البيطرى لمدة 14 يوما و إن ظهرت عليها أعراض المرض يتم إعدامها فورا، أما بالنسبة للوقاية البشرية إنها تكمن فى تجنب المناطق التى تتواجد بها الخفافيش، فضلا عن فحص القادمين من السعودية وتظهر عليهم أعراض إصابات تنفسية.