شماريخ الإعلام

يقال في الأمثال" ما ضر السحاب نبح الكلاب وما ضر البحر ان يلقي فيه بحجر".. فمن زعيق وشتيمة وشماتة وتهييج وحقد ونصايح خايبة ، واللى ماسكة شمروخ، واللى متشنج، واللى مستحلف، واللى بيزعق، واللى بيتوعد، واللى بيهدد، واللى معاه صندوق الآخرة ، تتسابق برامج الخراب من أفاعي التهييج الفضائي لفتح أبواب الجحيم علي عقول البسطاء بنظرية المؤامرة وطوابير العمالة وتصانييف المصريين .
ومما يستوجب الانتباه وسماع نصيحة الأحباب بحل سحري بأنجع الأوصاف أغلاق التليفزيون والرمي بالريموت بأقاصي القوي.
أهلي وناسي الطيبيين بأنحاء المحروسة مصر من شمالها الغائب وجنوبها الجريح وغربها المنهوك وشرقها المستهدف ، هذا الحل جاء بعد فقدان هذا الجهاز "التليفزيون" سواء الحكومي بقنواته أو الخاص بفضائياته بوصلته في التنوير وتحسين الذوق وتهذيب الأخلاق وتعليم فضائل الأمور الي ذمائم الاشياء ، وغياب التطرق لمشاكل عقود الفساد بمفاتيح الحلول ، أو تغليبه المصالح العليا للبلاد والعباد وأحلام الأجيال في حاضر كريم ومستقبل مشرق .
فللأسف الشديد لم يعد علي الساحة الفضائية سوي إعلاميين وليدة هوجة انتقال رؤساء تحرير بعض الصحف للعمل بفضائيات أصحاب الأموال المبدورة لاستخدامهم كأبواق غسيل العقول والتشوه الأخلاقي وترويج الفوضي وانتهاك الأعراض واحتكار الانتماء و إصدار صكوك الولاء "شهيد أو إرهابي"،"شريف أو عميل" ، "ثوري أو فلول" ، متناسين هموم البسطاء من فاقدي أمل الحاضر والمستقبل وأحلام مشروعة لثورتين في "عيش وحرية وكرامة إنسانية وعدالة أجتماعية"، وأصبحت البرامج للعويل من أبواق مأمورة ،واتهامات مفبركة ، وحقائق مصنوعة ، ومغالطات مقصودة، و متحدثين متوجهين، وخبراء مأجورين ، ووجوه مسعورة ، وفقهاء بالطلب.
يا سادة الوطن عليل الأوجاع ، مثقل المشاكل، ممزق الأوصال، منقسم الآراء، مهموم القلوب، جريح الأنفاس، دائم الأحزان، فاقد الإنصاف، محروم الأمان، معصوم الآمال، يتلمس الصواب ، ينشد الأفراح، يتمني البناء، يرفض الهدم.. فيا إعلاميين الفتنة كفوا عن الإثارة والتضليل وأمسكوا لجام ماكينة الإعلام الجبارة التي أصبحت معولا لهدم الوطن لا وسيلة لبناءه، وفقد بوصلة رسالته التنويرية ومواثيق قيمه وسموه وأهدافه وأمانة تغطيته لقضاياه ، نعم هذه التعبيرات وليدة شماريخ التغطية الإعلامية للأحداث المؤسفة في أسوان "بلاد طيبة" التي راح ضحيتها العشرات بين قتيل وجريح والسبب "عبارات مسيئة" اشعلت نيران الفتنة و صور الجثث المحمولة علي عربة كارو، وتعاطي الفشل الإعلامي بالتحليل الغير منصف وتوجيه الاتهامات بلا أدلة وتجريح الأعراض .. فمتي نري الضمير المهني وميثاق الشرف الإعلامي حقيقة لا في حكاوي المنتديات .

M_mostafa263@yahoo.com
لمزيد من مقالات محمد مصطفى حافظ