فى إطار حملات الدعم الانتخابية التى يقوم بها المرشحون الجزائريون فى سباق الرئاسة شهدت العاصمة باريس مجموعة من اللقاءات مع أبناء الجالية الجزائرية لمناقشة تصوراتهم للمرحلة القادمة. وعلى هامش مؤتمر عقده كريم يونس رئيس مجلس الشعب الجزائرى السابق ومدير حملة المرشح الرئاسى على بن فليس التقت الاهرام بعدد من شباب الجزائر المقيمين بفرنسا للتعرف على ارائهم فى الانتخابات الجزائرية المرتقبة..وكان اللقاء مع وليد زيوا 23عاما من مواليد فرنسا،سبق له ان عاش عامين بالجزائرحيث يرى ان الانتخابات الرئاسية الجزائرية خدعة حسب تعبيره.. مضيفا أن العالم العربى فى ازمة حقيقية،والمؤسف ان الجزائر تعانى من الفساد والمحسوبية فى وقت تزداد فيه نسبة البطالة فى صفوف الشباب..والحال هو نفسه فى البلاد العربية، موضحا أنه سيقاطع الانتخابات لانه لم يجد مرشحا يمثل الشباب، مشيرا الى كان يتمنى ان يكون بين المرشحين شاب فى الأربعين يشعر بمشاكل جيله.. والاهم ألا يكون ابنا لهذا النظام. موضحا أنه على يقين انه ان لم ير الشعب الجزائرى تغيرا حقيقيا فى الانتخابات المقبلة، فسيكون هناك ثورة سلمية. وأضاف أن تخويف الشعب من صعود الاسلامين والارهاب ذرائع تسترت وراءها العديد من الانظمة العربية لمنع التغيير الذى بات حتميا. أما الشاب يونس شعبان (24عاما) وهو من مواليد الجزائر، وعاش فيها خمس سنوات،ثم هاجر الى فرنسا حيث يعمل فى مجال الالكترونيات، فقد بدأ حديثه معربا عن امتعاضه من السياسة الجزائرية، ومؤكدا عدم رغبته فى المشاركة بالاقتراع.. ومن وجهة نظره أن البلاد لن تنهض فى ظل سياسة تتضخم فيها نسبة البطالة فى صفوف الشباب ومن المفارقات العجيبة ان الجزائر تستعين بشركات ومؤسسات اجنبية، كما تستعين بالايدى العاملة الأجنبية فى قطاع التشيد والطرق على سبيل المثال. فى الوقت الذى يمكننا تدريب كوادر وطنية من الشباب وهم كثر ثم الاستعانة بهم بدلا من استيراد الكفاءات من الخارج، مضيفا أن لديه تخوفات حقيقية من تزوير الانتخابات، اذ كيف يمكن تصديق أن نسبة نجاح أى رئيس تصل الى 99% وهذا لا يحدث سوى فى عالمنا العربي. وردا على سؤال حول مشاركتهم فى التصويت فى بلدهم الثانى فرنسا؟. أجاب بالنفى لأنهم سئموا من عدم التغير..السياسيات هى ذاتها ايا كانت من اليمين أو اليسار الحاكم حاليا فليس هناك أى تغيير يمس حياتهم كشباب. ودليلهم على ذلك أن الحد الادنى للاجور بفرنسا ألف ومائتيى يورو فى الوقت الذى لايمكن الحصول فيه على مسكن اقل من الف يورو فأين هى العدالة الاجتماعية بفرنسا ايضا..السياسية ماهى سوى مكاسب شخصية والمثال الواضح على ذلك الوعود الوردية التى أطلقها الرئيس فرنسوا أولاند أثناء الحملة الانتخابية برفع الاجور وتخفيض الضرائب وغيرها ولم يتحقق منها شىء حتى الان.. ولعل نسبة المقاطعة التى مُنى بها الحزب الاشتراكى فى الانتخابات البلدية الاخرى لخير دليل على غضب الشعب الفرنسي. وتعليقاعلى هذه الأراء من الانتخابات الجزائرية أوضح كريم يونس مدير حملة المرشح الرئاسى على بن فليس اثناء مؤتمر باريس ان يأس الشباب من أبناء الجالية الجزائرية فى تحقيق التغيير بمقاطعة الانتخابات يعد امرأ سلبيا، مشيرا الى ان التصويت واجب وطنى ويجب على الشباب المشاركة والتفاعل فى السياسة من أجل التغيير المنشود، مشيرا الى ان الشباب الذى يطالب بالحقوق عليه أيضا واجبات تجاه وطنه والتصويت واجب وطني.. ووعد يونس بتأسيس جهة تختص بأمور المهاجرين ومشاكلهم وان هذه الهيئة قد تدار من أبناء المهاجرين انفسهم،مشيرا الى انه خلال لقائه بابناء الجالية من المهاجرين تعرف على مشاكلهم وشرح لهم البرنامج الانتخابي، واكد لهم انهم سيستعينون بأفكارهم. وحول التخوف من نقص الشفافية فيما يخص صناديق الاقتراع بباريس، أكد أنهم اتخذوا الإجراءات اللازمة لتفادى ذلك بتعهد المرشحين الرئاسيين على ان تمر العملية الانتخابية فى اطار الشفافية والديمقراطية، مضيفا ان الدستور الجزائرى بصيغته الراهنة لا يكفى لتنظيم وحماية حقوق المهاجرين وتنظيمها بالطريقة المناسبة لان الاصلاحات التى قامت بها الحكومات السالفة غير كافية، ولاتفى بمتطلبات الشباب.