دخلت القوات النظامية السورية أمس بلدة رنكوس فى منطقة القلمون شمال دمشق بعد اشتباكات عنيفة مع مقاتلى المعارضة منذ أمس الأول. ونقل التلفزيون عن مصدر عسكرى ان «وحدات من الجيش والقوات المسلحة تواصل تقدمها فى مدينة رنكوس بريف دمشق وتلاحق فلول العصابات الارهابية فى أطراف الحى الشمالى والمزارع المحيطة». وأشار الى ان القوات النظامية «تقضى على اعداد كبيرة من الإرهابيين». وأكد المرصد السورى لحقوق الانسان ان القوات النظامية دخلت بعض أجزاء البلدة، مشيرا الى أن المعارك مستمرة فى الداخل، وأشار المرصد الى ان مناطق اخرى فى ريف دمشق، لا سيما الغوطة الشرقية تتعرض لقصف من قوات النظام. ومن جهته، اعتبر اسعد مصطفى وزير دفاع الحكومة السورية المؤقتة (المعارضة) تصريحات الرئيس بشار الأسد والحكومة السورية بأن الحل العسكرى فى طريقه للنهاية بأنه وهم. وقال إن الجيش الحر (المعارض) يتقدم ويحقق انتصارات فى مواقع عدة بالحرب التى دخلت مؤخرا عامها الرابع«، ورحب بأى دعم عسكرى دولى يقدم للمعارضة المسلحة، مشيرا إلى أن السلطات السورية تمتلك ترسانة قوية لكنها لن تتمكن من حسم المعركة عسكريا. وفى الوقت نفسه، نفى عضو المجلس الوطنى السورى المعارض صالح المبارك صحة الأنباء التى تحدثت عن تلقى المعارضة السورية فى مدينة إدلب الواقعة شمال غرب البلاد دفعة من صواريخ أمريكية مضادة للدرع من نوع «تاو بى جى إم 71». وقال المبارك فى تصريحات لقناة (روسيا اليوم) «إن هذه الأنباء لا أساس لها من الصحة»، متهما فى الوقت نفسه روسيا وإيران والعراق بدعم النظام السورى على قتل المدنيين الأبرياء فى البلاد، وأكد عدم امتلاك المعارضة أى أسلحة جوية، مشيرا إلى أن عدد القنابل البرميلية التى استخدمتها القوات الحكومية فى مختلف المحافظات السورية بطريقة عشوائية يزيد على ألف قنبلة. وكان مقاتلو المعارضة السورية قد حثوا الولاياتالمتحدة على توفير أسلحة متطورة تشمل صواريخ أرض-جو، وممارسة ضغوط عسكرية أقوى على الرئيس السورى المدعوم من روسيا. يأتى ذلك فى الوقت الذى أعلن فيه مقاتلو الجيش الحر سيطرتهم على قرية السمرا فى ريف اللاذقية بعد معارك شرسة خلال اليومين الماضيي ، وكثف الطيران الحربى غاراته على العاصمة دمشق، حيث بدأت قوات النظام عملية عسكرية فى حى العسالى بعد استهدافه بسلسلة غارات جوية عنيفة وقصف صاروخى دمر جزءا كبيرا من الحي،كما شن الطيران الحربى غارات على المنطقة الشمالية لمدينة داريا بريف دمشق. وعلى الجبهة الأخرى من ريف دمشق، شهدت المليحة فى الغوطة الشرقية غارات جوية متتالية على أحياء البلدة خلفت دمارا هائلا فيما سارع الأهالى إلى انتشال ما أمكن من الضحايا كان من بينهم رضيع تم إنقاذه من تحت ركام المبانى المهدمة. وأعلنت منظمة الهلال الاحمر السورى انها تمكنت بالتعاون مع المفوضية العليا التابعة للامم المتحدة من ادخال مساعدات للمرة الاولى منذ عشرة اشهر الى الاحياء الشرقية لمدينة حلب الخاضعة لسيطرة المعارضة. وقال مدير العمليات فى المنظمة خالد عرقسوسى «تمكنا بالتعاون مع فريق من مفوضية شئون اللاجئين التابعة للامم المتحدة من ادخال مساعدات من معبر جسر الحج» الواصل بين الاحياء الغربية والاحياء الشرقية من مدينة حلب (شمال).