في المدينة التي انطلقت منها شرارة فيروس الوباء العالمي والمعروف بانفلونزا الخنازير لينتشر في كل انحاء العالم, وتحت شعار.. الحلول الصحية للفقراء في مجال امراض الرئة.. لم يخش 1800 طبيب وعاملين بالمنظمات والهيئات الدولية في مجال صحة الرئة والدرن. ويمثلون اكثر من100 دولة حول العالم التجمع في المكسيك بمدينة كانكون عدوي فيروس الانفلونزا خلال المؤتمر ال40 للاتحاد الدولي لامراض الرئة والدرن ليحملوا رسالة للعالم اجمع بأنه فيروس ضعيف لايخشي منه علي البشرية كما اشيع عنه. وقد تجمع هؤلاء لاسباب اكثر أهمية من الوباء العالمي ألا وهو مناقشة ما تم التوصل إليه في مكافحة الدرن عالميا وكيفية وتوفير الحلول الصحية للفقراء في مجال صحة الرئة, وكيفية حماية البشرية من الامراض الصدرية, وزيادة الوعي بخطورتها فهي لاتحظي باهتمام حكومي علي مستوي العالم رغم اهتمامهم بامراض قد تكون اقل منها بكثير خطورة علي الانسان. فقد اعلن المؤتمر انه رغم كل الجهود التي تبذل في مجال علاج مرض السل إلا انه مازال مشكلة صحية عامة عالمية, لانه اصاب بالفعل ثلث سكان العالم, ويضاف إليهم كل عام9 ملايين حالة جديدة بل ويتسبب المرض في وفاة مليون ونصف مليون حالة كل عام بمعدل وفاة كل20 ثانية ومايقرب من5000 شخص كل يوم, وقد تسبب في وفاة1,8 مليون شخص عام2007 فقط طبقا لآخر الاحصاءات من منظمة الصحة العالمية, هذا بالاضافة إلي ما يشكله الدرن المقاوم للأدوية من خطر كبير حيث لايمكن علاجه في بعض الحالات, ونسبته ليست قليلة في دول كثيرة, كما ان الدرن المقترن بمرض الايدز يشكل التحدي الحقيقي نظرا لانه يستنفد كل الجهود المبذولة لمكافحة الدرن علي مستوي العالم. ومن ناحية اخري وفيما يتعلق باحداث المؤتمر الذي رفع شعار صحة الرئة والفقراء فقد كان فرصة حقيقية للتعرف علي الموقف العالمي وما تم انجازه من تطورات خلال تلك الالفية في مجال الدرن والايدز وامراض رئة الطفل والحساسية الصدرية وكل الامراض المتعلقة بالتدخين. وركز المؤتمر هذا العام علي تقديم حلول صحية للفقراء في مجال صحة الرئة, للمساهمة في تقليل وطأة مشكلة الازمة المالية العالمية التي تفاقمت مما اعاق الانظمة الصحية وحملها اعباء كبيرة في جميع البلاد, مما اوجد تحديا لايجاد الحلول المناسبة ووضع آليات لتمويل الصحة علي مستوي العالم. فقد شهد المؤتمر عرض أكثر من خبر مهم كان علي رأسها التوصل إلي ثلاثة ادوية جديدة لعلاج مرض الدرن والدرن المقاوم للادوية فيما أوضح الدكتور ويلث مدير التخطيط والاشراف علي نتائج الابحاث انه بالفعل احد الادوية الثلاثة وصل إلي المرحلة الثالثة من الابحاث وهذا يعني انه لايبقي علي انتاجه إلا القليل, بينما وصلت الابحاث في الدوائين الاخرين للمرحلة الثانية, وأشار إلي ان هذا الانجاز خلال وقت قريب قد يصل إلي عامين سوف تكون تلك الادوية متداولة, مشيرا إلي ان أهم ما يميزه هو خفض مدة العلاج لمريض الدرن والتي كانت تتراوح ما بين6 إلي9 اشهر مما كان يترتب عليه عدم استمرار المريض في تناول العلاج فيما يعرضه للانتكاسة ومقاومة المرض للادوية وفي هذه الحالة يحتاج العلاج للدرن المقاوم عامين وبادوية يترتب عليها اعراض جانبية كثيرة, وتختصر الادوية الجديدة مدة علاج الدرن في شهرين, وبفاعلية اكبر علي المرض, مشيرا إلي أن هذا يعد انجازا علميا بكل المقاييس نظرا لانه لم تظهر ادوية جديدة للدرن منذ عام1960. كما كشف المؤتمر عن جدية الابحاث التي تم التوصل إليها لانتاج طعم جديد ضد مرض السل يمكنه القضاء عليه تماما بعد85 عاما من استخدام المصل الحالي والمعروف باسم بي.سي.جي وأوضحت الدكتورة بيج ويلينجهام مديرة الشئون الخارجية لمؤسسة لقاح الدرن العالمية ايراسا ان المصل القديم لم يحقق الكثير في مجال القضاء علي مرض الدرن رغم انه وفر بعض الحماية للاطفال ضد بعض الانواع من الدرن, ولكن ليس فعالا علي الانواع الأخري من الدرن وهي الأكثر انتشارا وتمثل العبء الأكبر عالميا, وقد اكد المسئولون انه خلال سبع سنوات من الآن سوف يطرح هذا التطعيم الجديد ضد المرض في الاسواق, ولكن نبه المؤتمر لضرورة تعاون جميع الجهات لتوفير التمويل اللازم لشراء تلك الامصال في حالة توافرها. ومن ناحية أخري أوضح الدكتور دونالد اينارسون مستشار الاتحاد الدولي ضد مرض الرئة والسل عن حجم المأساة التي تعاني منها الامراض الصدرية بشكل عام خاصة مرض حساسية واورام الصدر, والالتهاب الرئوي في الاطفال والذي اكد المؤتمر ان نسبة الوفيات فيما بين الاطفال بسببه تفوق وفياتهم من الاسهال, مؤكدين ان الحكومات بشكل عام لاتعطي تلك المشكلة حقها لمل تحمله الامراض الصدرية من وصمة عار لايريد احد الحديث عنها. وفيما يتعلق بالعبء العالمي للحساسية الصدرية أوضحت كارين بيسيل منسق وحدة الابحاث ووضع السياسة الصحته ان هناك300 مليون حالة حول العالم, ومازالت الحالات في ازدياد وهو مرض مزمن للاطفال في البلاد ذات الدخل المنخفض, وينتشر اكثر من المناطق الحضرية, ويتسبب في وفاة واحد لكل250 حالة حول العالم, وفي إطار ايجاد الحلول العملية للتغلب علي مشكلة ادوية علاج الحساسية الصدرية.. ازمات التنفس.. باهظة التكاليف اعلن المؤتمر عن بداية برنامج دولي جديد يمكن للحكومات المختلفة الاشتراك فيه لتوفير الادوية الفعالة للسيطرة علي مرض الحساسية الصدرية بأسعار زهيدة, نظرا لانه لايوجد برامج قومية لمكافحة تلك الامراض المزمنة في معظم الدول باستثناء البرازيل. وفيما يتعلق بوباء التدخين العالمي اكد الدكتور ساينيد جونز عضو الاتحاد الدولي ضد امراض الرئة والسل ان مشكلة التدخين وان كانت عالمية إلا انها تنمو سريعا في الدول النامية والتي تشكل80% بينما الدول المتقدمة تمثل20%, وأوضح ان التدخين يؤدي إلي إصابة نحو50 مريضا وان كان سوف يؤدي إلي الوفاة بثلاث طرق رئيسية وهي الاصابة بالسرطان وامراض القلب أو الامراض الصدرية, مشيرا إلي ان التدخين يدمر الصحة حيث يؤدي إلي قتل13500 شخص كل يوم, بينما ينضم كل يوم100 الف شخص في عمر صغير إلي التدخين.