قالت : ماذا بقى بيننا وماذا بقى لنا بعد ايام الجفاء اخذت طريقا وانا سلكت طريقا آخر وجلسنا الآن نستعيد ذكرياتنا معا.. كل واحد منا اختار حياته ولكن الشىء الغريب ان الخيوط بيننا تقطعت دون اسباب واضحة..انا قررت الرحيل وانت رضيت بهذه النهاية لا اعلم حتى الآن لماذا رحلت وربما ايضا انت لا تعلم لماذا قبلت .. فى احيان كثيرة تصل بنا الأحداث الى نقطة النهاية دون ان ندرى مثل إنسان يسير فى طريق وفجأة يجد خطواته توقفت لأن الطريق انتهى وليس بعده غير الفراغ..هذا ما شعرنا به معا ان طريقنا ليس له امتداد ساعتها قررت ان انسحب من حياتك.. قلت:ان السبب فى بقائنا معا ليس الحب ولكنه الحلم..حين يصبح الحب بلا حلم يفقد الإرادة والصبر والتسامح..ان الحلم هو الذى يجعلنا قادرين على مواجهة العواصف..انه مصدر الحماية لأن الحب كائن هش وضعيف ولكن الحلم يمنحه قدرا من الصلابة والقدرة على التحمل..كان الحب كبيرا بيننا ولكنه عجز ان يقاوم الواقع وان يصبح حقيقة وحين تعثر الحلم اكتشفنا اننا نقف فى العراء..اصعب الأشياء ان يجد الحب نفسه بلا غد ان الغد هو الذى يمنحنا القدرة على الاستمرار وحين يغيب الحلم يجد الحب نفسه وحيدا ضعيفا واهنا وهنا يكون قرار الانسحاب..يوما جلسنا معا واكتشفنا ان كل الأشياء حولنا تسير فى اتجاه غير ما حلمنا به وتمنيناه..ولهذا استسلمنا لأقدارنا..فى نهاية الأشياء كل إنسان يبحث عن طريق يمنحه الاستمرار والسعادة والحياة وحين لا يجد هذه الأشياء يبحث عنها فى مكان آخر..لم استطع ان اقدم لك الحلم فى البقاء فكان الرحيل..لم يكن قرار الرحيل هروبا او عجزا او كراهية ولكنه كان يأسا واليأس اقصر طرق النهايات..والشىء الغريب ان الحلم بقدر ما يمنحنا القدرة على التواصل إلا انه لا يستطيع ان ينهى كل الأشياء وحين يعجز الحب وتصيبه امراض اليأس ويفقد القدرة على ان يحلم ينزوى فى مكان بعيد انه لا يموت ولا يختفى ولكنه يجلس وحيدا تحت اشجار الذكرى..تبدو الأشجار حزينة صامتة وهى تعانق خريفها الطويل. [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة