عام سعيد يا أبي.. فالعيد جاء كل الطيور تعانقت فوق السماء وان شمسا غير تلك الشمس.. تشرق بالضياء قد عانق الثوار منذ الفجر أعلام البطولة والفداء والراية البيضاء لما جمعتنا لم تزل.. بإرادة التحرير والتغيير تخفق في الفضاء لكن جرحا غائرا بالقلب يغتال الصفاء فالضحك مر والفرح مر والخبز مر ومرارة الأشياء صارت تلحق الثوار حتي في الغناء عام سعيد يا أبي.. فالعيد جاء الماء أصبح آسنا طالته مثل الفاسدين يد الفساد من أهدروا بيمينهم وشمالهم حق العباد حتي أناشيد البطولة أصبحت مثل البكاء وملابس الثوار ما عادت بلون الورد لا.. لكنها بليت وطالتها الخيانة.. اصبحت لون الدماء فكيف نهنأ هاهنا وكيف نحلم هاهنا وكيف نضحك هاهنا وألحادثات تدوسنا ودسائس العملاء تخنق حلمنا تغتال فرحتنا وتحجب عن جميع ديارنا كل النوافذ والضياء سهم غريب قد أصاب ظهورنا جرح عميق قد أصاب صدورنا قد أسرعت كل البنادق دون ذنب.. لاغتيال الابرياء في ساحة الميدان ما بخل الشهيد أو الوليد.. يبذل روح أو دماء قد أصبحوا في كل دين أو كتاب أو أذان رمز البطولة والفداء الطفل قبل الشيخ قد دفع الثمن والغاصبون قد استباحوا حرمة الأنثي بلا أدني حياء من غير ما ذنب تبدلت الفصول بعمرهم وفي الربيع أتي لهم فصل الشتاء الكل صار فريسة للغدر.. حتي الأنبياء عام سعيد يا أبي.. فالعيد جاء النار تأكلنا جميعا والعار يلحقنا جميعا حين نكتم أي حق من حقوق الشهداء حين نغلق كل باب.. في وجوه الأبرياء حين نعطي كل حق دون عدل للذين بكفهم وبسيفهم سفكوا الدماء للذين بدون خوف بددوا أموالنا غيروا أحوالنا أزهقوا أرواحنا راهنوا دوما علينا.. إنهم دوما رجال شرفاء أنهم بالسجن سادتنا.. ونحن السجناء يضحكون ويمرحون يأكلون ويشربون ويلبسون وربما في غفلة الحراس.. بين حريمهم يتحاممون وأننا نحن الرعاع الجائعون وأننا في كل درب ضائعون كم يعلنون بأنهم للآن أهل للمروءة والنقاء ولغيرهم كم دبروا في خسة.. قلب الحقائق ثم نيران الحرائق.. وأنهم.. كم يملكون عصا كليم الله موسي.. حين يحتكم القضاء فرعون حتي الآن رغم سريره وحريره مازال سيدكم وحاكمكم وانتم في شريعته عبيد أغبياء عام سعيد يا أبي, فالعيد جاء النار تأكلنا جميعا والعار يلحقنا جميعا ان تركنا الموت يغتال الضحايا في غباء ماذا نقول إذا أتي يوم الحساب؟ هل نغسل الأيدي.. من القتلي.. من الثكلي.. ومن سفك الدماء؟ ماذا نقول إذا أتي يوم الحساب؟ هل ندعي أنا عمينا أو خرسنا هل ندعي أنا دسسنا أنفنا تحت التراب؟ هل ندعي أنا نجونا ما غرقنا.. في دماء الشهداء؟ مهما ادعينا سوف تأكلنا الذئاب وخيانة العملاء سوف تطولنا وسنابك الأعداء سوف تدوسنا سوف نبكي.. يوم لا ينفع في القهر البكاء الحلو مر يا أبي هذا المساء عام سعيد يا أبي, فالعيد جاء سل كل أعداء الوطن سل كل صناع الفتن وسل دماء الثائرين وكل من دفع الثمن هل نحن حين يصيبنا بطش الأعادي وحينما يقع البلاء هل ننصف المقتول؟ وهل نعطي له الأكفان زاهية وهل نعطيه خبزا.. فيه ملح الموت ممزوجا بسم العاجزين عن الوفاء؟ هل أعطت القاتل نوط القتيل مقرونا.. بآيات المحبة والدعاء؟ ماعاد عالمنا بريئا ما عاد عالمنا جريئا ما عاد عالمنا يلبي..; غير صوت المارقين الأغبياء عام سعيد يا أبي, فالعيد جاء قل لي بربك يا أبي: عما إذا قد كنت تلمح يا أبي ذاك الضياء ذاك الذي مازال يلمع في فؤادي.. مثل برق بالسماء ذاك الذي مازال يعلن ان نور الفجر قادم دون موت أو دموع أو جماجم دون لغز أو طلاسم حيث تمتهن الحقوق بلا حياء بين مظلوم وظالم فيه يكتمل القصاص فيه يدركنا الخلاص فيه ننعم بالأمان بدون قنص للعيون ودون غدر أو جنون ودون سفك بالحناجر والخناجر والرصاص لا فرق فيه إذا عدلنا بين محكوم وحاكم بين مظلوم وظالم. ستكون دنيانا بلون الورد.. لا لون الجراح أو الدماء.. عام سعيد يا أبي, فالعيد جاء عام سعيد يا أبي, فالعيد جاء