منذ انتخاب الدكتورة هالة شكرالله رئيسا لحزب الدستور أواخر الشهر الماضى، وهى أول سيدة تترأس حزبا سياسيا، شهد الحزب فعاليات كثيرة يحاول من خلالها أن يتعافى بعد إصابته بوعكة صحية عقب رحيل مؤسسه الدكتور محمد البرادعى النائب السابق لرئيس الجمهورية الذى جمد عضويته فى الحزب بعد أحداث فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة. ويضع الحزب ملفات رئيسية نصب عينيه خلال الفترة المقبلة ، وهى إعادة البناء من جديد ولم الشمل بين الأعضاء والقيادات وعودة الطيور المهاجرة ، والوجود القوى فى المحافظات والقرى ، ثم المشاركة بقوة فى الانتخابات الرئاسية من خلال دعم مرشح تتوافق مبادئه مع مباديء الحزب، ثم خوض معركة الانتخابات البرلمانية والمحليات ليكون هناك تمثيل لائق بالحزب الذى راهن عليه الكثير نظرا للكتلة الشبابية الثورية التى يكتظ بها الحزب. وترجمت شكر الله تصريحاتها خلال أول مؤتمر عام للحزب الجمعة الماضى وذلك بدعوتها لتشكيل أمانة للحريات برئاسة الدكتور احمد حرارة الشاب الذى ينتمى لثورة يناير والذى كان على قائمة حسام عبالغفار المنافسة للقائمة الفائزة. وفى غضون ذلك ، زارت الدكتورة هالة شكر الله المحبوسين من أعضاء الحزب على إثر أحداث الذكرى الثانية ل 25 يناير البالغ عددهم 13 عضوًا، ورافقها إلى جانب حرارة شكرالله الدكتور ياقوت السنوسي، أمين عام الحزب. وفى تصريحات - ل «الأهرام» ذكر خالد داوود المتحدث الإعلامى للحزب إن «الدستور» يعمل حاليا على إعادة بنائه وتقويته وانتشاره فى المحافظات والقرى ، ولأول مرة فى تاريخ الاحزاب المصرية يؤسس برلمانا داخليا يراقب أداء المناصب القيادية وأداءها. واضاف أن موقف الحزب واضح من الانتخابات الرئاسية فهو لن يدفع بمرشح منه لكنه سيدعم مرشحا مدنيا ينتمى لثورة يناير لأنه يرى أن وجود مرشحين ينتمون لمؤسسات الدولة سيخل بمبدأ المساواة بين المرشحين «وذلك فى إشارة واضحة إلى انه لن يدعم مرشحا ذا خلفية عسكرية أو محسوبا على مؤسسات الدولة. وبرغم كل ما سبق فهناك المشاكل التى يواجهها الحزب ، وعلى رأسها المالية ؛ وهو الأمر الذى اكده داود فوجيء أن «الدستور» كغيره من الاحزاب يواجه أزمة مالية وخاصة بعد رحيل البرادعى ، فهناك انخفاض فى تبرعات الاعضاء ، لكنه يحاول اجتيازها ، واشار إلى أن قيمة اشتراك العضو ثلاثون جنيها ، ولا يفكر فى الحزب فى زيادته حاليا ؛ لكنه ربما يفعل ذلك لاحقا بعد استقرار الأوضاع ، كما أن الحزب يأمل فى تخطى الأزمة بانتخاب شكرالله رئيسة وان يسهم ذلك فى زيادة التبرعات. وكان «الدستور» قد عقد المؤتمر العام الأول له لإقرار اللائحة واعتماد الميزانية ، وذلك بحضور السفير ناجى الغطريفى رئيس اللجنة العليا للانتخابات، والسفير شكرى فؤاد والسفير سيد قاسم رئيس الحزب السابق، الذى تم اختياره رئيسا شرفيا للحزب خلال بداية الاجتماع. من ناحية أخرى ، يواصل الحزب سلسلة لقاءاته البروتوكولية التى يعقدها مع سفراء الدول الأجنبية فى مصر بناءً على طلب السفراء، لتهنئة القيادة الجديدة للحزب ، حيث يلتقى قيادت الحزب السفير السويسرى ماركوس لينيز، كما سيلتقى نيكولا جاليه السفير الفرنسى ونافيديب سورى السفير الهندي. وأكد الحزب أن لقاءاته التى عقدها على مدى الايام الماضية مع سفراء هولندا واليابان وبلجيكا، تناولت أبرز القضايا المطروحة فى المشهد السياسى المصرى الراهن، وموقف الحزب منه، وخوض الانتخابات الرئاسية من عدمه، والموقف من قضية الديمقراطية فى مصر ، وأن السفراء تساءلوا عن المشهد الديمقراطى المتعلق بالانتخابات البرلمانية، وكان الرد أن الحزب يرى تطبيق نظام القائمة حتى لا يكون هناك برلمان بيزنس أو رجال أعمال ،نافيا ان تكون اللقاءات قد ناقشت قضايا المحبوسين من الحزب فى مصر.