كان في الامكان أن تصبح السياحة الداخلية وسيلة لتعويض المنشآت السياحية عن خسائرها بسبب حالة الركود التي تعاني منها لانخفاض معدلات السياحة الخارجية لأدني مستوياتها، ولكن الارتفاع المبالغ فيه في أسعار الخدمات والاقامة الفندقية ، وكذلك الاعتصامات وحالة الانفلات الأمني كلها عوامل تؤدي هي الأخري لإحباط الأسر المصرية وتمنعها من أن تكون بديلا مناسبا للقادمين من الخارج!! ومنذ قيام ثورة 25 يناير يشهد قطاع السياحة ركودا ملحوظا, خاصة في محافظتي أسوانوالأقصر وباتت سمعة مصر علي المحك بسبب الانفلات الأمني وانخفضت أعداد الأفواج السياحية, حتي أن فترة أعياد الكريسماس ورأس السنة لم تزد نسبة الإشغال علي25% وهي الفترة التي كانت نسبة الإشغال فيها تزيد علي100%, أما عن أكثر من300 فندق عائم تعمل في نقل السياح بين الأقصروأسوان فقد أصبحت متوقفة تماما, وتم تسريح العمالة المدربة في ظل الانحسار السياحي الذي تشهده المنشآت السياحية في جنوبالوادي وقبل نهاية شهر يناير الحالي تبدأ إجازة نصف العام الدراسي في جميع المدارس والجامعات وتنتهزها بعض الأسر فرصة للاجتماع والترويح عن ابنائها بقضاء الاجازة في مكان جديد لتنعم بالبدفء وجمال الطبيعة وتعريف النشء بحضارته وتراثه ومعالم بلده. إلا أن هناك كثرة المعوقات التي تقف حجر عثرة أمام تشجيع حركة السياحة الداخلية التي أصبح من الضروري إزالتها لكي تنتعش السياحة الداخلية وتمتلئ الفنادق الخالية من النزلاء وتتحرك البواخر السياحية التي تقف في صفوف متتالية بمراسي أسوانوالأقصر النهرية تنعي من بناها. وأول مشكلة تواجه رواد السياحة الداخلية هي ارتفاع أسعار السفر سواء بالقطار أو الطائرة؟!, حيث إن المسافرين يشكون من أن تذكرة قطار النوم من القاهرة الي أسوان والعودة تتكلف460 جنيها للفرد والأسرة المكونة من أب وأم وابنين يستلزم توفير مبلغ1840 جنيها, اما اذا كان السفر بالطائرة, فالشركة الوطنية محتكرة الخطوط الداخلية بلا منافس حيث إن أقل تذكرة للذهاب والعودة من القاهرةلأسوان لن تقل عن800 جنيه هذا بخلاف الإقامة بفندق متوسط الحال لن يقل سعره عن100 جنيه للفرد في الليلة بخلاف أسعار الواجبات والانتقالات وتذاكر دخول المناطق السياحية والأثرية.. يجب أن تتحرك وزارة السياحة بالتعاون مع غرف المنشآت السياحية والفندقية وشركات الطيران الوطنية والشركة الوطنية, لإدارة خدمات قطارات النوم لتقديم حزمة من التيسيرات والتسهيلات والتخفيضات سواء للانتقال والسفر والاقامة بالفنادق وتنفيذ البرامج السياحية, ويجب ان نعود بالذاكرة الي السبعينيات حينما كانت احدي شركات السياحة الوطنية تنظم رحلات مخفضة, رخيصة لصعيد مصر تحت عنوان اعرف بلدك كان يؤمها اعضاء الأندية والجمعيات والنقابات المهنية.. إن الهدف هو تشجيع المصريين علي اكتساب ثقافة قضاء الاجازات داخل الوطن لنضرب عصفورين بحجر واحد نعمق الانتماء من جهة ونشجع السياحة الداخلية لاحداث رواج في الفنادق التي سرحت العمالة بسبب عدم التشغيل. إن اجازة نصف العام الدراسي تبدأ يوم26 يناير الحالي فمن يأخذ بالمبادرة ويعلن عن تبنيه فكرة التخفيضات لكي يعود النشاط والرواج لقطاع السياحة في أسوانوالأقصر.