أكد وزير الخارجية اللبنانى جبران باسيل أن أهم تحد تواجهه بلاده الآن هو الإرهاب، وأن لبنان يؤيد ويشجع كل عمل لمحاربة الإرهاب من أى دولة عربية, وأكد فى حوار خاص ل «الأهرام» ضرورة اتخاذ الجامعة العربية لإجراءات فعالة لمكافحته. ومن ناحية أخرى قال إن مصر بثورة 30 يونيو أثبتت أنها أمة عظيمة، و أنقذت العالم العربى كله من التخبط فى «تيارات هائجة»، كانت يمكن أن تقود العالم العربى كله للتكسر على شواطىء الإرهاب، وأرست بتطوراتها الأخيرة الأسس لعالم عربى حديث، يستند إلى الدولة المدنية والقبول والاعتراف بالآخر. سألته أولا حول الأوضاع السياسية والأمنية فى لبنان، وأسباب تأخر صدور البيان الوزارى، فقال: المهم فى لبنان اليوم هو النية التوافقية، التى تستطيع أن تجمع اللبنانيين على جميع الاستحقاقات عبر مناخ حوارى. وأضاف لكن لبنان اليوم يواجه تحديين رئيسيين، أولهما الإرهاب، الذى لادين له ولاحدود، أما الخطر الثانى فهو النزوح السورى الكبير، الذى أصبح يمس نسيجنا الوطنى فى لبنان، يحمل لبنان تبعات وتحديات كبيرة، تحتاج سلطة مركزية وحكومة قادرة ورئيسا قويا لإدارة شئون البلد، وحل أزمات البلد وليس إدارتها . وحول الإنتخابات الرئاسية المقبلة قال: فى ظل مناخ التقارب الحالى ستعقد فى موعدها، ونحن حريصون على عدم تفويت أى استحقاق دستورى، لكن بشرط أن يتم على أسس سليمة. وحول سلاح حزب الله والموقف منه، قال: حزب الله مكون لبنانى أصيل، وجزء أساسى من النسيج اللبنانى، وهو يمثل قسما كبيرا من الشعب اللبنانى وليس مجموعة مسلحين، صحيح أنه على خلاف مع قسم آخر من الشعب، وهذا ماسنسعى لحله من خلال الحوار، حتى لايشعر أنه خارج الدولة ولايشعر اللبنانيون بذلك، بل يصبح جزءا منها، وكلنا قناعة أنه سيكون جزءا فاعلا وشريكا أساسيا فى القرار، ولدينا الآن استراتيجية دفاعية ندير حولها حوارا، ومن خلالها يمكن إدارة قضية سلاح المقاومة. وحول الموقف اللبنانى حيال العلاقة المتوترة بين السعودية وإيران وانعكاساتها على بلده، قال: سنجعل من لبنان ساحة للتقارب بينهما، لأن مثل هذه العلاقة لاتقف عند حدود الدولتين، بل تأخذ بعدا مذهبيا يسيىء للبلدين والمنطقة كلها . وحول رؤية بلده لآفاق حل الأزمة السورية، قال إذا لم يتعلم الأشقاء فى سوريا من التجربة اللبنانية، فقد تطول الحرب 20 عاما أخرى، أما إذا تعلموا درسنا فيمكنهم أن ينهوا الأزمة خلال العام الحالى، وإذا رفض السوريون المقاتلين الأجانب لن تكون سوريا بيئة حاضنة للإرهاب، رغم التعقيد الكبير للأزمة السورية، الذى يعود بضرر كبير على لبنان، لذا ندعوا لحل سياسى وتكوين السلطة من السوريين، باللجوء للإنتخابات بإشراف دولى، وأى شىء دون ذلك شاذ واستثنائى ولن يدوم. وحول رؤيتهم لحل أزمة اللاجئين السوريين، قال سنعمل على وقف تدفق اللاجئين، والعمل على إنشاء مناطق آمنةولائقة بهم فى داخل الأراضى السورية، مع إمكانية السماح بعبور المساعدات الإنسانية إليهم . وحول موقف بلده من الإنقسام داخل الجامعة العربية، قال : للأسف هناك تخبط عربى، ونأمل أن نبعد الانقسام عن الجامعة العربية، لأن الوضع العربى لايحتمل مزيدا من الانقسامات، والمشكلات العربية – العربية كبيرة، ونأمل أن تكون الجامعة هى الإطار الجامع للعرب . وحول الموقف السعودى بإعلان الإخوان وجماعات أخرى تنظيمات إرهابية، قال: نحن فى لبنان نؤيد ونشجع كل عمل لمحاربة الإرهاب من أى دولة عربية، وأعتقد أن الجامعة العربية مطالبة بإجراءات ضد الإرهاب تظهر فيها فاعلية أكبر، ولكنه أضاف: أنه لايعرف حزب الله السعودى، وقال: لم يعلن حزب الله اللبنانى قط أن له فروعا أخرى. وحول رؤيته للتطورات فى مصر بعد ثورة 30 يونيو، قال وزير الخارجية اللبنانى: مصر أثبتت أنها أمة عظيمة ، وقد أنقذت العالم العربى كله من التخبط فى تيارات هائجة، كانت يمكن أن تقود العالم العربى كله للتكسر على شواطىء الإرهاب، وأخرجتنا من الظلامية، وأرست بتطوراتها الأخيرة الأسس لعالم عربى حديث، يستند إلى الدولة المدنية والقبول والاعتراف بالآخر ودرجة كبيرة من التسامح، ونأمل أن تعمل مصر ولبنان معا ليكونا مرتكزا للتنوير . وقال: نحن فى لبنان نريد عودة مصر لدورها الريادى فى العالم العربى، ونعتقد أن ذلك سيكون جزءا من حل أزماتها الداخلية، ولاينبغى عليها أن تنتظر حتى تفرغ من همومها الداخلية للانطلاق إلى ذلك الدور الخارجى.