مع احتفالات المصريين غدا بعيد ثورة25 يناير, أعلنت مجموعة إتش إس بي سي والتي تعد من اهم البنوك العالمية استمرار التزامها بالعمل في السوق المصرية وتوفير فرص استثمارية جديدة لمصر, وذلك بالتعاون مع الحكومة المصرية والقطاعين العام والخاص, وتصل إلي القاهرة خلال أسبوع السيدة فرانشيسكا ماكدونة الرئيسة الإقليمية للخدمات المصرفية للأفراد وإدارة الثروات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وذلك في إطار جولة لها بدول المنطقة حيث تلتقي بمسئولي إتش إس بي سي مصر والوقوف علي أخر المستجدات في السوق المصرية وبحث فرص وإمكانات الاستثمار في مصر خاصة من دول منطقة الخليج. من ناحية أخري كشف سايمون كوبر الرئيس التنفيذي ونائب الرئيس لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عن إستراتيجية البنك في المنطقة مؤكدا أنها تشكل جزءا جوهريا وأساسيا من استراتيجية المجموعة للأسواق الناشئة, ولا تزال مصدرا لتحقيق العوائد, مشيرا إلي أن الثروات الطبيعية وخاصة في النفط إضافة إلي التركيبة السكانية الشابة, والأعداد الكبيرة من أصحاب الثروات, والإرتباط المتزايد مع الإقتصاد العالمي, كل هذا يدعم توجه أستراتيجية البنك في المنطقة والتركيز علي أربع أسواق لتحقيق النمو تتمثل في مصر والمملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة. وقال في كلمته للمؤتمر الإعلامي إنه من المبكر قياس تأثير ثورات الربيع العربي بشكل كامل ولكن من الملاحظ وجود تباطؤ. الاستثمارات الأجنبية المباشرة وأيضا معاملات أسواق رأس المال. موضحا أن التقديرات الأولية توحي بأن مصر ستستغرق أكثر من عامين لتعود إلي النمو الطبيعي. فيما استفادت بعض البلدان من تحصيل العوائد باعتبارها مناطق آمنة كالإمارات العربية المتحدة وقطر. وساهم إرتفاع سعر النفط في تمكين الحكومات المنتجة له في المضي قدما بإنجاز المشروعات الكبيرة. وبالرغم من تباطوء الإستثمار في المنطقة إلا أن الأساسات الإقتصادية كما اوضح سايمون لاتزال قوية لكونها تشكل نصف نفط العالم وأكثر من نصف غاز العالم و270 مليون نسمة غالبيتها من الشباب. مردفا أن المحللين الاقتصاديين لدي بنك المجموعة تنبأوا نمو الدخل المحلي الإجمالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بنسبة5.2% في عام2011 و3.5% في عام2012. واشاد بالتقدم الجزئي الذي تم إحرازه في الإنتخابات النيابية في مصر وتونس, وإنتهاء الحرب في ليبيا, إضافة إلي جهود الحكومات بالمنطقة لمعالجة مشكلة البطالة ونمو الحاجة لمشاريع البنية التحتية. وفي رده علي الأسئلة أكد سايمون كوبر أن اللقاء بالإعلام ليس لاعلان اخبار جيدة أو غير جيدة, ولكنه فرصة لمواصلة الحوار مع الإعلاميين في مطلع عام2012 والإشارات الجيدة التي تجعلنا أكثر تفاؤلا. وحول تاثير أحداث ثورة25 يناير علي أعمال البنك في مصر أكد أننا نشعر بالفخر لقدرتنا علي مواصلة تقديم خدماتنا واعمالنا خلال الأحداث التي عاشتها مصر. فهناك موظفون قاموا بعمل كبير وتضحيات علي المستوي الشخصي خلال فترة الثورة خاصة في القاهرة من خلال مواصلة فتح فروعنا للعمل ونقل الأموال النقدية لعملائنا الذي يحتاجون لدفع رواتب موظفيهم. لذا فإن القدرة علي مواصلة اعمالنا في هذه الظروف قد عززت الانطباع لدي عملائنا في مصر بأننا ملتزمون بدعمهم في كل الظروف. وحول اداء البنك في مصر ستظهره نتائجنا المالية في نهاية فبراير المقبل, وأضاف: ما أستطيع قوله إن مرتكزات النمو الاقتصادي في مصر لا تزال قوية جدا. فهي سوق تمتلك قوة عاملة ماهرة وشابة. وحول إلتزام المجموعة بضخ إستثمارات جديدة في مصر أوضح محمد التويجري الرئيس الإقليمي لإدارة الخدمات المصرفية العالمية والخاصة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أنه بالنظر إلي مصر من اطار خبرتي في الخدمات المصرفية العالمية والأسواق أي من منظور عملائنا الدوليين وبخاصة عملائنا من الصين ومن أمريكا اللاتينية ممن يتطلعون للاستثمار او تأسيس موطئ قدم لهم في المنطقة وخصوصا في مصر فهنا يأتي دور قطاع الخدمات المصرفية العالمية والأسواق, معربا عن قناعة مجموعة إتش إس بي سي بقدرة مصر الكبيرة علي لعب دور مهم في إعادة إعمار ليبيا بعد القذافي, فهي بلد تحتاج إلي كل شيء بدءا من مشاريع البنية التحيية ومشاريع كثيرة اخري, موضحا أن مجموعة البنك موجودة في كل من ليبيا ومصر ومن ثم يمكن أن تسهل الكثير من الاحتياجات من خلال السوق المصرية سواء بسبب وجود القوة العاملة الماهرة في مصر او المواد الأولية المطلوبة. وبالنسبة لما حدث من ثورات الربيع العربي فإن التقديرات تشير الي أنه علي المدي المتوسط وهو عامين إلي ثلاث سنوات ستكون عملية مخاض ولكن في تقديرنا كبنك أنها سوف تشهد فترة نمو أيضا. وحول ما إذا كانت هناك عوامل قلق في منطقة الخليج تعوق المستثمر العالمي قال محمد التويجري: إن عام2011 غير مفهوم المخاطرة في العالم وليس فقط في المنطقة فحسب. كما اننا نري ان المستثمر الاجنبي بدأ يركز علي الفرص الاستثمارية في مناطق معينة في الشرق الأوسط. فمثلا في قطر سوف يركز المستثمر علي قطاع النفط والغاز و في السعودية فيركز علي قطاع النفط. المخاطر موجودة و دورنا كبنك في توفير الحلول للمستثمر. ومن أهم الامور التي يسأل عنها المستثمر هي الاستقرار وقوانين العمل وغيرها. وأكد سايمون حرص إدارة المجموعة الإبقاء علي مقرها الرئيسي في لندن, وعن سبب الإستثمار في مصر بالرغم من المخاطر السياسية أوضح أن المجموعة توجد بقوة في مصر من خلال100 فرع وآلاف الموظفين, مضيفا أن لديهم استثمارات مهمة في مصر لاننا لسنا هناك لفترة قصيرة ومن ثم لن نغادر بل إننا ملتزمون تجاه السوق المصرية, ونؤمن بآفاق نموها المستقبلي, وارتباطها ببقية العالم ونؤمن بحجم الثروات نظرا لعدد السكان الكبير. فهناك قوة عاملة عالية التعليم. كما أن هناك العديد من عملائنا العالميين ينظرون للاستثمار في مصر. وحول حجم الصفقات قيد التنفيذ في المنطقة أكد محمد التويجري أن عدد الصفقات تحت التنفيذ بلغ72 صفقة. من ناحية أخري أوضحت فرانشيسكا ماكدونه, الرئيسة الاقليمية للخدمات المصرفية للأفراد وإدارة الثروات في الشرق الأوسط وشمال افريقيا أن بنك المجموعة في مصر يقدم خدماته من خلال شبكة تصل إلي100 فرع و مصر هي سوق ذات أولوية, ففي حين اننا نقدم خدماتHSBC التي تستهدف شريحة الافراد من ذوي الدخل فوق المتوسط, إلا أن هناك خدمات أساسية مثل بطاقات الائتمان والقروض الشخصية وغيرها, وحول خطط المجموعة لمصر بعد25 يناير أكدت فرانشيسكا أن السوق المصرية ذات اولوية للمجموعة فيما يخص أعمال الخدمات المصرفية للأفراد وادارة الثروات. وبالرغم من ظروف السوق في مصر فإن هناك إلتزاما كاملا من حيث مواصلة التواجد القوي في مصر,ومواصلة تقديم الحلول والخدمات المصرفية بما يتماشي مع احتياجات العملاء. وأكد تيم ريد الرئيس الإقليمي للخدمات المصرفية التجارية لمنطقة الشرق الأوسط أن المنطقة واعدة وخاصة فيما يتعلق بالنشاط التجاري. وقال إن إلتزام المجموعة بمواصلة النمو في الأعمال بالمنطقة سيستمر خلال2012, أيضا سيكون هناك توجه خاص لزيادة التمويل للمشروعات الصغيرة والمتوسطة بالمنطقة. واوضح أن تفاؤل المجموعة بمستقبل المنطقة يرجع إلي تحليلات فريق عمل المجموعة وفيما يتعلق بالتجارة فقد كشف مؤشر ثقة التجارة إرتفاعا فيما يتعلق بثقة العملاء بالمنطقة. أضاف نحن متفائلون علي المدي المتوسط ومؤمنون بالقدرات الكامنة في المنطقة العربية علي المدي الطويل, وحول سؤال عن مصر أكد أن المجموعة مستمرة في توسعة الأعمال في مصر, وسنقدم كل الدعم للمشروعات الصغيرة والمتوسطة. واختتم المؤتمر أعماله بعرض من ناتاشا باتيل الرئيس الإقليمي لإدارة المدفوعات والنقد حول دور إدارة النقد في تعظيم الثروات وإدارة الأموال للمستثمرين في قطاع الشركات. نظم المؤتمر وشارك في فاعلياته تيم هاريسون المدير الاقليمي للاتصالات الخارجية للشرق الاوسط وأحمد عثمان مدير شئون التواصل والاعلام. من ناحية أخري يتوقع خبراء البنك أن تحقق البعثة المتجهة للقاهرة الأسبوع المقبل نتائجا إيجابية من حيث التفاوض حول الاستثمارات الجديدة التي يمكن ضخها لمصر خلال العام الحالي.