تباينت آراء نواب مجلس الشعب الجديد بشأن أداء الدكتور محمود السقا رئيس الجلسة الإجرائية بأول برلمان في مصر بعد ثورة 25 يناير. فبالإضافة إلى بعض تعليقات الدعابة التي ذكرها الدكتور السقا 81 سنة والتي منها قوله " العشرة المبشرون" بدلا من "العشرة المعينون" أو "والله كان نفسي أرشح نفسي رئيس مجلس أنا كمان" واستخدام بعض الأبيات الشعرية الحماسية في بعض الأوقات، فقد شهدت الجلسة ارتفاع الأصوات بين بعض الأعضاء من ناحية وبين الدكتور السقا من ناحية أخرى فيما يخص مسائل منها أداء اليمين الدستورية بصورة مختلفة بالحذف أو الإضافة وعدم وجود مقعد لأحد النواب فضلا عن الالتزام أو عدم الالتزام باللائحة الداخلية بخصوص انتخاب رئيس المجلس بالاقتراع السري أو برفع الأيدي، وإتاحة الفرصة لكل مرشح لرئاسة المجلس بالتحدث دقيقتين لكل مرشح أو عدم إتاحة ذلك. حيث قال النائب عصام سلطان من حزب الوسط والمرشح رئيسا للمجلس إن هذه الجلسة كانت إجرائية وليس مطلوبا من الدكتور السقا أكثر من ذلك فيها، معربا عن احترامه الكبير له كأستاذ له في مجال القانون ، وأكد أهمية حفاظ النواب على وحدتهم وعلى مصلحة مجتمعهم باعتبارهم أصحاب مشروع وطني، ولأن مشكلات مصر كثيرة ينبغي أن يركز نواب البرلمان على محاولة حلها ، وقال إنه يشفق على رئيس مجلس الشعب الجديد لو كان أداء الجلسات على هذا النحو، ولكنه يتوقع أن يكون آداء الدكتور سعد الكتاتني فى رئاسة المجلس أفضل من جانبه قال النائب مصطفى بكري إن الدكتور السقا حاول أن يوفق بين الجميع وكانت مهمته صعبة، مشيرا إلى أن السقا تفهم طلبا تقدم به لمنح المرشحين لرئاسة المجلس فرصة ولو دقيقتين لإلقاء كلمة ،وكان السقا يريد الرجوع للتصويت في ظل تيار رافض للتصويت وصعوبة ذلك ووقع السقا تحت ضغط من العرف واللائحة الداخلية لكنه وافق في نهاية الأمر وأتاح الفرصة للمرشحين لرئاسة المجلس للتحدث.
على الجانب الآخر أوضح النائب الدكتور عماد جاد أن أداء الدكتور السقا كان مرتبكا وصانعا للأزمات، وأنه بعد هذا الأداء فإنه مع الرأي القائل بإعادة النظر في اللائحة الداخلية بشأن تولي أكبر الأعضاء سنا الجلسة الإجرائية الأولى للبرلمان، لافتا إلى أنه لم يكن حاسما في مواجهة محاولات الخروج عن نص القسم من جانب الأعضاء في بداية الجلسة، وأنه لو كان حاسما لما تكررت محاولة مخالفة نص القسم.
وأضاف جاد أنه لو استمر مثل هذا الأداء من جانب أي رئيس لمجلس الشعب فإن الجلسات ستتحول إلى معارك ولن يكون دور البرلمان فاعلا، مشيرا إلى أنه كان من الممكن أن تدار الجلسة بصورة أكثر هدوءا لو أن السقا سمح منذ البداية لكل مرشح بالتحدث وعدم إضاعة وقت الجلسة. ومن جهته أشار الدكتور حنا جريس النائب المعين بالمجلس ،إلى أن آداء السقا كان طيبا ومتوازنا، وحاول أن يكون هناك توافق بين اللائحة وبين الاستقطابات الحادة الموجودة في داخل القاعة، وظل يدير الجلسة بكفاءة وموضوعية وبروح مصرية، كما أنه كان يدرك تماما قيمة وقدر مجلس الشعب المصري وأهم ما صدر عنه أنه أوقف سلسلة من المخالفات من جانب عدد من أعضاء المجلس لنص اليمين الدستورية لأن هذه اليمين في حد ذاتها تعبير عن الدولة المدنية وأي مخالفة لها من شأنها تحطيم قواعد هذه الدولة. أما النائب فرج علي العبد النائب عن حزب النور بمطروح فأشار إلى أنه رغم إضاعة الدكتور السقا وقتا في مسألة إتاحة أو عدم إتاحة الفرصة للمرشحين لرئاسة المجلس للتحدث، فقد كانت أمامه، في نفس الوقت، تيارات مختلفة وكان من المتوقع أن تحدث صدامات، وقال إن الأداء بصفة عامة كان متحضرا، واستشعر كل الأعضاء المسئولية وكان بينهم توافق.
وقال أحمد الشريف النائب عن حزب النور بالإسكندرية إن أجواء الانفعال التي شهدتها الجلسة الأولى كانت طبيعية ولها صلة بالانفعالات في الشارع المصري، ويجب أن يسود الهدوء في خارج المجلس حتى يسود داخلها.
وأوضح النائب السلفي خير الله الزعيري عن مطروح أنه كان يشاهد جلسات البرلمان في دول أخرى كثيرة على شاشات التلفزيون وكان يتخلل هذه الجلسات بعض الدعابات وارتفاع الأصوات وهذا أمر طبيعي، وأبدى إعجابه بشخصية السقا مضيفا "لو رشح الدكتور السقا نفسه رئيسا للمجلس لانتخبته". ووصف النائب فهمي عبده مصطفى عن حزب الحرية والعدالة بشمال القاهرة ، آداء الدكتور السقا بأنه كان متزنا ويستوعب الآخرين بروح الدعابة ،ولكن في بعض المواقف كان يتعين أن يكون أكثر حزما وخصوصا مع النائب عصام سلطان حين حاول الإمساك بالميكروفون للتحدث. وأضاف النائب كمال حسن مهدي ، عن حزب الحرية والعدالة بالقاهرة ، أن هذه بداية جيدة للبرلمان بالنسبة لكون الدكتور السقا كان رئيسا للبرلمان لعدة ساعات فقط، وبالنظر إلى أنه لم يكن يريد إغضاب أحد من النواب واستخدم المزاح والدعابة لتهدئة التوتر، وقال إن ملامح الدكتور السقا كانت حازمة، لكن هذا الأسلوب لا يجب أن يكون هو أسلوب الرئيس المنتخب للمجلس.