كان يقضي يومه فرحا سعيدا لا يحمل هما للدنيا، كان يملأ أجواء المنزل صخبا وسعادة، وخلال سنوات عمره المعدودة لم يكن يشغل تفكيره سوي اللهو واللعب، شأنه شأن جميع أقرانه، إلا أن ساقيه الصغيرتين ساقتاه لطريق الموت، لتطيح بجسده الصغير رصاصة غادرة قضت علي كل آمال وأحلام أبويه فى التخطيط لمستقبله وحياته التي انتهت في لحظات. الطفل أحمد سامي سعدون (13 سنة)، راح ضحية مجموعة من اللصوص اصابوه بعيار ناري خلال عملية سطو مسلح علي مكتب بريد قرية انشاص البصل بالزقازيق. وداخل منزل الطفل الضحية الذي غلفه السواد والحزن، جلست الام الثكلي بجوار أبنائها الثلاثة أشقاء الضحية، وسيطرت حالة الانهيار علي الأم وهي تحكي تفاصيل اللحظات الأخيرة قائلة: كنت بالمطبخ عندما دخل وقام بتقبيلي وارتمي بحضني، لم أكن أدري انها ستكون المرة الأخيرة، لم يخبرني أنه سيغادر المنزل وسيذهب للعب مع زملائه، وظننت أنه توجه لغرفته حتي انتبهت علي صوت طرق علي الباب فوجدت شقيقي يخبرني باصابته ونقله للمستشفي، كدت أفقد عقلي ولا أدري كيف ارتديت ملابسي وحاولت ان اتمالك نفسي حتي وصلت للمستشفي لاستقبل خبر وفاته، وشاهدت جسده ممددا علي السرير غارقا في دمائه دون حراك. وتستكمل الأم: ظللت أصرخ وأنادي عليه وأحتضن جسده الذي فارقته الحياة، لكنه كان قد ذهب بلا عودة، بعدما كان يملأ المنزل صخبا وحبا. أما الأب فقال إنه وقت وقوع الحادث كان في طريق عودته من عمله للمنزل، وقبل وصوله وبالقرب من مكتب البريد سمع صوت أعيرة نارية وشاهد سيارة ملاكي سوداء اللون يعلوها شخص أخرج جسده من فتحة السقف ويطلق الناربشكل عشوائي، حتي لاحظ وجود نجله وهو يصرخ ثم سقط أرضا. ويستكمل الأب قائلا: كان أخر ما سمعته منه صوته وهو ينادي علي، في البداية ظننته خائفا لكن عندما هرعت اليه وجدته غارقا في دمائه فقد اخترقت الرصاصة جسده لتصيب كليته ثم خرجت من الجانب الأخر، فسارعت لحمله والذهاب به للمستشفي، وبعد محاولات لاسعافه خرج احد الاطباء ليخبرنا بوفاته. اهالي القرية ألقوا باللوم علي قيادات أجهزة الامن بالمحافظة، مؤكدين أن حالة الانفلات في تزايد مستمر، وأكدت عمة الطفل الضحية قائلة: وصلت الشرطة لمعاينة حادث السرقة فتوجهنا للضابط وأخبرناه عن إصابة أحمد علي يد اللصوص، فأجاب بأنهم حضروا لمعاينة أثار حادث السرقة، ثم تركنا وانصرف. الأهالي أكدوا أن مكتب البريد الذي تعرض للسطو بدون حراسة وذلك علي الرغم من أن الجميع يعلم أنه ذلك الوقت من الشهر هو وقت صرف المعاشات وان مكاتب البريد تحتوي علي مبالغ مالية كبيرة في تلك الأونة، كما ان القرية كلها تعاني الانفلات الامني، وأن الخفراء المكلفين بحماية القري لا حول لهم ولا قوة نظرا لقلة عددهم وعدم تسليحهم بأسلحة حديثة تمكنهم من مواجهة او مطاردة البلطجية لذلك طالبوا بتشديد الاجراءات الامنية.