يجرى الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربى سلسلة من الاتصالات الرامية الى تنقية الأجواء العربية، لاحتواء الأزمة الراهنة بين كل من السعودية والامارات والبحرين، وبين قطر والتى قررت على إثرها الدول الثلاث سحب سفرائها من الدوحة. وصرح السفير أحمد بن حلى نائب الأمين العام للجامعة العربية »للأهرام« قائلا »لاشك أن هناك بعض الغيوم التى تسود أفق بعض الدول العربية وإن كانت عابرة، لكننا ونحن مقبلون على عقد القمة العربية بالكويت يوم 25 مارس الجارى، نظن أن الأمر فى حاجة الى توفير مناخات مريحة لتجرى الاجتماعات فى أجواء من التضامن العربى بما يوفر إمكانية قوية لإزالة هذه الغيوم التى تغطى مساحات من سماوات العلاقات العربية العربية، دون أن تمس الثوابت والمرتكزات الرئيسية لهذه العلاقات. وقال نائب الأمين العام فى تصريحات للصحفيين أمس ان الاجتماع الوزارى لمجلس الجامعة العربية بعد غد يعقد فى فترة تمر بها المنطقة العربية بتحديات خطيرة وستكون القضايا والازمات السائدة مطروحة على جدول اعماله بقوة بالاضافة الى التحضير للقمة العربية المقررة فى الكويت معربا عن أمله فى ان تعقد فى ظل اجواء تهيئ لانجاحها.جاء ذلك فى رده على أسئلة الصحفيين حول ما اذا كانت الازمة بين السعودية والامارات والبحرين وبين دولة قطر ستكون ضمن جدول اعمال الوزارى المرتقب. وأعرب بن حلى مجددا عن الأمل فى أن تكون هذه الأزمة مجرد غيمة صيف تنقشع قريبا ، وقال : إن جهودا عربية تبذل حاليا لاحتوائها خاصة فى ظل المخاطر التى تحدق بالأمة العربية . ومن ناحية أخرى، وصف تقرير أمريكى قرار كل من السعودية والإمارات والبحرين بسحب سفرائهم من قطر بأنه انتكاسة للدبلوماسية الأمريكية فى منطقة الخليج، وقال إن هذا الموضوع سيطرح نفسه بالتأكيد على جدول أعمال الرئيس باراك أوباما فى لقائه المقبل مع خادم الحرمين فى الرياض خلال أسابيع قليلة. وذكر التقرير الذى كتبه سايمون هيندرسون مدير برنامج الخليج وسياسات الطاقة فى معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط أن هذا الخلاف الدبلوماسى من شأنه تعقيد جهود الولاياتالمتحدة لتوثيق الدعم لسياساتها الإقليمية وأوضح أن واشنطن كانت تأمل فى ألا تؤدى فقط زيارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما القادمة إلى السعودية إلى طمأنة خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز بشأن سياسات الولاياتالمتحدة حيال القضية النووية الإيرانية والصراع السوري، بل إلى أن تكون أيضا فرصة لكسب تأييد أوسع من دول الخليج العربية. وذكر التقرير أن السبب الرسمى لاستدعاء السفراء هو فشل قطر فى الالتزام بمباديء مجلس التعاون الخليجى ، وفى ذلك إشارة واضحة للدعم المقدم من قبل الدوحة لجماعة الإخوان التى تعتبرها السعودية والإمارات تهديدا لهما. وبرر التقرير عدم قيام الكويت بالخطوة نفسها بأن الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير دولة الكويت كان يسعى إلى التوسط بين مصر وقطر قبل انعقاد مؤتمر القمة العربية فى بلاده فى وقت لاحق من هذا الشهر. وأوضح هيندرسون أن إعلان استدعاء السفراء يكشف أن السياسة القطرية لم تتغير منذ انتقال السلطة فى يونيو الماضى إلى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الذى حل محل والده حمد بن خليفة. وكشف عن أن واشنطن قد تكون على علم بالخلاف الدبلوماسى قبل إعلانه، وذلك عندما تحدث أوباما هاتفيا مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبوظبى قبل 24 ساعة من سحب السفراء.