تتعرض اللغة العربية فى ظل العولمة لحركة تهميش نشيطة بفعل الضغوط الهائلة الناتجة عن طغيان اللغات الاجنبية وآلاعيب السياسة وتحديات الاقتصاد على المستوى العالمى. وهناك ما يشبه الإجماع فى الدوائر الثقافية والنخبوية على تراجع اللغة العربية وتخليها عن موقعها فى الحياة العامة، فقد خرجت ( أو أخرجت) من الحوار اليومى وتخلت عن دورها فى كثير من القطاعات المهمة، مثل قطاع المال والأعمال، وأصبحت هامشية فى قطاعات مركزية أخرى مثل قطاع الإعلام المرئى نتيجة تعرضها لمؤامرات خارجية وشيوع ظاهرة التلهيج (او ما يطلق عليه باللغة الثالثة) وتداخل الثقافات وتمازج الشعوب، وكلها عوامل أدت فى النهاية إلى حدوث نوع من الإزاحة القسرية للغة العربية لتعيش واقعا مريرا فى ردهات التعليم المصرى والعربى وتقهقرت أمام اللغات القوية (سياسيا واقتصاديا) مثل الإنجليزية والفرنسية والألمانية وغيرها، فأصبحت، العربية. هامشية فى المناهج الدراسية لبعض المدارس وغير موجودة على الإطلاق فى بعضها الآخر. يجب علينا السير على نهج أسلافنا نحو الاهتمام بلغتنا وعاء الفكر ودعامة الحضارة والعودة بها الى سيرتها الأولي، والحفاظ على موقعها الفريد كأداة للتعبير عن هويتنا التى تجب حمايتها من الوافد الصديق أو العدو، فاللغة (أى لغة) هى المدخل الرئيسى للسيطرة على عقول الأمم والسبب فى ذبول حضارة الآخر أو انهيارها، كما أنها من أهم مقومات النهضة الشاملة للمجتمعات الإنسانية.. والنيل منها ومن تراثها سيؤدى حتما إلى عواقب يصعب تحملها أو تصور أضرارها..! لمزيد من مقالات مصطفى غراب