إنذار متكرر أصدرته وزارتا الصحة والزراعة نتيجة ظهور حالات كثيرة من الاصابة بمرض الحمى القلاعية ببعض المحافظات، للإسراع بالتحصينات ضد المرض الذى ينتقل بالتنفس وعبر الهواء، حتى لا يقضى على ثروتنا الحيوانية، فضلا عن تهديده حياة البشر المتعاملين مع هذه الحيوانات. فى حين أكد أصحاب مزارع الماشية أن التحصينات التى توفرها وزارة الزراعة من خلال الطب البيطرى ضعيفة التأثير ولاتعطى الوقاية المطلوبة مما تسبب فى نفوق حيوانات واغلاق مزارع. يؤكد خالد زكريا صاحب مزرعة كبيرة بالسويس أن أصحاب مزارع الماشية الكبيرة لا يمكنهم الاعتماد على تحصينات الطب البيطري، لذلك نستورد «أنبول» تطعيم بسعر ألف و500 جنيه، وهو يكفى لتحصين 300 رأس ضد الحمى القلاعية، إضافة لتطعيمات أخرى ليصل ثمن التطعيمات كلها إلى 3 آلاف جنيه فى العام، أى أن تحصين الحيوان الواحد يصل إلى 10 جنيهات، وأن أصحاب المزارع اتجهوا لاستيراد التحصينات بعد أن تأكدوا أن التطعيمات التى توفرها الوزارة منتهية الصلاحية لأسباب كثيرة، إما لتأخر وصولها أو لطريقة حفظها. وأضاف أنه من ستر ربنا أنه مع انتشار المرض حول المزارع المحصنة »بالطعم الأجنبي« فإن الإصابات أحيانا تصل إلى 5 6 رءوس ولا تستمر بضعة أيام وتشفى بينما المزارع المجاورة المحصنة محليا تكون فيها نسبة الإصابات والنفوق عاليين جدا، فأنت تتعامل مع موظفى الطب البيطري، وتزداد الحالات والإصابات سوءا مع إصابات «الوادى المتصدع والجلد العقدي» وهى أيضا تحتاج تطعيمات أجنبية أو يذهب رأسمالك كله فالمزارع الكبرى فى مصر لا تتعدى 2 3 مزارع بكل محافظة وتحتاج رعاية خاصة مع هذه الأعداد التى تفوق 500 رأس أحيانا، أما المزارع الصغيرة فلا تتخذ أى احتياطات حيث تحتوى على 10 15 رأسا من الماشية فى مساحات ضيقة وتستخدم تطعيمات محلية تؤدى لانتشار الفيروس الذى ينتقل عن طريق المخلفات إلى أماكن أخري، وقد يصاب الفلاح بالمرض، من جهة أخرى يلجأ بعض أصحاب المزارع لاستخدام هرمونات مستوردة مثل (أكواجان) التى تحفظ المياه فى جسم »العجل« فيزيد وزنه بهدف زيادة العائد والخطورة وهذه الهرمونات تسبب أمراضا للإنسان الذى يتناول هذه اللحوم مثل الفشل الكلوى والسرطان. وقال خالد زكريا: إن الحمى القلاعية تقضى على العجول الرضيعة بنسبة 50% على الأقل، وذلك لأن مناعة الحيوانات الصغيرة تكون ضعيفة وغالبا لا يكون تم تطعيمها، ولكن المرض لا يتمكن جيدا من الحيوانات الكبيرة بسبب سابقة التطعيم وارتفاع الجهاز المناعى لديها، خاصة تلك التى أصيبت من قبل لذلك فإن الوفيات بينها لا تتعدى 5% أو أقل، ومنه نتجه لاستيراد أسوأ أنواع اللحوم سواء من ؤثيوبيا أو البرازيل، وأن الذى لا يعرفه الناس أن اللحوم الرخيصة جدا التى نستوردها بسعر 20 جنيها للكيلو أو أقل لحيوانات »عجوزة« أو أوشكت صلاحيتها على الانتهاء لضيق الوقت فنشتريها بسعر رخيص جدا وفى اجراءات الشحن والوصول ثم التوزيع فى منافذ البيع تكون الصلاحية قاربت على الانتهاء للاستهلاك الآدمى وتكون شرا لا خيرا، لا غذاء للفقراء. المزارع الصغيرة وأضاف أن الحل المناسب لأصحاب المزارع الصغيرة والفلاحين أصحاب مشروع التسمين أن يتفقوا معا لشراء أنبول التحصين المستورد بسعر »500« جنيه حتى يكون فائدة للجميع وبسعر معقول لكل واحد، وكذلك الحال بالنسبة للعلف لأن جمعيات الإنتاج الحيوانى الحالية تحصل على العلف وتبيعه لحسابها . وعلى الجانب الآخر أكد الدكتور فريد جعفر وكيل الوزارة للطب البيطرى أن حالات الاصابة تتسع بسبب نقل الحيوان من محافظة لأخرى رغم وجود قرار بحظر هذا الاجراء إضافة إلى أن مصر ومنذ ثورة 25 يناير عانت من حالة »تسيب« أدت الى دخول مواش من خارج مصر دون حجر صحى وهذا ماتسبب فى نقل فيروسات خطيرة. والمطلوب ان يتحرك المربى بسرعة فور ظهور علامات الاصابة على البقرة أو الجاموسة، والتى تبدأ بالعرج وإفراز سائل زائد من اللعاب وذلك بالتوجه فورا الى الطبيب البيطرى للحصول على العلاج المناسب، خاصة أن هذه الأعراض ترتبط بانخفاض إنتاج الحيوان لكمية اللبن بصورة واضحة. وقال: إن المرض لا يعدى إلا من يتعايشون مع الحيوان المصاب، وقد يصيب الاطفال لضعف المناعة لديهم لذلك فإن الاصابات تكون بين العمال الذين يخدمون الحيوان أو الطبيب البيطرى نفسه، والدولة من خلال الوزارة تحرص على التحصين الدورى للحيوانات بمعدل مرتين سنويا لحيوانات التسمين و3 مرات لحيوانات »الحلاب«، ويسبقها عمليات توعية من خلال برامج الإعلان والارشاد الزراعى لمدة 45 يوميا يتوجه فيها الأطباء لمختلف المناطق. وقال وكيل وزارة الطب البيطري: إن أخطار المرض تكون فى ظهور سلالات جديدة من الحمى القلاعية فالتجار يشترون الحيوانات من مناطق بعيدة ويأتون بها لمناطق جديدة أو أسواق البيع دون إدراك بأهمية ملاحظتها عدة أيام قبل اختلاطها بحيوانات منطقة أخرى جديدة لا تحمل الحصانة ضد المرض القادم، فيسهل إصابتها وموتها أيضا ومن المفترض أن من يشترى حيوانا من مناطق بعيدة أن يعزلة فى حدود 21 يوما لملاحظة حالته الصحية وأن يبادر بتحصينه لدى الطب البيطري، حيث تعتمد الوزارة نحو 20 مليون جنيه للتحصينات سنويا للحفاظ على الثروة الحيوانية بأنواعها وتبدأ برنامج التحصين ضد الحمى القلاعية والوادى المتصدع والجدرى الجلدى العقدى والتسمم الدموي. نقص الغذاء وأشار إلى أن سهولة الإصابة قد تكون ناجمة عن نقص الغذاء للحيوان مما يستوجب توفير الاعلاف بالسعر الاقتصادى وأخذ عينات من هذا الغذاء لتحليها للتأكد من سلامتها، أما إذا ظهرت صور وبائية فترجع لإهمال المواطن قبل الطب البيطرى لأنه لا يحرص على تحصين الماشية بسبب استحضاره نوعيات من خارج المنطقة ، فهناك أنواع »إيه، و أو 5، و 2« تحت الفحص دائما والسيطرة وأن المشكلة الأساسية أمامنا أن الحدود كانت مفتوحة طوال السنوات الثلاث الماضية فدخلت فيها فيروسات من كل الانواع لعدم وجود حجر صحي. كما ننصح الفلاحين أو أصحاب مزارع الماشية بالحرص على النظافة فى محيط الحيوان لأن المخلفات تكون مصدرا لانتشار المرض للحيوانات أو حتى الإنسان، كما ننصح أصحاب المزارع والفلاح بضرورة أن تكون رضاعة العجل من لبن المسمار فور ولادته لاعطائه مناعة من الأمراض مثل الحمى القلاعية. خطر الفيروس وتضيف الطبيبة البيطرية شيماء محمد طاهر ان خطورة فيروس الحمى القلاعية انه يصيب الأبقار والجاموس والماعز والأغنام بسرعة شديدة لانتقاله عبر الهواء، والأمر الذى حدث فى بريطانيا من قبل فى صورة وباء اضطرت معه للقضاء على معظم ثروتها الحيوانية وتسبب فى وقف الأنشطة بها، منذ نحو 01 سنوات وظهر فى كوريا واليابان، كما ظهر من قبل فى مصر سنة 2012. كما يصيب الحيوانات الأليفة لكنها تكون حاملة له فقط، والأخطر من ذلك أن الإنسان المصاب به يمكن أن ينقله للحيوان إذا طال الفيروس ملابسه أو جلده. وقالت: إن الشواهد الأخرى تظهر بعد ذبح الحيوان وتظهر آثارها فى عضلة القلب التى تكون باللون الأحمر المائل للزرقة أو مثل المطهي، وهو يسبب ثقوبا بالعضلة والأحشاء، لذلك فإن على صاحب الحيوان أن يقوم بعدة مراحل لمواجهة الإصابة بعمل غسول بماء الخل للفم بنسبة 5% 3 مرات يوميا، وغسل الأظلاف بالماء والصابون، ثم يدهن مكان الإصابة بمرهم أكسيد الزنك وكبريتات النحاس، ودهان الأظلاف بالقطران وغسل الضرع بالماء الفاتر والصابون ثم بحمض »اليوريك«، وكلما كان العلاج مبكرا كانت النتائج أفضل حيث تنخفض كمية اللبن المنتج بدرجة كبيرة وينتج عنه عقم الحيوان، ذلك لأن الفيروس يدخل الخلية ويتمكن منها ويضعفها ويتحول إلى بروتينات بداخلها، ثم تتحلل الخلية لتنطلق الفيروسات منها لتعيد نفس طريقتها مع الخلايا الأخرى حتى تقضى على الحيوان أو المصاب فهناك 7 أنواع منها 3 فى مصر، لذلك يجب تجنب كل افرازات الحيوان والألبان الخاصة به حيث إن نسبة نفوق العجول منه تصل إلى 75% وأنه حتى مع إصابة الحيوانات الكبيرة فإنها قد تصل إلى 95% ومع ذلك يكون النفوق ما بين 1% 5%، إلا أن الحرص فى التعامل معها بمناطق المرض يجعل الفيروس يموت مع درجة الحرارة المتوسطة فإنه للوقاية من احتمال إصابة اللحم الذى نستخدمه يجب أن نقوم بتقطيعه لقطع صغيرة ووضعه على النار لقتل أى فيروس به، مع ضرورة ان نشترى اللحوم من محلات موثوق فى أمانتها ونظافتها.