تفشي مرض الحمى القلاعية بين رءوس الماشية في كافة محافظات الجمهورية ، مما تسبب في نفوق العديد من المواشي خصوصا الصغيرة منها، الأمر الذي أدي إلي تخوف بعض الفلاحين من القضاء علي الثروة الحيوانية، في ظل عدم إيجاد لقاحات شافية من المرض نتيجة لأن المرض يطور نفسه باستمرار. إننا نتخوف من انتشار هذا المرض بشكل كبير بين الماشية، الأمر الذي من الممكن معه القضاء علي الثروة الحيوانية في ظل عدم وجود لقاحات أو تطعيمات يمكن القضاء عليه نهائيًا. يمكن إرجاع سهولة انتشار فيروس الحمى القلاعية إلى ثلاثة عوامل مهمة هي مقاومة الفيروس القوية لكل اللقاحات وقابليته للتطاير بالإضافة إلى ازدياد عدد مزارع التربية وارتفاع الكثافة فيها ، وسهولة حركة الحيوانات من مكان إلى آخر وهذا كله يجعل مرض الحمى القلاعية ينتشر بشكل أسرع ويصيب حيوانات أكبر !!. يقول العالم البيطري برنار فالا: (يستطيع الفيروس العيش بضعة أيام في الهواء الخارجي، ثم ينتقل من حيوان إلى آخر بالاحتكاك المباشر، أو عن طريق الهواء ، أو أرجل الحيوانات الملوثة التي تضعها في الطين ، وأيضاً عن طريق الأحذية وإطارات السيارات). مع انتشار مرض الحمى القلاعية بصورة مفزعة, قامت الأجهزة المحلية بالمحافظات المصابة باتخاذ بعض الإجراءات السريعة لمحاصرة المرض وعزل الحالات المصابة والسيطرة علي أي تطور قد ينقل العدوي إلي حيوانات أخري أو إلي المواطنين. حملت نقابة الأطباء البيطريين حكومة الجنزوري ووزارات الزراعة، والداخلية، والصحة، والبيئة، مسئولية عدم تحجيم المرض للحد من انتشاره، حيث أكدت أن المرض انتشر في 25 محافظة حتى الآن، وحذرت من توابع المرض وتهديده للثروة الحيوانية. وقال أطباء مشاركون في ورشة نقاشية بمقر النقابة مساء اليوم، حضرها عدد من أعضاء النقابة وعدمن المتخصصين وأعضاء مجلس الشعب، أن عدد الإصابات بالمرض حتى الآن زاد عن 2175 رأس ماشية فيما بلغت حالات النفوق 118 حتى الآن، والحصيلة غير نهائية وقابلة للزيادة. مؤكدين ضرورة توقيع أقصى جزاء على أي طبيب يقصر في مهام عمله، والكشف عن وجود أي إصابات جديدة أولا بأول. وأشار الأطباء البيطريين إلى أن المزارع أتت لها لقاحات خاصة من الإمارات، وأن المتضرر الأساسي هو المربى البسيط والفلاح الذي لم تصل له هذه اللقاحات،. كما حذروا من خطورة تفاقم المرض وتحوره إلى حمى الوادي المتصدع وهى أشد خطورة من الحمى القلاعية. من جانبه, قال الدكتور سامي طه نقيب الأطباء البيطريين أن الدكتور كمال الجنزوري رفض مقابلتهم لعرض المشكلة عليه، مطالبا بإعطاء الأزمة قدر أكبر من الأهمية. حيث أشار إلى انه لا يجب أن نتعامل مع المشكلة بقدر من التهوين، وانه يجب وضعها في حجمها الطبيعي. وأوصى المشاركون في الورشة بنشر ثقافة الوعي بخطورة المرض، والإعلان عن أي حالات جديدة أولا بأول، والسيطرة على انتشار المرض، والتدقيق عند استيراد اللحوم والماشية من الخارج، وإنشاء هيئة خاصة بالبيطريين بعيدا عن وزارة الزراعة. ففي محافظة المنيا, أعلن اللواء سراج الدين الروبي محافظ المنيا عن توفير اللقاح اللازم لعلاج مرض الحمي القلاعية والذي تم توزيعه علي جميع مراكز وقري المحافظة بعد ظهور عدد من حالات الاشتباه بالمرض بين المواشي( الجاموس الأبقار الاغنام الماعز). مشيرا إلي إنه تجري الآن عملية التحصين ضد هذا المرض عن طريق إرسال قوافل علاجية مجانية لحقن وعلاج جميع الحالات المشتبه إصابتها بمرض الحمى القلاعية. وقامت أجهزة الطب البيطري بمحافظة كفرالشيخ بتنفيذ العديد من الحملات البيطرية لتحصين الماشية ضد مرض الحمى القلاعية بجميع القرى علي مستوي المحافظة للحفاظ علي الثروة الحيوانية. وقد تم بالفعل الانتهاء من تحصين الماشية بعدد 6 مراكز علي مستوي المحافظة باجمالي أكثر من 95 ألف رأس ماشية, وجار حاليا تحصين الماشية في المراكز الأربعة الأخري لضمان تنفيذ عمليات التحصين وأكد الدكتور عادل أنور وكيل وزارة الطب البيطري بالقليوبية أنه تم رفع حالة الطوارئ القصوي ووضع خطة بالتنسيق مع مديرية الزراعة بالمحافظة لمحاصرة مرض الحمي القلاعية الذي بدأ في الانتشار في قري كوم الشفين وميت حلفا بمدينة قليوب ومزرعة محطة البحوث الزراعية ببهتيم بشبرا الخيمة. وأشار وكيل الوزارة إلي انه تم تشكيل لجان من المديرية وإدارة قليوب, حيث تم التقصي وتأكيد الاشتباه في الإصابة وتم علاج413 حالة مرضية باستخدام العلاجات العرضية وطبقا للائحة العلاج الاقتصادي وذلك بالانتقال إلي الحيوانات المصابة بحظائرها ومنازل اصحابها, كما تم تحصين 2629 حيوانا بالمنطقة المحيطة للقري المنتشر فيها المرض. توجد عوامل بيئية واجتماعية واقتصادية أخرى تساعد على سرعة انتقال العدوى وعلى رأسها انتشار تربية الحيوانات على نطاق واسع وبشكل مكثف بعد أن كانت مقصورة على بعض المزارع المعزولة ومن ثم فإن تكدس هذه الحيوانات في مصانع اللحوم يسهل عملية انتقال الفيروس ، إضافة إلى سائر الفيروسات المعدية كما يلعب تبادل الحيوانات، وهو أسلوب متبع في تربيتها دوراً حيوياً في العدوى، فلم تعد الحيوانات تقضي عمرها بالكامل في مزرعة واحدة بل تنتقل من وحدة متخصصة في التكاثر إلى وحدة أخرى متخصصة في التسمين.. إلخ .. وهكذا يجد الفيروس نفسه محمولاً من ضحية إلى أخرى مجاناً وبسهولة كبيرة. مشيرًا إلي أن المرض يصيب الماشية بهزال شديد وفقدان للوزن ومن ثم نفوقها. 1 2 3 4 › »