أعلن على زيدان رئيس الحكومة الليبية التوصل إلى »تسوية« مع الثوار السابقين الذين وجهوا الليلة قبل الماضية إنذارا لبضع ساعات لأعضاء المؤتمر الوطنى العام (البرلمان)، مطالبين إياهم بالإستقالة، وهددوا باعتقال كل نائب لا يلبى هذا المطلب، لكنها لم تقم بأى تحرك بعد انتهاء المهلة. وقال زيدان فى تصريح مقتضب للصحفيين إنه أجرى محادثات مع مختلف مجموعات الثوار السابقين ومع الأممالمتحدة والمؤتمر الوطنى العام، وتم «التوصل إلى تسوية»، مؤكدا أن «الحكمة قد انتصرت»، لكنه لم يقدم أى إيضاحات حول طبيعة التسوية،. وفى وقت سابق، قال رئيس بعثة الاممالمتحدة فى ليبيا طارق مترى إنه التقى قادة ثوار سابقين لإقناعهم «بإعطاء فرصة للحوار السياسي». وكان قادة عدد من كتائب الثوار من بينها لواء القعقاع ولواء الصواعق، اللذان ينحدر عناصرهما من منطقة الزنتان قد أعلنا فى بيان عبر التلفزيون «نعطى المؤتمر الوطنى الليبى العام الذى انتهت ولايته خمس ساعات لتسليم السلطة وإلا سيتم اعتقال أعضائه وتقديمهم للمحاكمة، باعتبارهم مغتصبين للسلطة وضد إرادة الليبيين»، واتهم البيان أعضاء المؤتمر ب«الخيانة والتآمر على ليبيا وسلب خيراتها وإهدار مالها» كما اتهم «الإخوان المسلمين والجماعات المتطرفة بأنها سبب مشاكل البلاد ووباء لهذا البلد». وتتهم الفصائل الإسلامية ثوار الزنتان بأنهم الذراع المسلحة لتحالف القوى الوطنية، وهى قوى ليبرالية الاتجاه وتعتبر القوة الأولى داخل المؤتمر العام وتعارض تمديد ولاية المؤتمر، إلا أن تحالف القوى الوطنية أكد على صفحته على «فيسبوك» أن ليس لديه أى ذراع عسكرية. ومن جانبه، أعلن الدكتور محمود جبريل زعيم التحالف رفضه «أى عمل مسلح يهدد الشرعية التى ارتضاها جميع الليبيين»، معربا عن «تأييده بالمقابل الحراك السلمى الرافض لتمديد البرلمان لولايته». ونأى جبريل بتحالفه عن أى علاقة له بكتائب القعقاع والصواعق التى هددت أعضاء البرلمان بالاعتقال، قائلا نحن ككيان سياسى ليس لنا أى سلطة على هذه الكتائب ولا تتبعنا لا من قريب ولا من بعيد». ولفت جبريل الى ان «ثوار الزنتان هم طلائع الثورة ولديهم ردة فعل على تصرفات الحكومة والبرلمان»، مشددا على «التأكيد أن هذا لا يبرر استخدام السلاح وتكرار ما سبق». ومن المقرر ان يتوجه الليبيون اليوم إلى صناديق الاقتراع لانتخاب 60 شخصا سيكلفون صياغة الدستور. ولا بد لهذا الدستور من ان يفصل فى مسائل حساسة مثل مكانة الشريعة ووضع الأقليات وتركيبة الدولة. ومن المفترض ان يمثل الاشخاص الستون المناطق الثلاث التاريخية فى ليبيا وهى برقة (شرق) وطرابلس (غرب) وفزان (جنوب). كما ستتمثل الأقليات بستة مقاعد ستوزع على التبو والأمازيغ والطوارق وستة مقاعد أخرى للنساء، إلا أن الأمازيغ قرروا مقاطعة هذه الإنتخابات، احتجاجا على ما اعتبروه غياب الآليات التى تضمن حقوقهم الثقافية. وهناك 692 مرشحا لهذه الانتخابات بينهم 73 امرأة بحسب اخر المعلومات التى ادلت بها اللجنة العليا للانتخابات.