أكد خبراء عرب خطورة الأوضاع فى ليبيا ، وحملوا المسئولية الأكبر للغرب عن الفوضى التى تسودها بعد سقوط نظام معمرالقذافي، ويقول الكاتب والمحلل السياسى الموريتانى عبد الله حرمة الله إن التدخل العسكرى الغربى بليبيا كان كارثيا، حتى من وجهة نظر من كانوا سباقين لتأييده، ويرى أن حماقة ذلك التدخل تجسدت فى الخيار الجوى للدول الغربية التى لم تكن مستعدة للتضحية بجنودها،وأطلقت العنان للاقتتال الداخلي، ويرى أن الوضع الحالى الشائك يستدعى إطلاق حوار وطنى بين الليبيين ، بإشراف ورعاية فعلية من المجتمع الدولي، ويمكن للدول العربية والإفريقية لعب دور المسهل والضامن لحوار حقيقى لإنقاذ ليبيا. ويوافقه الرأى المفكر والكاتب السودانى الحاج وراق، ويرى أن الغرب الذى تدخل عسكريا لإسقاط نظام القذافى لم يتحمل أى مسئولية لإعادة الاستقرار لليبيا، وتركها مفككة، ولو سلمنا أنه أخطأ التقدير، فإن موقفه الحالى المريب يثير شكوكا كبيرة حول نواياه ورغبته فيما يجري، وعما إذا كانت له أجندة فيما يدور حاليا تجاه مصر أو المنطقة أو لدعم سيناريو تفكيك ليبيا. وتساءل إلى متى يظل الغرب والجامعة العربية التى أيدت تدخله يكتفون بالفرجة على أوضاع ليبيا الكارثية ، التى تهدد الأوضاع فى المنطقة كلها، بينما الاتحاد الإفريقى المشغول بالأوضاع فى مصر وكأنه لايسمع ولايرى مايجرى فى ليبيا من أوضاع خطيرة للغاية ، مؤكدا ضرورة مساعدة الليبيين فى بناء جيش وشرطة وطنيين وسحب أسلحة الميليشيات وبناء مصالحة وطنية شاملة. ومن جانبها تقول ألفة السلامى الإعلامية التونسية التى كانت شاهد عيان على أحداث الثورة الليبية إن حالة القلق والإضطراب الحالية فى ليبيا ربما تطول ، وتحمل الزعيم الليبى الراحل القذافى ونظامه المسئولية ، وتقول: إنه حطم مؤسسات الدولة الليبية ، وحرص فقط على تسليح المجموعة التى تقوم بحمايته، وبالتالى بقى الجيش الليبى بدون تسليح أو تدريب، وهو يحتاج الآن لإعادة بناء وميزانية ، فى وقت بلغت نسبة العجز فى الموازنة 27%، وتضيف أن الحكومات الانتقالية عقب الثورة لم تفعل شيئا على الأرض ، وترى أن أولى الأولويات فى ليبيا الآن هو استتباب الأمن وهو مايستدعى حل الميليشيات ، وهو أمر بالغ الصعوبة فى ظل إتساع الرقعة الليبية وانتشار السلاح وظهور مطالب الإثنيات كالأمازيج والتبو وغيرهم، ووضع محتقن بسبب تزايد نسبة البطالة والوضع المؤلم للقطاع الصحى وعدم الاستجابة للاحتياجات الملحة لاسيما لأهالى الشهداء والمصابين .