ربما لم يتم تشويه أحد فى سوريا مثلما تم تشويه هذا الرجل! الدكتور هيثم مناع رئيس هيئة التنسيق الوطنية المعارضة فى المهجر، التى تمثل معارضة الداخل فى سوريا. لم يشوهه النظام السورى الذى سجن والده لمدة 18 عاما، واضطره هو للبقاء خارج بلاده 25 عاما من عمره، بسبب دفاعه عن الحرية، بل شوهه المعارضون أنفسهم، أو بالأحرى معارضة الخارج، بدءًا بالمجلس الوطنى ووصولا للائتلاف السورى الذى يفاوض النظام الآن فى جنيف، فقالوا عنه انه خائن وعميل للنظام، لأنه رفض من البداية أى محاولات للتعامل مع الخارج أو الاستقواء به ضد النظام، رغم أنه يعارضه، ورفض الحل العسكرى للأزمة السورية قائلا انه سيهدم البلد، ولم يجد بديلا عن الحل السياسى، وامكانية الحوار مع النظام، بشروط ومحددات واضحة. "الأهرام" تحدثت الى الدكتور هيثم مناع فى باريس عبر الهاتف، حول تطورات المشهد السورى المأساوى الحالى، وأسباب رفضه لمفاوضات جنيف رغم أنها تمثل الحل السياسى الذى طالما دعا اليه، بالاضافة الى تصريحات هيثم المالح عضو وفد الائتلاف السورى فى جنيف "للأهرام" قبل أيام، التى كشف فيها عن رفض ضم مناع الى الوفد، خلال الاجتماع الذى جرى بين الائتلاف وهيئة التنسيق، وهو ما أدى الى فشل التفاوض بين الجانبين حول توسيع الوفد. مناع رفض فى البداية التعليق على ما يجرى فى مفاوضات جنيف، قائلا انها تضييع للوقت، وانه لا يتوقع أن تكون هناك نتائج، بهذه الطريقة. وحول تصريحات المالح، قال باللهجة العامية السورية "الأستاذ المالح، الله يساعده، الزلمة فى آخر عمره و....، ليه أرد عليه؟ أنتم وصحف وقنوات كثيرة تهتمون بتصريحاته، وأنا لا تهمنى"، ثم يضحك. بعيدا عن تصريح المالح، لماذا فشلت المفاوضات بين الائتلاف وبينكم فى هيئة التنسيق حول توسيع وفد المعارضة فى جنيف؟ "يا أخى أنا ليس لى مشكلة، فاذا كان هناك وفد، مشكل من جانب السوريين أنفسهم من أجل سوريا، فأنا أكون سعيدا، ولا أريد المشاركة فيه، لكن اذا كان من شكل الوفد هو روبرت فورد (السفير الأمريكى السابق فى دمشق)، وهو الذى وضع فيه المالح وغيره، فانه هو من يقول له ضع هذا ولا تضع ذاك، وأظن أن فورد اذا قال للمالح ان هيثم مناع سيشارك فى الوفد غصب عنك، مثلما قال له اذهب الى جنيف غصب عنك، فانه عندئذ سيضع اسمى، فالمشكلة ليست فى الأشخاص، بل فى من يملى القرار على السيد المالح، لأنه ليس له قراره المستقل". هل سيعقد قريبا بالقاهرة مؤتمر للتقريب بين فصائل المعارضة السورية؟ "نعد العدة لعقد اجتماع تشاورى، لكن لم يتحدد موعده بعد، ونتمنى ونريد أن يكون فى مصر التى نحبها، وان لم يكن فان لدينا 3 عواصم أخرى". هل يعقد الاجتماع برعاية جامعة الدول العربية؟ "لا، ليست الجامعة العربية، لا علاقة لنا بها، بل بالتعاون مع وزارة الخارجية المصرية". اذا لم يكن بالقاهرة فما هى العواصم الأخرى؟ "لا داعى الآن". اذن ستجلسون مع الائتلاف مرة أخرى، هل ترى أنه يمكن الخروج بنتائج ايجابية؟ "يمكن، فى ظل وجود القوى السياسية الديمقراطية الأخرى، والشخصيات الوطنية المعروفة، ليس من نمط هؤلاء (أى الائتلاف)، فهناك أناس جادون، مواقفهم واضحة من البداية، دافعوا عن الحل السياسى وقاتلوا من أجله، ولم يأتوا اليه بأمر خارجى. ناديت طويلا بالحل السياسى .. كيف ترى الصورة الآن فى ظل الهدم والخراب الذى حل بسوريا؟ "قلتها منذ شهر نوفمبر 2011 وليس اليوم، منذ أن بدأت العمليات العسكرية وتسليح المعارضة، قلت ان النصر العسكرى مستحيل لأى طرف، وبالتالى فأنتم تقودون البلد للخراب، عندما تصرون على أنه يمكن الانتصار على هذا النظام عسكريا، وهذا ما حدث، وقلت ان تسليح المعارضة سيقود للتطرف والتطيف (الطائفية)، وتمزيق البلاد، والآن انهدم البلد، ولم يعد هناك شئ نزعل عليه، هناك 26 ضحية فى عائلتى، أرجع الى بلدى فلا أجد أبا ولا أما ولا أخا ولا أحدا، ويزيدون على هذا بقولهم اننى "بتاع النظام"، فكيف نحترم أناسا تكذب بهذا الشكل؟، أنا كنت مع الحل السياسى، ودفعت ثمن هذه الكلمة من شرفى وسمعتى وكل شئ، وأصررت على هذا الحل، وكنا قد حددنا اجراءات لبناء الثقة قبل الموافقة على أى لقاء بوفد من النظام، سميناها "ممهدات" لا شروطا، والآن هم يذهبون زحفا الى الحل السياسى بدون شروط، وبدون أى شئ، يذهبون دون خروج رجل واحد أو امرأة واحدة من المعتقلين، ثم يأتى هيثم المالح وغيره ليقولوا اننا نريد فلانا ولا نريد فلانا ضمن الوفد، نحن لا نريد أصلا الذهاب الى جنيف". يأتى هيثم المالح وغيره ليقولوا اننا نريد فلانا ولا نريد فلانا ضمن الوفد، نحن لا نريد أصلا الذهاب الى جنيف".