هذه هى صرخة التحذير التى أطلقها دياب فى رائعة السينما المصرية (الأرض) داعيا محمد أفندى للهروب من هجوم الهجانة على أهالى القرية المعترضين على اقتطاع أجزاء من أراضيهم لإنشاء طريق يوصل إلى فيللا الباشا .. هذا المشهد القديم يتكرر الآن – وإن بصورة معكوسة – فى حى الزمالك .. حيث تمخضت دراسات وخطط هيئة مترو الأنفاق عن ضرورة إنشاء محطة للمترو فى حى (الزمالك) ضمن مساره العابر للنيل من إمبابة إلى مطار القاهرة .. خدمة لآلاف الطلاب فى كليات الفنون الجميلة والفنون التطبيقية والتجارة الخارجية الذين يتعذبون يوميا لصعوبة الوصول لحى الزمالك ، وخدمة للمترددين على ما يقرب من 10 سفارات لإنهاء مصالحهم وأوراقهم فضلا عن خدمة زائرى ساقية الصاوى ومكتبة القاهرة وغيرها .. ثارت ثائرة سكان الزمالك رفضا لإنشاء المحطة مدعين ضيق الشارع الذي تم اختياره واحتمالات تصدع مبانى المنطقة جراء عملية الحفر ، وكذلك الاختناق المرورى الذى ستسببه عملية الإنشاءات ، وهددوا بمقاضاة الهيئة بل وواستقووا بالخارج متقدمين بشكوى إلى السوق الأوروبية ضد بنك الاستثمار الأوروبي الممول ل 15٪ من ميزانية المشروع .. خضعت الهيئة لضغوط سكان الحى واختارت إمساك العصا من المنتصف فجهزت المكان للعبور النفقي فقط وأنشات المحطة بالفعل دون إنشاء (مخارج) لها على الشارع الرئيسي، تحسبًا لاحتياجها مستقبلًا.. والسؤال : هل كانت الدولة ستستجيب لو جاء الاعتراض من أهالى إمبابة أو الكيت كات ؟ على الدولة أن تفرض سيطرتها وأن تعلى المصالح العامة على المصالح الطبقية والفئوية وأن تفتح مخارج المحطة الملغاة ..فإنشاء المحطة بالفعل أسفل أرض الزمالك يدحض كل ادعاءات سكانها إلا أن بوسترا أعده منظمو حملة الرفض كشف عن السبب الحقيقى المسكوت عنه إذ يقول (انعدام الأمن والأمان لسهولة دخول حى الزمالك بالمترو من المناطق العشوائية).. إنها الطبقية البغيضة إذن .. ثورات عديدة قام بها المصريون مطالبين ب (عدالة اجتماعية) و (دولة) يتساوى مواطنوها فى الحقوق والواجبات تسميها الدول المتقدمة .. دولة القانون .. فمتى تتحقق؟ [email protected] لمزيد من مقالات محمد حمدى غانم