هي بالتأكيد تجربة جديدة لم نشهدها من قبل, ولو أن مسارح التليفزيون وقت أن كان الراحل السيد بدير يديرها فكان أن أنتج عددا كبيرا من العروض المسرحية قدمها علي خشبة المسرح ثم بعد ذلك عرضها بالتليفزيون. وكانت ربما هي نهضة المسرح الخاص وقتها وليس المسرح العام, أي مسرح الدولة, ولو أن معظم بل كل من شارك في هذه العروض أصبحوا فيما بعد هم نجوم مسرحنا المصري بشقيه الخاص والعام. كانت بالفعل نهضة قدمت فيها العديد والعديد من المسرحيات قد نذكر منها أنا وهو وهي, ونذكر العروض التي شارك فيها عادل إمام في بداياته وأيضا سعيد صالح وغيرهما من الذين قامت علي عروضهم مسرحنا المصري فيما بعد. الآن أجد أحد شباب الفن, ولن أقول المسرح بل أحد شباب الفن سواء في التليفزيون أو المسرح وهو الفنان المحب حقيقة للمسرح أشرف عبدالباقي. كانت تجربته الأولي في المسرح في مسرحية خشب الورد مع محمود عبدالعزيز التي شاهدتها منذ ربع قرن وبعدها بدأت انطلاقاته في مجالات عدة منها أيضا حلقات المسابقات إلي جانب ما اشتهر به أكثر وهو برنامج أو منوعات راجل وست ستات الذي يخرجه أسد فولادكار ولقي تجاوبا كبيرا من الجمهور ربما لسببين, الأول هو أنه يقدم في مدة زمنية بسيطة مع نكهة مرحة وكوميديا الموقف البديعة. الآن تحدي كل الظروف ودخل في تجربة جديدة أرجو لها كل النجاح, وهي انه يقدم مسرحيتين كل منهما مدتها ساعة واحدة بمعني أن العرض يشمل مسرحيتين كل منها مدته ساعة واحدة, فهو في مسرح6 أكتوبر وكما أكد لي أن التذكرة موحدة السعر للجميع. المهم جاءني هاتف منه هذا الأسبوع لأشاهد مسرحية له يقدمها التليفزيون وكانت باسم أرض الخوخ ربما استلهاها من أرض الخوف وفيها شاهدت عتريس ولكن بصورة مختلفة.. هنا عتريس يقرب إلي المتلقي فكرة الديكتاتورية التي كانت العامل الأساسي في فيلم شيء من الخوف للبطل الراحل محمود مرسي. يقدم أشرف مسرحياته علي خشبة المسرح ثم بعدها بأسبوع تقدم علي شاشة التليفزيون في بادرة ربما تجد صدي لنهضة جديدة للمسرح الذي تعثر كثيرا خلال السنوات الماضية ولعدة أسباب. ما شاهدته كانت مسرحية أرض الخوخ لأجد مجموعة من الوجوه الجديدة وديكورا جيدا يقدم البيئة الريفية, أيضا الملابس كانت مناسبة وكان العرض في مجموعه يحمل البسمة وأيضا المرح الذي من خلاله يعالج أشرف عبدالباقي موضوعا معقدا وهو نظام الديكتاتورية. العرض يصعب حقيقة الحكم عليه بالكامل لسبب مهم وهو أن العرض يتخلله مع شاشة التليفزيون إعلانات وفترات متقاربة, وأيضا تحمل العديد من الممثلات والممثلين تمهيدا لعروضهم سواء السينمائية أو التليفزيونية. المهم هي تجربة كل ما أطلبه لها النجاح والانتشار لكن ما يعنيني هو أن أشاهد المسرحيات علي خشبة المسرح وهو ما سوف أقوم به الأسبوع المقبل. بالنسبة للتليفزيون لا يمكن أن أغفل مبدأ إذاعة الإعلانات لكن حبذا لو كانت كلها قبل أو بعد المسرحية.