منذ نشأة بعض الفرق والجماعات الإسلامية وهي في رعاية الغرب وعنايته, وقد كتب المؤرخون المعاصرون عن الصلة الوثيقة بين جماعة الإخوان المسلمين وبين الاستعمار البريطاني, الذي تولاها منذ نشأتها بالوعد والتمويل والعناية لتحقيق غايات يصبو إليها الغرب. وتحولت العاصمة البريطانية لندن إلي مقر للجماعة ونقطة ارتكاز جديدة للإخوان في أوروبا, إلي جانب كل من قطر وتركيا بعد هروب عناصر الجماعة عقب ثورة30 يونيو. ومن لندن يدير إبراهيم منير, المسئول عن مكتب جماعة الإخوان الإرهابية في لندن وأمين عام التنظيم في أوروبا, والذي كان احد تلاميذ سيد قطب منذ الإفراج عنه في قضية1965, عمليات التحريض علي العنف في مصر. علماء الدين يؤكدون أن إيواء الإرهابيين ودعمهم جريمة في حق الدين والإنسانية, ويطالبون بتوقيع أقصي العقوبة علي كل من يدعم العنف أو يحرض عليه بأي شكل من الأشكال, وأكد علماء الدين أيضا أن تحريض الغير علي فعل أمر معين, أو الإشارة عليه به, أو إعانته عليه قولا أو عملا, أو تأييده علي فعله أو الإقدام عليه, أو التمكين له لإنجازه, كل هؤلاء في نظر الشريعة الإسلامية مباشرون لهذا الفعل, ويستحقون أقصي العقوبة في الدنيا والآخرة. كما طالبوا بالتوجه بشكوي لمجلس الأمن الدولي ضد الدول التي ترعي الإرهاب, وأن تكون هناك وقفة لكل من يحض علي العنف في الداخل والخارج. وحول موقف الشريعة الإسلامية من الداعمين للعنف والمحرضين يقول الدكتور عبد الفتاح إدريس أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر, إن هؤلاء الداعمين قتلة لأنهم هم الفاعلون شأنهم كمن يباشر العمل الإجرامي, وقطع العلاقات هو اقل تصرف يمكن أن تمارسه الدولة حيال هذه الدول التي تدعو إلي التخريب والإتلاف والقتل وتدمير البنية التحية للدولة كما قال الله في كتابه العزيز: فمن اعتدي عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدي عليكم ومصر لا ترد بالإرهاب بل ترد برد اقوي وهو قطع العلاقات وترحيل السفراء والعاملين بسفارات هذه الدولة ليكون ذلك ردا قويا تجاه هؤلاء المخربين الذين دفعوا غيرهم وحرضوهم علي إحداث القتل والتخريب والتحريق والتدمير والإفساد, وأيدوا أفعال المحدثين, وأعانوهم عليها, وأغروهم بإحداث المزيد منها, وظنوا أنهم بمنأي من حساب الله تعالي وعقابه يوم القيامة, وهم لا يعلمون أن تحريضهم علي هذه المنكرات, والإعانة عليها, وتأييد فاعليها, وإغراءهم بفعل المزيد منها, ودعمهم لهم, كمن يباشر فعل ذلك كله, إن كان قتلا أو تحريقا, أو إتلافا للأموال والممتلكات, أو إفسادا في الأرض, أو قطعا للطرقات, أو تخويفا للآمنين, وترويعا لهم, وأنهم مسئولون عن كل ما يرتكب من ذلك, وإن لم يباشروه, بل إن دعاة الفتنة والضلال الذين يفتون بحل هذه الأعمال, ويبررون فعلها بما لا يؤيده دليل شرعي أو غير شرعي, داخلون في زمرة هؤلاء المباشرين, وإن كانوا يطلون بوجوههم الكالحة القبيحة من خلال شاشات الفضائيات, فالمآل هو المآل إن شاء الله. مساعدة علي العدوان ويقول الدكتور رمضان عبد العزيز عطا الله, أستاذ ورئيس قسم التفسير وعلوم القرآن, بكلية أصول الدين جامعة الأزهر, إن الإرهاب من كبائر الذنوب ويستحق مرتكبه العقوبة, ويحرم فعله وممارسته, فلا يجوز عقلا ولا شرعا إرهاب الآمنين وإرعابهم, وقطع الطريق عليهم, وإخافة السبيل, أو تهديدهم بذلك, مسلمين أو غير مسلمين, مستأمنين أو معاهدين بعهد وأمان من ولي الأمر, حتي ولو كان التخويف علي سبيل المزاح, ومادام الحكم الشرعي علي الإرهاب ينص علي ذم الإرهاب وحرمة ممارسته فإن الحكم بالنسبة لمن يقوم بإيواء الإرهابيين أصبح أكثر وضوحا فمن قام بإيواء الإرهابيين من الأفراد فقد ارتكب ذنبا عظيما وإثما كبيرا لأنه يساعد علي الإثم والعدوان والله تعالي يقول: وتعاونوا علي البر والتقوي ولا تعاونوا علي الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب, والنبي صلي الله عليه وسلم يقول: من أعان علي قتل مسلم ولو بشطر كلمة لقي الله وهو مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله. وأكد أن من يأوي الإرهاب لن يفلت من القانون, وإذا وجدت دولة من الدول تقوم بإيواء الإرهابيين فينبغي أن تعاقب دوليا لمخالفتها بذلك القوانين والمواثيق والأعراف الدولية, وينبغي علي المؤسسات الدولية معاقبتها بأشد أنواع العقوبات حتي يوفر للناس الأمن والأمان وحتي يوضع حد لهذه الجرائم الإرهابية. شوكة في ظهر الدولة الإسلامية من جانبه يقول الدكتور أحمد حسين وكيل كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر, إن الغرب وكل من يعادون العروبة والإسلام يبحثون عن هذه الفرق, ويجدون في أمثالهما الفرصة المواتية للقضاء علي حكومات الدول الإسلامية والعربية, فهؤلاء الخوارج لديهم أيديولوجية يؤمنون بها, ويقاتلون في سبيلها فمن مصلحة أعداء العروبة والإسلام دعم هؤلاء والوقوف في ظهورهم, ليصبحوا رأس حربة, يوجهونها إلي أي دولة أو أي نظام لا يتفق مع أطماع الغرب وطموحاتهم, فلا يجوز بحال التعامل معهم أو إيواؤهم فضلا عن مساندتهم أو مناصرتهم, لأن هؤلاء يحكمون بالكفر علي المسلمين, ولا يتورعون عن سفك دماءهم, ومن طالع تاريخ هؤلاء منذ الخلافة الراشدة إلي اليوم, عرف هذه الحقيقة عنهم. قطع العلاقات وطالب الدكتور أحمد عمر هاشم, عضو هيئة كبار العلماء, بضرورة قطع العلاقات مع كل من يمول ويساعد علي تفشيه في مصر ومن يحاولون إسقاطها بأي شكل من الإشكال, ولكن نذكرهم أن مصر محفوظة من الله كما قال الله تعالي في كتابه العزيز:ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين ونذكرهم أن مصر مقبرة الغزاة علي مر التاريخ. وأضاف: إن مصر في حالة حرب مع هذه الدول, وإن لم تكن صريحة بل في صورة تمويل الإرهاب لأنهم هم الذين يدفقون الأموال والأسلحة لهؤلاء المخربين, ومن أعان ظالما أو ساعد إرهابيا بأي صورة من الصور سينقلب عليه حسرة كما حدث في الماضي عندما آوت أمريكا الإرهاب ومنحتهم حق اللجوء السياسي فانقلب الإرهاب عليهم في أحداث11 سبتمبر. والذين يساعدون علي الشر من الناحية الشرعية هم مشاركون في الإثم والعقوبة التي تنزل من الله عليهم في الدنيا قبل الآخرة وان الله بالمرصاد لهؤلاء القتلة الإرهابيين كما في قوله تعالي:هو القادر علي أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض. وفي سياق متصل, تطالب الدكتورة بهيرة غلاب, أستاذة التاريخ الإسلامي بالجامعة الأمريكية, بتشكيل دوائر قضائية خاصة تنجز أحكاما سريعة رادعة ضد الإرهابيين, مما يردع كل التنظيمات الإرهابية وعلي رأسها الطائفة المسلحة من التمادي في تحدي إرادة الدولة والشعب, فليس من المعقول أننا حتي الآن نعاني الإرهاب الأسود, وإن التراخي والتردد وعدم الحزم في التعامل مع هؤلاء يرفضه الشعب ويفتح الباب علي مصراعيه للفتنة والقلاقل, ويقدم خدمة كبيرة لهؤلاء الإرهابيين لينقضوا من جديد بوحشية علي المجتمع المصري كله دون تمييز, ونرجع في ذلك إلي قوله تعالي:( وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم علي سواء إن الله لا يحب الخائنين) ويجب أن نعرف أن الغرب يريد خلق منطقة إرهابية ساخنة تعتقد أنها قد تكون عصية علي الأمن. وحذرت من المقولة الإسرائيلية القديمة وهي أن دولتهم من الفرات إلي النيل, ولو تتبعتها لوجدت هذه المحطات الثلاث من ضمنها والتي هي إلي هذه اللحظة تقريبا خاضعة نظريا للقوي الإرهابية التي تهدد المنطقة بأسرها.