واصلت النيابة العامة تحقيقاتها تحت إشراف النائب العام المستشار هشام بركات في الحادث الإرهابي الذي استهدف تفجير مديرية أمن القاهرة أمس الأول بعد أن أنتهي فريق النيابة من إجراء المعاينة الكاملة لآثار الدمار الذي خلفه الانفجار بمحيط المديرية بمنطقة باب الخلق والذي تم بإشراف المستشار عادل السعيد النائب العام المساعد والمستشار زكريا عبد العزيز عثمان المحامي العام الأول لنيابات استئناف القاهرة. وكشفت المعاينة التفصيلية لمبني مديرية أمن القاهرة برئاسة المستشار طارق أبو زيد المحامي العام لنيابات جنوبالقاهرة عن حدوث تدمير في الطوابق السبعة للمديرية, حيث أدي شدة الانفجار إلي سقوط بعض أسقف المكاتب واتلاف جميع الدواليب والكراسي والمكاتب وأجهزة الحاسب الآلي وأجهزة التكييف بالمديرية ولاسيما واجهة مبني المديرية وتهشم جميع النوافذ والأبواب. وأضافت المعاينة التي أجراها شريف معتز وإسماعيل حفيظ رئيسا نيابة جنوبالقاهرة الكلية عن أتلاف مكتب مدير أمن القاهرة بالكامل والاستراحة الملحقة به وكذلك مكتب حكمدار العاصمة بالدور الثالث, كما أمتدت آثار التدمير إلي أدوار إدارة البحث الجنائي الملحقة بمديرية الأمن مما أسفر عن تدمير50 سيارة شرطة كانت تقف في جراج إدارة البحث الجنائي. وقد أمرت النيابة بتشكيل لجنة من مسئولي مديرية أمن القاهرة لفحص خزائن الأحراز وحصر ما فقد منها أو أتلف بسبب الانفجار. كما أسفرت معاينة شريف أشرف رئيس نيابة جنوبالقاهرة لمتحف الفن الإسلامي عن إتلاف معظم الآثار الموجودة بداخله وقدرت الخسائر بنحو107 ملايين جنيه. كما كشفت معاينة دار الكتب والوثائق عن تدمير عدد من الكتب النادرة والوثائق التي ترجع للعصور الفرعونية والإسلامية القديمة وقدرت الخسائر حتي الآن ب50 مليون جنيه. وفي الوقت نفسه نفت النيابة بإشراف المستشار طارق أبو زيد ما تردد عن أن السيارة التي تم تفجيرها أمام مديرية الأمن تتبع وزارة الكهرباء أو تم تهريبها من منظمة حماس إلي قلب القاهرة, وأكد أن تحقيقات النيابة لم تتوصل حتي الآن لصحة تلك المعلومة. وقد أمر النائب العام المستشار هشام بركات بانتداب خبراء من الإذاعة والتليفزيون والأجهزة الفنية المتخصصة لتفريغ وفحص كاميرات المراقبة والسيديهات التي صورت لحظة أرتكاب الحادث للتوصل إلي معلومات تفيد في ضبط الجناة, كما أمر باستعجال كتابة تقريرها وتحريات أجهزة الأمن الوطني والمخابرات العامة حول الحادث. وكشف مصدر أمني عن أن أجهزة الأمن توصلت إلي خيط مهم يقود الكشف عن السيارة التي أقلت المتهم من السيارة المفخخة سوف يقود لكشف مرتكبي الجريمة الإرهابية. في الوقت نفسه أنتقل فريق من النيابة العامة لمستشفي الشرطة لسماع أقوال عدد من أفراد الشرطة المصابين, حيث تم خروج20 منهم, بينما يرقد7 ضباط في حالة خطرة وهم المقدمون وائل فريد وخالد عبد الغفار ومصطفي عبد الحليم الذي أصيب بإنفجار كامل بالجمجمة, وكذلك الرقبان أحمد فهمي وأحمد عبد الوهاب والمجندان صديق محمد وجمال مبارك وحالتهم خطيرة. وأكد عدد من الشهود من أفراد الشرطة أنهم في أثناء خدمتهم فوجئوا بالانفجار, وقال بعضهم إنهم سمعوا أصوات انفجارين متتاليين بينما قال آخرون أنهم3 انفجارات متتالية. وتواصل النيابة الاستماع إلي باقي المصابين بعد تحسن حالتهم في المستشفيات الأخري. وبدأت الأجهزة الأمنية تحقيقات مكثفة مع المتهمين الثلاثة والذين تم القبض عليهم والمشتبه في تورطهم في الحادث, وتبين أنهم متهمون في عدة أعمال إرهابية سابقة, وكشفت التحقيقات التي يقودها فريق بقيادة اللواء جمال عبد العال مساعد الوزير للمباحث ونائبه اللواء عصام سعد والعميد عبد العزيز خضر رئيس مباحث غرب القاهرة عن تحديد هوية السيارة المستخدمة في تفجير مبني المديرية, وتبين من التحريات الأولية أن السيارة مسروقة منذ نحو شهر وهي تابعة لإحدي شركات الكهرباء بالجيزة, وأنها عبارة عن سيارة نصف نقل بيضاء اللون دوبل كابينة والتي تركها الجناة أمام البوابة الرئيسية لسور المديرية, واستقلوا سيارة أخري ملاكي ماركة لانسر والتي كشفتها كاميرات المراقبة التابعة للمتحف ودار الوثائق.