جاءت دعوة الدكتور حازم الببلاوي رئيس مجلس الوزراء بوضع ميثاق شرف إعلامي, لتفتح الباب أمام مناقشات موسعة حول الموضوع, فرغم الترحيب الواضح من معظم الإعلاميين, إلا أن الواقع يكشف عن وجود العشرات من مواثيق الشرف في العديد من النقابات والاتحادات وغيرها, دون تطبيق عملي مما يجعل من مواثيق الشرف مجرد حبر علي ورق ونصوص حماسية تفتقر لأبسط مقومات التأثير علي أرض الواقع.. فلم نسمع عن جزاءات أو عقوبات في أي مجال نتيجة مخالفة لميثاق شرف, مما يطرح السؤال حول جدوي الميثاق, وضرورة إيجاد آليات حقيقية لتفعيله. الدكتور صفوت العالم الخبير الإعلامي يري ضرورة فض الاشتباك بين المهنة والمؤسسات التي تمارسها, ويوضح أن ميثاق الشرف يرتبط بالمهنة وليس بالمؤسسة, فعلي سبيل المثال ميثاق الشرف الصحفي يمنع الصحفي من جلب الإعلانات, ولكن هناك بعض المؤسسات التي تضغط علي الصحفيين لجلب الإعلانات. وحول آليات وضع ميثاق الشرف الإعلامي يطالب الدكتور صفوت العالم وزيرة الإعلام بدعوة المتخصصين لمناقشة بنود الميثاق, مع ضرورة طرحها للحوار بين الممارسين, مضيفا أن الميثاق سيتضمن العديد من البنود, ويجب البدء بإقرار المواد التي يتم الاتفاق أو الإجماع عليها, ومناقشة النقاط الخلافية تباعا للوصول لصيغة توافقية لها قبل اقرارها في الميثاق. الدكتور محمد نور فرحات أستاذ القانون والفقيه الدستوري يعرف ميثاق الشرف علي أنه اتفاق بين ممارسي المهنة علي الضوابط الأخلاقية التي تحكم ممارسة المهنة. ويوضح أن هذه الضوابط مهنية وليست قانونية ويقوم علي وضعها الكيانات المهنية, ويترتب علي مخالفة مواثيق الشرف المسئولية المهنية لعضو النقابة أمام نقابته وليست المسئولية القانونية أمام القضاء. ويري أستاذ القانون أن المفترض في مواثيق الشرف أن تكون مفعلة, ولكن الذي يحدث علي أرض الواقع أن النقابات تتحرر من مواثيق الشرف حفاظا علي أصوات الناخبين عند الإقتراع لاختيار رئيس أو أعضاء مجلس النقابة, ويقترح نور فرحات إنشاء مجلس للحكماء يشرف علي تنفيذ الميثاق, مع ضرورة إخلاص النوايا في تفعيل مواثيق الشرف بشكل حقيقي.