ظل الممثل العالمي مارلون براندو لفترة طويلة عاطلا عن العمل بسبب انتقاده هيمنة الصهيونية واسرائيل علي شركات الإنتاج السينمائي العالمي في أمريكا. ولم يحصل المخرج العالمي ستيفن سبيلبرج علي جائزة الأوسكار إلا بعد أن أخرج فيلم قاعدة شندلر الذي ينتصر بالباطل لليهود واسرائيل. فلا يستطيع أي فنان سينمائي أن يفلت من هذه الهيمنة بعد أن أصبحت القاعدة هي أن الحصول علي الجوائز العالمية في السينما لن يكون ممهدا أمام النجوم إلا بمناصرة اليهود واسرائيل, وإظهار العربي بأنه سلبي وارهابي ومتخلف وضد الديمقراطية ولا يتمتع بأي جوانب ايجابية أو حتي انسانية. حدث ذلك في فيلم المومياء الذي يعد أسوأ ما انتجته هوليود عن مصر والمصريين وفيلم الحصار الذي تم فيه استغلال حادث تفجير المركز التجاري الأمريكي بنيويورك, ليصبح كل عربي أو مسلم مجرما وارهابيا حتي تثبت براءته, وفيلم قواعد الاشتباك الذي يكرس صورة غاية في السلبية للشعب اليمني بأنه يسوده العنف ويوجه أسلحته الي صدور حراس السفارة الأمريكية, بصنعاء, إلا أن عددا غير قليل من النقاد المنصفين البارزين في صناعة السينما الأمريكية قد عبروا أخيرا في أكثر من 12 صحيفة أمريكية عن استيائهم من تناول هذا النوع من الأفلام 150 فيلما لشخصية العربي السلبية, لدرجة ان الاسرائيلي ديفي ليفي العضو البارز في صناعة السينما بهوليود قال لزملائه: إن ما تفعلونه بالعرب ينزع الإنسانية تماما عن عدد كبير من البشر. والسؤال الآن: هل ستتغير تلك الصورة السلبية النمطية للعرب بعد سنة أولي ربيع عربي حاز علي اعجاب العالم, وثورات عربية ثرية ومفعمة بأغرب أنواع الدراما وأعجب السيناريوهات, والتي حققت فيها الشعوب العربية ما يشبه المعجزات بإسقاط رؤوس أعتي الأنظمة الديكتاتورية الفاسدة ورفعت أعلام الأوطان, وكانت ولاتزال ثورات سلمية خالصة في تونس ومصر وسوريا باستثناء ليبيا واليمن حيث أجبرت علي ذلك, ولاتزال تلك الثورات تتواصل لتحقيق أهدافها في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والديمقراطية واقامة الدولة المدنية الحديثة رغم ما تعرضت وتتعرض له حاليا من اختطاف وسرقة من القوي الرجعية والانتهازيين وفلول وبقايا الأنظمة الفاسدة؟.. نحن في الانتظار المزيد من أعمدة فرحات حسام الدين