أكد الرئيس عدلي منصور انه واثق في ان من سيقرر الشعب تسليمه راية الوطن سيكون لديه نفس العزم وذات الإرادة.. يجمع ولا يفرق.. يجذب ولا يطرد.. يقيم اسس العدل.. ويرسي قيم الحق والمساواة وتكافؤ الفرص للجميع.. تجسيدا للمطالب الثورية المشروعة ولأهداف ثورتي25 يناير و30 يونيو النبيلة. وقال الرئيس في كلمة للشعب المصري بمناسبة إقرار الدستور الجديد إن المواطن المصري ضرب النموذج في الوعي السياسي وتقدير المسئولية. وإن إقرار الدستور خطوة أولي في طريقنا نحو المستقبل. وشدد الرئيس علي أن إقرار دستور مصر الجديد.. لم يكن غاية نصبو إليها في حد ذاتها فحسب.. أو ختاما لسعي أكملناه من أجل الوطن دون غيره.. بل كان وسيلة.. خطوة وطنية جادة.. واثقة وثابتة.. لوطن كان وسيظل مهدا للحضارة.. وقلبا نابضا لمحيطه العربي.. ومركز إشعاع حضاريا.. دينيا وثقافيا.. لعالمه الإسلامي.. ومحورا للعالم بأسره. وقال إن تلك الخطوة كانت الخطوة الأولي في مسيرتنا نحو المستقبل.. وقال إن إصرارنا أكيد علي مواصلة مسيرة الوطن.. نحو بناء تشريعي ديمقراطي.. يحيل نصوص هذا الدستور ومواده.. إلي قوانين ملزمة.. قابلة للتطبيق ومكسبة للحقوق والحريات.. واكد الرئيس أن عزمنا لن يفتر.. وإرادتنا لن تلين.. سنتلاحم ونتكاتف.. جنبا إلي جنب.. كالبنيان المرصوص.. يشد بعضه بعضا. وقال الرئيس إنه قد وضعنا بإقرارنا دستورنا هذا أولي لبنات مصر المستقبل.. لنبني وطنا يكرس الحرية والديمقراطية.. يتخذ من الحق والعدل منهاجا للعمل والحياة.. يحفظ لكل إنسان حقه في العيش والحرية والكرامة الإنسانية.. وقال الرئيس مخاطبا الشعب المصري: لقد أحسنتم الاختيار.. في أول استحقاق لخريطة طريق مستقبلنا.. وإنني لعلي ثقة في أنكم ستحسنون الاختيار علي مستوي الاستحقاقين المقبلين. وقال الرئيس إن مفهوم الثورة.. مفهوم متكامل.. لم يقف يوما عند حد التخلص من الظلم.. أو دفع القهر.. وتغيير الواقع السيئ.. وإنما يمتد ليشمل استكمال البناء.. وتحويل آمال وطموحات الشعوب إلي واقع ملموس.. وأضاف أن تاريخنا المعاصر يبرهن علي ذلك.. فلنا في ثورة يوليو1952 تجربة حية شاهدة. تلك الثورة البيضاء التي أنجزها رجال من خيرة أبناء مصر الأوفياء.. والتي أسست لنهضة صناعية وزراعية حديثة.. ونشرت قيما سامية.. ومعاني اجتماعية وتكافلية جليلة ما زالت حية في ذاكرتنا ووجداننا. وقال الرئيس أنتم أصحاب هذا الوطن.. المعبرون عن إرادته.. أما نحن فدورنا أن نضمن تحقيق هذه الإرادة.. وإنني أعدكم أنها ستكون نافذة.. مهما كانت التحديات.. وأيا كانت مصادرها. ووجه الرئيس كلمة إلي سيدات مصر قال فيها.. تحية إعزاز وتقدير للمرأة المصرية التي كانت وستظل تقدم عطاءها.. أما فاضلة.. وزوجة واعية.. وأختا حانية.. وابنة صالحة.. وأضاف: لقد ضربتن مثالا رائعا.. وأضحيتن رمزا للوعي السياسي.. الذي بدأ بمشاركتكن الفاعلة في إشعال جذوة ثورتي25 يناير و30 يونيو.. وأشار الرئيس إن ذلك تجسد في اصطفافكن أمام لجان الاقتراع.. بعزيمة وإصرار مشهودين وروح ملؤها الفرحة والتفاؤل بغد مشرق. وأضاف: لقد أكدتنا بشكل قاطع بتلك المشاركة الكثيفة الواعية معاني كثيرة.. وحقائق متعددة.. طالما حاولت منظمات الدفاع عن حقوقكنالتعبيرعنها لسنوات طويلة. وللشباب قال الرئيس.. كنتم وقود ثورتين شعبيتين.. أدركتم حجم التحديات وكنتم علي قدر المسئولية.. ولكن دوركم لم يكتمل بعد. وأضاف الرئيس مخاطبا الشباب أنتم مقبلون علي مرحلة البناء والتمكين.. كونوا علي ثقة في أن غرسكم الطيب سيخرج نباته طيبا, استكملوا المسيرة وانخرطوا في الحياة السياسية بمفهومها الواعي.. من خلال إثراء العمل الحزبي.. في ظل حريات تعلمون أنها باتت مكفولة. وقال الرئيس اعلموا أن ما سعي المصريون.. رجالا ونساء وشيوخا.. لبنائه بعونكم.. إنما سيكون لكم ولأبنائكم.. فأنتم مستقبل هذه الأمة. ووجه الرئيس الخطاب للقوي والأحزاب السياسية قائلا: استغلوا مناخ الديمقراطية.. وقدموا لقواعدكم الشعبية برامج فعالة وملموسة.. يكون من شأنها إحداث نقلة نوعية في الثقافة السياسية للمواطن المصري. وأضاف الرئيس مخاطبا القوي السياسية: اجعلوا الاختلاف وسيلة تؤدي إلي التوافق علي مصلحة الوطن.. واعلموا أن البقاء والنجاح في مصر اليوم لن يكون سوي للأصلح.. للأكثر قدرة علي الإبداع والعطاء وإرضاء طموحات المواطن المصري. ووجه الرئيس تحية شكر واجبة.. وتقديرا خالصا.. لرجال الشرطة والقوات المسلحة البواسل.. عيون الوطن الساهرة.. الذين أمنوا عملية الاستفتاء علي الدستور.. بعمل دءوب متواصل.. وجهود مضاعفة.. وسواعد فتية. وقال كم تحملوا من مخاطر.. ليخرج استفتاؤنا بهذه الصورة الآمنة المشرفة والمتحضرة. ووجه تحية لكل ضابط وجندي.. كان علي استعداد لتقديم روحه فداء لهذا الوطن.. ليؤمن له ولنا مستقبلا أفضل.. وحياة أكثر رخاء.. ومناخا أرحب ديمقراطية.. كل الفخر والاعتزاز منا لهم. واكد الرئيس أن سعادته غامرة.. بما لمسه من مشاعر وطنية صادقة.. جمعت بين أبناء وطن واحد.. صفهم واحد.. جمعهم واحد وإرادتهم واحدة.. إرادة يحميها ويرعاها الله.. فهو نعم المولي ونعم النصير. ودعا الرئيس الشعب المصري باسم مصر.. أن يظلوا كما برهنوا.. علي قدر المسئولية.. ونقطع علي أنفسنا عهدا أمام الله والوطن.. أن نقدس العمل.. ونحترم النظام.. ونتمسك بقيمنا.. وهويتنا.. وسطيتنا واعتدالنا.. أزهرنا وكنائسنا.. لنكن معا دوما من أجل مصر. حفظ الله مصر.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,